أبو ظبي - سعيد المهيري
عادت الأسواق المالية المحلية لالتقاط أنفاسها وتحقيق الربحية، بعد مسلسل التراجع الذي سيطر عليها طيلة الجلسات الخمس الماضية، وحققت الأسهم مكاسب بمقدار 8.6 مليارات درهم، مع بداية أول تعاملات الأسبوع، ما رفع من إجمالي قيمتها السوقية إلى 788.3 مليار درهم، وجاء عودة التحسن متزامنًا مع الأداء الإيجابي للأسواق العالمية، وفي مقدمها الأميركية، إلى جانب السوق السعودي الذي شهد ارتفاعًا في معدل ارتباطه مع أسواق الإمارات في الآونة الأخيرة، بحسب رأي العديد من المحللين.
وافتتح سوق دبي المالي على مكاسب تجاوزت 4 %، وتواصلت حتى شارفت على بلوغ 5 % في فترة من فترات التداول، لكن جني الأرباح قلص من ربحية المؤشر العام إلى 3.5 %، مغلقًا عند مستوى 4419 نقطة، وفي أبوظبي، أقفل المؤشر العام للسوق عند مستوى 4793 نقطة، بزيادة نسبتها 0.53 % فقط، مقارنة مع جلسة الخميس الماضي.
وقادت أسهم العقار، مجددًا، النشاط في السوقين، وارتفع سهم "أرابتك" بنسبة 8.1 % إلى 3.87 دراهم، وديار 8.6 % عند 1.08 درهم، والاتحاد العقارية 6 %، مغلقًا على 1.78 درهم، وكسب سهم إعمار 2.5 %، ناجحًا في العودة إلى مستوى 10.15 دراهم، وعلى مستوى السيولة، فقد تم تداول ما يقارب 570 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت 1.45 مليار درهم، نفذت من خلال 12249 صفقة.
وأوضح الخبير المالي، عميد كنعان أنه من الطبيعي عودة الأسواق للارتفاع والتقاط أنفاسها بعد موجة التراجع المبالغ به التي شهدتها في الأسبوع الماضي، وكان للأداء الإيجابي المسجل في الأسواق العالمية والسوق السعودي، دور في إعادة اللون الأخضر إلى الأسواق، بعدما أصبح معدل الارتباط عاليًا مع هذه الأسواق.
وأكد أن الأسعار تراجعت بنسب كبيرة، وهو ما شجع أيضًا بعض المؤسسات على العودة للشراء، إلى جانب السيولة المضاربة التي استغلت الفرصة وحققت مكاسب جيدة.
وجاء سهم "إعمار العقارية" في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطًا، حيث تم تداول ما قيمته 240.06 مليون درهم، موزعة على 23.47 مليون سهم من خلال 1106 صفقات. وحل سهم "أرابتك القابضة" في المركز الثاني، حيث تم تداول ما قيمته 237.55 مليون درهم، موزعة على 61.29 مليون سهم من خلال 1678 صفقة.
وتفصيلاً على مستوى الأسواق، وكما كان متوقعًا، فقد افتتح سوق دبي المالي على ارتفاعات قوية منذ الدقيقة الأولى لانطلاق التعاملات، وسط ارتفاع شهية التداول، بعدما كانت الأسهم تشبعت تراجعاً في الأسبوع الماضي، وبلغت الأسعار أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربعة أشهر، الأمر الذي شكل فرصة للمؤسسات والأفراد من العودة إلى السوق وتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.
وبرغم الإيجابية التي شملت غالبية الأسهم، إلا أنه كان من الملاحظ تركز الجزء الأكبر من السيولة على الأسهم الثقيلة، خاصة المدرجة في القطاع العقاري، التي سجلت النسب الأعلى من التراجع في الجلسات الخمس الماضية، نتيجة ردود فعل مبالغ بها تجاه ما يحدث في أسواق خليجية أو عالمية، بحسب رأي المحللين.
وعاد سهم إعمار لفوق مستوى 10 دراهم مجددًا، مغلقًا عند 10.15 دراهم، بعدما تخلى في الجلستين الأخيرتين عن هذا الحاجز، الذي يعد نقطة دعم مهمة لم يكن من المتوقع التخلي عنها، وفقًا لمعطيات التحليل الفني، لكن الأجواء السلبية التي سيطرت على السوق، دفعته للهبوط، وهو ما اعتبره مديرو المحافظ فرصة للشراء الذي بدأ في نهاية جلسة يوم الخميس الماضي، وتواصل مع بداية الأسبوع، وكسب السهم 2.5 %، وما زال أمامه المزيد من الوقت لكي يعوض الخسائر التي تكبدها.
ومع إعلان شركة "أرابتك" عن تفاصيل جديدة بشأن مشروعها في مصر، فقد تفاعل المستثمرون مع الخبر، وقفز السهم بنسبة 8.1 % إلى 3.87 دراهم، لكنه رغم ذلك ما زال دون المستوى السعري العادل، ومن المتوقع تسحن سعر السهم مع إعلان الشركة عن بياناتها عن الربع الثالث من العام الجاري. وشملت المكاسب أيضاً بقية أسهم القطاع، وفي مقدمها الاتحاد العقارية، الذي ارتفع بنسبة 6 % إلى 1.87 درهم، في حين بلغت نسبة نمو ديار 8.6 % إلى 1.08 درهم، ونحو 5 % لسهم دريك آند سكل، المغلق عند 1.07 درهم، وصعد سهم إعمار مولز إلى 3.09 دراهم.
وشملت قائمة الأسهم الخضراء كذلك، سهم دبي للاستثمار المرتفع بنسبة 5.6 % إلى 3.02 دراهم، إلى جانب سهم السوق 4.5 %، بالغاً 2.77 درهم، وعاد سهم ماركة المدرج حديثاً في السوق للارتفاع إلى مستوى 1.24 درهم، ولعب الأداء الإيجابي لسهم بنك دبي الإسلامي دوراً في عودة الربحية إلى سوق دبي، فقد صعد بنسبة 5.1 % إلى 7.15 دراهم، بعدما تخلى نهاية الأسبوع عن مستوى 7 دراهم. وكسب سهم طيران العربية 5 %، محلقاً إلى مستوى 1.28 درهم، بالإضافة إلى تبريد المغلق عند 1.49 درهم.
وفي ظل البداية الخضراء للتعاملات في سوق دبي المالي، فقد استرد المؤشر العام نحو 149 نقطة، مرتفعًا إلى مستوى 4419 نقطة، بزيادة نسبتها 3.5 %، مقارنة مع يوم الخميس الماضي، علمًا بأن مكاسب المؤشر شارفت على بلوغ 5 % في فترة من فترات التداول، لكن المضاربات وجني الأرباح السريعة قلصت منها في نهاية التعاملات.
وسجلت أحجام السيولة تحسنًا، بعدما ارتفعت قيمة الصفقات المبرمة/ أمس الأحد إلى 1.2 مليار درهم، وعدد الأسهم المتداولة 487 مليون سهم، نفذت من خلال 9355 صفقة. وعاد اللون الأخضر للاستحواذ على المساحة الأكبر من شاشة العرض إثر إغلاق أسهم 26 شركة على ربحية من إجمالي أسهم 30 شركة جرى تداولها، في حين تراجعت أسعار أسهم شركتين، وحافظت أسهم شركتين على أسعارهما السابقة.
وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي، اقتصر التداول على سهم موانئ دبي العالمية، الذي انخفض إلى مستوى 18.99 دولاراً، متخليًا بذلك مرة أخرى عن حاجز 19 دولارًا، دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك التراجع.
وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية، عاد اللون الأخضر، لكن المكاسب لم تكن بالمستوى المطلوب، وفيما لعبت أسهم العقار الدور الأكبر في دعم السوق، فقد قلصت السلبية التي سيطرت على حركة بعض أسهم البنوك القيادية من ربحية المؤشر العام الذي أغلق عند مستوى 4793 نقطة، بزيادة نسبتها 0.53 % فقط، مقارنة مع آخر جلسات الأسبوع الماضي.
وقاد سهم الدار النشاط في قطاع العقار مرتفعًا بنسبة 3.8 % إلى 3.28 دراهم، وسط استمرار استقطابه للجزء الأكبر من السيولة المتداولة، وكسب سهم إشراق 3.7 %، بالغًا 1.12 درهم، في حين تجاوزت نسبة نمو سهم رأس الخيمة العقارية 8.7 % إلى 87 فلسًا.
وفي قطاع البنوك، سجل سهم بنك أبوظبي التجاري تحسنًا طفيفًا، مرتفعًا إلى مستوى 8.15 دراهم، ولحق به في نفس الاتجاه مصرف أبوظبي الإسلامي 6.45 دراهم، وحقق سهم بنك أم القيوين الوطني أكبر المكاسب، مغلقًا بالحد الأعلى عند 3.35 دراهم، فيما صعد بنك رأس الخيمة الوطني إلى 8.71 دراهم، وبنك الاتحاد الوطني 6.35 دراهم، وبعكس ذلك، تراجع بنك الخليج الأول إلى 17.20 درهمًا، وبنك أبوظبي الوطني 14 درهمًا.
أما في قطاع الطاقة، فقد عادت الإيجابية، وتمكن سهم الدانة غاز من الارتفاع بنسبة 3.4 % إلى 61 فلسًا، واستعاد سهم أبوظبي للطاقة قيمته الاسمية مغلقًا عند مستوى درهم.
وبلغت قيمة التداول في سوق العاصمة 279 مليون درهم، وعدد الأسهم المتداولة 86 مليون سهم، نفذت من خلال 2894 صفقة. وارتفعت أسعار أسهم 19 شركة من إجمالي أسهم 30 شركة جرى تداولها، مقابل تراجع أسعار أسهم 8 شركات، ومحافظة أسهم 3 شركات على مستوياتها السابقة.
بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب في سوق دبي المالي 248.450 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم 246.000 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين 233.690 مليون درهم، وقيمة مبيعاتهم نحو 272.680 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين، فقد بلغت قيمة مشترياتهم 123.690 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 103.880 ملايين درهم خلال نفس الفترة.
ونتيجة لهذه التطورات، فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 605.830 مليون درهم، لتشكل ما نسبته 51.830 % من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 622.550 مليون درهم، لتشكل ما نسبته 53.260 % من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 16.720 مليون درهم كمحصلة بيع.