دبي - صوت الإمارات
أكد عدد من المختصين الاقتصاديين في دبي أن تقلبات أسعار العملات التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة، انعكست على اقتصاد الإمارة إيجاباً وسلباً، حيث استفادت قطاعات حيوية من هذه التقلبات، في حين تأثرت قطاعات أخرى سلبا.
وكانت المحصلة أن التنوع الذي تنهجه دبي في كل شيء سواءً في مصادر الدخل أو في الشركاء الاستراتيجيين، خصوصاً في قطاعات الاستثمارات الخارجية والتجارة والسياحة، عزز فوائد دبي وخفف من التأثير السلبي للتقلبات.
وقد أكد رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، سلطان أحمد بن سليم، ان النتائج المالية لموانئ دبي العالمية لم تتأثر إطلاقاً بانخفاض صرف اليورو مقابل الدولار.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشركة تملك استثمارات في عدة دول في أوروبا والمملكة المتحدة وأميركا الشمالية والجنوبية، كما تملك استثمارات في الهند وشرق آسيا وأفريقيا. وفي رده على حول مدى تأثير هبوط أسعار النفط على أداء الشركة وخطط التوسع، لفت بن سليم "عادة ما يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى زيادة في الإنفاق الاستهلاكي، وذلك ينعكس إيجاباً على أحجم مناولة الحاويات عالمياً.
في منطقتنا هنا، لا نتوقع أي تغييرات في خطتنا التوسعية بسبب أسعار النفط، نظراً إلى أنه من غير المتوقع حدوث تغييرات على ميزانيات الإنفاق في دول مجلس التعاون الخليجي. خلال عام 2015، نتطلع قدماً إلى إنجاز عدد من المشاريع المهمة في محفظتنا العالمية أهمها محطاتنا في روتردام ونافا شيفا المتوقع افتتاحها في النصف الأول من العام الحالي والمرحلة الثانية من محطة الحاويات الجديدة في جبل علي، والمحطة الجديدة كلياً في تركيا والمتوقع دخولها مرحلة التشغيل في النصف الثاني من 2015.
وأكد الشيخ ماجد المعلا أن طيران الإمارات ورغم استفادتها من انخفاض البترول، إلا أنها تأثرت سلباً بالتقلبات التي شهدتها العملات الرئيسية، بدءاً بالدولار الأميركي، مروراً بالروبل الروسي (بعد فرض العقوبات على روسيا)، وانتهاءً بالعملة الأوروبية الموحدة اليورو، التي توقع أن تستمر في تراجعها مقابل الدولار، خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى أن يصبح سعر الدولار أعلى من سعر اليورو، وهو الأمر الذي إذا حدث فسيكون سابقة تاريخية. وبين " ما ربحناه من انخفاض أسعار البترول، خسرنا في المقابل في ظل التقلبات المستمرة لأسعار صرف العملات".
وأشار إلى أنه من جهة أخرى، فإن انخفاض أسعار البترول إلى ما تحت معدل الـ50 دولاراً واستمرار التقلبات المتواصلة للعملات الرئيسية حول العالم سينعكس سلباً أيضاً على طيران الإمارات وباقي شركات الطيران العالمية "على المدى البعيد"، حيث إن هذين الأمرين سيؤثران على القدرة الشرائية لمواطني العديد من الدول مثل السعودية وإيران وروسيا والكويت والإمارات أيضاً، وهو ما يعني انخفاض حركة السفر لسكان هذه الدول التي تعتبر أسواقاً مهمة لطيران الإمارات وباقي الناقلات الإقليمية والعالمية".
وأضاف الشيخ ماجد المعلا إن عدم تحوط الشركة يساعدها كثيرا في الأمد القريب، لكنه أضاف أن الفوائد ستتقلص جزئيا بفعل تقلبات الروبل واليورو على الأجل البعيد. ولم يدل بتوقعات محددة. وقال إن طيران الامارات تضررت من تقلبات الروبل واليورو وتتوقع الآن أن يشهد اليورو مزيدا من الانخفاض في الأسابيع أو الأشهر القادمة وهو ما سيؤثر عليها بشكل كبير.
وأوضح الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي،عصام عبد الرحيم كاظم، ان تقلبات العملات الرئيسية حول العالم في الآونة الأخيرة والتوقعات القوية باستمرارها، لها جانبان بالنسبة لانعكاساتها على قطاع السياحة في دبي، فمثلاً ارتفع عدد سياح الصين والهند وانخفض عدد السياح من روسيا، لكن تنوع الدول المصدرة للسياح إلى دبي يجعلها محمية من أية تقلبات لعملة معينة، حيث ان أكبر سوق مصدر للسياح إلى دبي والذي يتمثل في السعودية لا تتعدى حصته من إجمالي السياح القادمين إلى الإمارة نسبة 4 %، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التقلبات لن تؤثر على عوائد القطاع التي تشهد نمواً مستمراً.
من جهة أخرى أكد أن استمرار التقلبات بالتزامن مع انخفاض أسعار البترول إذا ما واصل مستواه عند الأسعار الحالية قد يؤثر سلباً على قدرة العديد من الأشخاص حول العالم على السفر والسياحة خصوصاً من الدول المصدرة للنفط (في ما يخص أسعار البترول) أو من أوروبا وروسيا (تقلبات العملات).
من جانبه لفت رئيس الأحواض الجافة العالمية والملاحة العالمية خميس جمعة بوعميم، ان مدخولات الشركة يأتي 85 % منها تقريباً، من شركات ومناطق عدة من العالم وهو ما يعني أن الشركة تأثرت من تذبذب أسعار العملات الأجنبية وخاصة اليورو والين الياباني في الآونة الأخيرة.
رغم ذلك تمكنا من عمل محفظة تحوط محلية للعملات الغير مرتبطة بالدرهم وقد وصلت قيمتها 65 مليون يورو، وتمكنا من تحقيق ما يقارب من 3 ملايين دولار السنة الماضية من تحركات العملات فقط.