المنامه-البحرين اليوم
أكدت أول دراسة أكاديمية بحرينية عن أثر القيادة الملهِمة على الابتكار في سوق العمل بمملكة البحرين، أن القادة المتميّزين هم من يلهمون ويحفّزون الآخرين. حيث أصحبت القيادة تستند على الإلهام وليس الهيمنة، وعلى التّعاون وليس الترهيب.
وقال الباحث يوسف عبدالعزيز العلوي في دراسته التي نال عنها درجة الدكتوراه، يوم أمس من جامعة " عين شمس" المصرية أن وجود هؤلاء القادة المؤمنين بالطاقات البشرية وما تمتلكه من قدرات ابتكارية خلاقة، أصبح أمرًا حتميًّا للمنظّمات لمواكبة التغيرات والتطور للأفضل.
وطالب العلوي في دراسته التي استغرق إعدادها أربعة أعوام بضرورة الاهتمام بتشجيع العاملين على مواصلة الابتكار والإبداع، وحثّهم على المشاركة في مسابقة الابتكار الحكوميّ (فكرة) المخصصة لموظّفي القطاع الحكومى, والتي أطلقها مشكورا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في العام 2018.
حملت الدرايسة عنوان " أثر القيادة الملهمة على الابتكار: دراسة تطبيقية على سوق العمل في مملكة البحرين " و هي الدراسة الأولى التي تتناول أثر القيادة الملهِمة على الابتكار بسوق العمل بمملكة البحرين.
وقد أجريت جلسة لمناقشة للدراسة صباح أمس ( السبت) في كلية التجارة بجامعة عين شمس، بحضور الأستاذة خلود بنت راشد مطر المستشار الثقافي بسفارة مملكة البحرين بالقاهرة.
إلهام القادة المميزون
يقول الدكتور يوسف عبدالعزيز العلوي في مستهل دؤاسته: إننا نعيش اليوم في زمن اشتدت فيه المنافسة وازدادت فيه سرعة التّغيّرات والتطوّرات بشكل مهول في شتى المجالات، ومما لا شك فيه أن المنظّمات والمؤسّسات جميعها تسعى للمنافسة والبقاء في هذا العالم المتسارع، لذا بات عليها لزاماً أن تتخذ أفضل السّبل والأدوات التي تعينها على مواكبة هذه التّغيّرات والوصول للأهداف المرجوّة.
فالنّجاح لم ولن يكون حليف أولئك الذين يعيشون في الماضي واحداثه؛ وإنّما هو حليف لأولئك القادرين على فهم وقراءة الواقع قراءة سليمة ومتأنية والتطلع للمستقبل، والأخذ بالرؤى والاستراتيجيّات المتكاملة والشّاملة".
ويؤكد الدكتور يوسف العلوي أن القادة المتميّزون هم من يلهمون ويحفّزون الآخرين. حيث أصحبت القيادة تستند على الإلهام وليس الهيمنة، وعلى التّعاون وليس الترهيب، وأصبح وجود هؤلاء القادة المؤمنين بالطاقات البشرية وما تمتلكه من قدرات ابتكارية خلاقة أمرًا حتميًّا للمنظّمات لمواكبة التغيرات والتطور للأفضل.
استهدفت الدراسة التي استغرق إعدادها أربعة أعةام التعرّف على أثر القيادة الملهِمة على الابتكار، وتنمية القدرات الابتكاريّة لدى الأفراد في سوق العمل بمملكة البحرين ، والتعرّف على واقع القيادة الملهِمة في السوق ، وعلى مستوى القدرات الابتكاريّة لدى الأفراد في مؤسّسات سوق العمل بمملكة البحرين.
كما استهدفت أيضا التعرّف على أفضل السّبل لتنمية القدرات الابتكاريّة لدى الأفراد في مؤسّسات سوق العمل ، والخروج بتوصيات قد تسهم في تطوير هذه المؤسّسات .
وقد أكدت الدراسة على وجود تأثير ذو دلالة إحصائيّة (للقيادة الملهمة) بأبعادها المختلفة، على (الابتكار) ، كمتغيّر تابع في مؤسّسات سوق العمل بمملكة البحرين، وأنّ نسبة الذكور والإناث بعيّنة الدّراسة بمؤسّسات سوق العمل بمملكة البحرين متساوية تقريباً، ما يدلّ على وجود تكافؤ الفرص بين الذكور والإناث في تلك المؤسّسات، وأنّها تمكّن المرأة في العمل أسوة بالرجل .
تكافؤ الفرص
وقد أوصت الدراسة بضرورة مواصلة العمل بمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين الرجل والمرأة، والذي يحقّق رؤى، وتطلّعات حكومة مملكة البحرين؛ لبناء مجتمع متكافئ، يخلق التنافسيّة المستدامة المبنيّة على مبدأ الكفاءة.
كما أوصت بالاستثمار بالطاقات الشبابيّة الناضجة المتسلّحة بالمؤهلات العلميّة، والخبرات الكافية؛ لتكوين قاعدة أساسيّة لقادة المستقبل، التي ستساعد المؤسّسات محلّ الدّراسة، ومملكة البحرين عمومًا؛ للتطوّر والابتكار.
وأكدت الدراسة على ضرورة الاهتمام بتشجيع العاملين على مواصلة الابتكار والإبداع، وحثّهم على المشاركة في مسابقة الابتكار الحكوميّ (فكرة) المخصصة لموظّفي القطاع الحكومى
والاهتمام بتنويع طرق التّحفيز، والتّشجيع، والمكافآت للعاملين المبتكرين. بالإضافة لدراسة وضع آلية لتخصيص وقت محدد وكافٍ لهم من أجل الابتكار والإبداع، مع زيادة الاهتمام بالبرامج التّدريبيّة، وبرامج اكتساب المهارات الابتكاريّة للأفراد التي تساعدهم في الابتكار، والإبداع، ومواصلة التطوّر.
ويضيف الدكتور يوسف العلوي : أوصت الدراسة القائمين على المؤسسات محل الدراسة؛ بتعزيز الثّقة المتبادلة بين العاملين والمسؤولين، وتشجيع الأفكار الابتكاريّة، التي تتطلّب جزءًا من المخاطرة؛ وكذلك الاهتمام بتفعيل الهيكل الإداريّ المرن، الذي يسهم في سهولة تبادل المعلومات، والتّواصل الفعّال عبر المستويات الإداريّة.
ووجه الدكتور يوسف عبدالعزيز العلوي الشكر إلى القيادة الحكيمة في مملكة البحرين، مؤكد أنها الملهم لكافة أبناء البحرين في مسيرة الإصلاح والتنمية ، وإلى الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، لدعمه الكبير له لمواصلة العمل والبحث طوال السنوات الأربعة الماضية لنيل هذه الدرجة العلمية، مؤكدا أن هذا دأبه المستمر مع كافة منتسب الوزارة، كما وجه الشكر إلى أعضاء لجنة الحكم على الدراسة برئاسة الدكتورة جيهان رجب وكيل كلية التجارة بجامعة عين شمس المصرية، وعضوية الدكتورة طمان عرفات إبراهيم أستاذ إدارة الأعمال والمشرفة على الدراسة، والدكتور وليد محمود سلطان المدير بالبنك الأهلي المصري.
قد يهمك أيضا:
صدر عن حمد بن عيسى إعادة تشكيل إدارة سوق العمل
تراجع كبير في عدد الموظفين بعقود مؤقتة في القطاع الحكومي البحريني