الكسيس تسيبراس في افتتاح القمة الأوروبية

سعى رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس الى تهدئة التوتر لدى افتتاح قمة اوروبية في بروكسل، حيث تسعى اليونان الى اقناع شركائها ولا سيما المانيا بتخفيف برنامج التقشف المفروض عليها.

وقال تسيبراس عند وصوله لحضور القمة "انا متاكد ان بامكاننا معا التوصل الى حل قابل للاستمرار لمداواة الجروح التي سببها التقشف"، بالرغم من فشل وزراء المالية في منطقة اليورو الاربعاء في محاولة جسر الهوة مع اثينا. واضاف "نحن في منعطف حاسم بالنسبة لاوروبا".

وقبيل بدء الاعمال تصافح تسيبراس وميركل التي تجسد سياسة التقشف بالنسبة الى اليونانيين، وتبادلا الحديث مبتسمين. وكان المسؤول اليوناني اشار سابقا انه مستعد للقاء ثنائي، كان ليشكل سابقة. لكن لم يحدد اي موعد بعد للقاء بين الاثنين.

واكدت ميركل ان "اوروبا ما زالت تتجه نحو التسويات، والتسويات تجري عندما تجد الاطراف فيها مصلحتها، والمانيا مستعدة لذلك". واضافت "ما زالت امامنا عدة ايام" فيما من  المقرر عقد اجتماع جديد لمنطقة اليورو الاثنين.

واعلنت المتحدثة باسم رئيس مجموعة يوروغروب يورون ديسلبلوم ان اليونان ومنطقة اليورو استأنفتا الاتصالات الخميس بعد اجتماع صاخب الاربعاء، وقررتا بدء العمل بهدف التوصل الى ارضية تفاهم وتسهيل الاجتماع المتوقع في بروكسل الاثنين.

والتقى ديسلبلوم الخميس رئيس الوزراء اليوناني على هامش القمة الاوروبية في بروكسل.

و"اتفق الرجلان على الطلب من المؤسسات (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي) الالتزام مع السلطات اليونانية للبدء بعمل" تمهيدا لاجتماع الاثنين الحاسم بالنسبة الى اليونان، كما اضافت المتحدثة.

ويتوقع وصول وزير الدولة الالماني للشؤون الاوروبية ميكايل روث الى اثينا الجمعة، وسيكون اول عضو في الحكومة الالمانية يزور اليونان منذ تولي اليسار المتشدد الحكم.

غير ان ميركل ذكرت اثينا التي تطالب بالتحرر من برنامج الانقاذ الذي اتفقت عليه مع دائنيها (المفوضية الاوروبية، البنك المركزي الاوروبي، صندوق النقد الدولي) بان "المصداقية الاوروبية ترتكز الى احترام القواعد".

ولم يخف رئيس الوزراء الفنلندي اليكس ستاب انزعاجه مؤكدا "لقد بدأ صبرنا ينفذ مع اليونان" مضيفا ان اثينا "يجب ان تلتزم بتعهداتها. واي تغيير سيكون ظلما بالنسبة لدول مثل ايرلندا واسبانيا او البرتغال" التي بذلت جهودا كبرى ايضا مقابل خطط مساعدة.

وينتظر ان يطلع رئيس منطقة اليورو يورون ديسلبلوم اعضاء الاتحاد الـ28 على تطورات المفاوضات بين اثينا وشركائها، التي اختتمت ليلا بلا اي تقدم. 

وفي حدث نادر، لم يتم نشر اي بيان. وكان يجري تحضير نص يقترح "ترتيبات تعاقدية مع اليونان" بشرط ان تواصل برنامج المساعدات الحالي بحسب مصدر مقرب من الملف. وغادر المشاركون الاجتماع وهم راضون عن التقدم الذي تحقق وبينهم وزير المالية الالماني  فولفغانغ شويبله مراهنين على قبول اليونان. لكن وزير ماليتها يانيس فاروفاكيس رفضه في نهاية المطاف بعد اتصال هاتفي اجراه مع تسيبراس كما قالت عدة مصادر اوروبية.

ويحاول الاوروبيون اقناع اليونان بطلب تمديد البرنامج الحالي قبل التفكير في حلول لتخفيف الدين الذي يشكل اكثر من 175% من اجمالي الناتج الداخلي، وهو ما ترفضه وتريد في المقابل التخلص من ترويكا الجهات الدائنة والاجراءات التي تفرضها عليها.

ويفترض ان يتخذ القرار بحلول الاثنين المقبل على ابعد تقدير لافساح المجال امام العديد من البرلمانات الاوروبية ولا سيما الالماني والفنلندي، ان تقر الاتفاق قبل نهاية الشهر.

لكن التفاؤل يبقى قائما رغم كل شيء من جانب اليونان. وقال الناطق باسم الحكومة غابرييل ساكيلاريدس ان "المفاوضات ستتواصل حتى الاثنين. انا متفائل بالتوصل الى اتفاق تضع الحكومة اليونانية كل ثقلها فيه".

واغلقت بورصة اثينا الخميس على ارتفاع من 6,73% ما صحح تراجع 4% المسجل بالامس.

ويرى مراقبون ان التوصل الى اتفاق يبقى السيناريو المرجح بالنسبة لليونان كما بالنسبة لمنطقة اليورو. وقال دبلوماسي "كل الاطراف لها مصلحة في تجنب عجز اليونان عن السداد، لا احد يريد شطب الديون". وقال ماتياس كولاس من مركز السياسة الاوروبية فريبورغ ان "اليونانيين ينتظرون حتى اللحظة الاخيرة لان موقعهم في التفاوض يتحسن مع الوقت. انها مثل لعبة بوكر".

واكد كريستيان شولتز من بنك بيرنبرغ ان "الاطار الجيو-سياسي يصب ايضا في مصلحة التوصل الى تسوية" نراهن على حاجة اوروبا الى التضامن في اطار ازمة اوكرانيا.