القاهرة - صوت الامارات
أصدر المجلس الأعلى للثقافة كتابا للدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي بعنوان "صانع الأسطورة" وهو عن الروائي السوداني الراحل الطيب صالح الذي أختارته اللجنة العلمية للملتقى ليكون شخصية هذه الدورة وقد سبق أن فاز بجائزة الدورة الثالثة.
ويذهب الحجاجي في هذا الكتاب الذي يتألف من 111 صفحة إلى أن الطيب صالح أثبت نفسه منذ أن قدم روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" كأحد أهم كتاب الرواية العربي, وهو أتبعها بعدة أعمال مهمة منها على سبيل المثال "عرس الزين" و"ضو البيت".
ويرى الحجاجي أن الطيب صالح استطاع من خلال أعماله الروائية أن يوظف الأسطورة كأداة لنقل عالمية التجربة الإنسانية, وهو لم يصنع أكثر من أن يعيش واقعه وينقل هذا الواقع بمعتقداته تماما كما يتحرك أمامه.
ويضيف: "لقد استخدم الطيب صالح الأسطورة المعيشة في الواقع السوداني فنقلها وبنى عليها معظم أعماله ورسم من خلالها الأسطورة بكامل أبعادها في وحدة بديعة متسقة ومتناسقة.
ويستطرد الحجاجي في مدخل الكتاب ليؤكد أن ما صنعه الطيب صالح في أعماله لا يختلف عما صنعه سوفوكليس في "أوديب" إلا أنه لم يكن محتاجا أن يعيد صياغة أسطورة, إذ لديه التراث الشعبي السوداني والعربي الضخم للمعتقدات في الأولياء والقديسين وكراماتهم والاعتقاد في النيل..
أقرأ ايضًا وزارة الآثار المصرية تكشف لغز نقل أحجار الأهرامات
والمتصوفة كون قائم بذاته, لهم تأثيرهم الكبير في الحياة الاجتماعية في المدن والأرياف والواحات حتى أنه لا تكاد تخلو قرية من قرى وادي النيل من ولي يتجه إليه أهلها طلبا للبركة. ويخصص الملتقى جلسات عدة لمناقشة أبحاث تتناول إبدع الطيب صالح, منها بحث للشاعر والناقد شعبان يوسف وبحث للكاتبة السورية سلوى النعيمي وبحث للروائي السوداني طارق الطيب وبحث للشاعرة والناقدة عزة بدر.
والطيب صالح (1929 - 2009), أديب سوداني وأحد أشهر الأدباء العرب أطلق عليه النقاد لقب "عبقري الرواية العربية", عاش في بريطانيا وقطر وفرنسا. اسمه الكامل الطيب محمد صالح أحمد, ولد في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كرمكول بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها, وتوفي في إحدى مستشفيات لندن.
عاش الطيب صالح مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعة الخرطوم على درجة البكالوريوس في العلوم.. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته في جامعة لندن, وغير تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية.
قد يهمك أيضًا
لجنة العمارة تعيد الإحياء العمرانى للقاهرة التاريخية فى الأعلى للثقافة