القاهرة -البحرين اليوم
في ثاني أيام الشارقة، قدمت فرقة المسرح الحديث في الشارقة المسرحية عرضاً مسرحياً بعنوان "أشياء لا تصلح للاستهلاك الآدمي" من تأليف علي جمال وإخراج حسن رجب، وهو أحد عروض المسابقة التي قدمت بمعهد الشارقة للفنون المسرحية تزامناً مع عرض آخر بالمكان نفسه، وهو "صبح ومسا" لمسرح دبي الأهلي، من تأليف وإخراج حافظ أمان.
يناقش العرض قضية الأخلاقيات الفطرية والمكتسبة عند الإنسان منذ ولادته وحتى ينتهي عمره، ومدى ارتباط الآخرين مع بعضهم بعضاً من خلال هذه الطبائع والعادات والسلوكيات والمبادئ، ويعتمد النص على مجموعة من الشخصيات التي ارتبطت بمكان واحد، تحت إمرة شخص يدعى "هو" الذي يعتبر الشخصية الرئيسة في العمل، وهو من يحمل قصة النص.
ولعل من أبرز الملامح بالقصة هي تحفيز التفكير باتجاه النظر في القضايا القريبة من الشخص والمحيطة به، والابتعاد عن السردية المباشرة لجذب الجمهور أكثر للاستماع والتركيز على الإسقاطات، التي وضعها المؤلف لخلق نوع من التجاوب في التفكير ما بين شخصيات العرض والجمهور، وقد عمل المؤلف على إنشاء فريق لتجميع الزبالة لتنظيف المجتمع، وهو في الحقيقة تجميع للسلوكيات السلبية، من خلال المواقف التي تحصل في المجتمع بشكل يومي، مثل الحقد والرشوة والنفاق والقسوة وجميعها تأتي من مواقف متعددة ولأشخاص مختلفين.
كانت نهاية العرض مفاجئة وهي إنزال أكياس القمامة على الجمهور في رمزية إلى أنهم مليئون بالممارسات السلبية، وكانت رسالة المؤلف من خلال المشاهد هي بأن الإنسان الحقيقي في وسط الممارسات والأخلاقيات السيئة يستطيع أن يحافظ على سلوكياته بطريقة صحيحة، ويبقى على اتزانه بعيداً عن المواقف السلبية.
ونجح المخرج حسن رجب في تأليف نص بصري ممتاز عبر السينوغرافيا من خلال المكياج، الموسيقى، الديكور عبر وحدة عضوية من خلال تقديم قيمة أخلاقية مهمة ألا وهي المحافظة على القيم والمبادئ عبر فرجة مسرحية ممتعة لم يشعر من خلالها المتلقون بـ"الملل"، واختار المخرج أن تكون السينوغرافيا مكثفة ومختزلة لإبراز طاقات الممثل الأدائية على الخشبة.
واختلفت آلية إخراج حسن رجب، وفي طريقة اشتغاله على العرض مقارنة بالأعمال المسرحية التي أخرجها سابقاً من حيث أسلوب التناول، إذ اعتمد على شخصيات كاريكاتيرية تجمع في تفاصيلها بين ما هو ساخر ومضحك، وبين ما هو قاس ومفجع.
قد يهمك ايضا
مدحت الكاشف عميدًا للمعهد العالي للفنون المسرحية
رشوان توفيق يؤكد أنه تكلم مع الرئيس الراحل أنور السادات وعبد الحليم حافظ روحيًّا