القاهره ـ البحرين اليوم
مع تزايد حالة النشاط التي تشهدها بلاتوهات الدراما استعدادًا للسباق الرمضاني المقبل برزت خمسة أعمال درامية جديدة يمكن تصنيفها تحت إطار اللون الوطني، خاصة بعد نجاح مسلسل الاختيار والذي عُرض في رمضان الماضي.المسلسلات بدأت مبكرًا بعضها انطلق تصويره، وأخرى يجري الاستعداد لها علي قدم وساق للانتهاء من بناء الديكورات واختيار باقي الأبطال المشاركين، فهل كان نجاح مسلسل الأختيار العام الماضي سببًا لعودة المسلسلات الوطنية؟!، ولماذا يركز صناع الدراما في هذا التوقيت على هذا اللون، والذي كان مفقودًا منذ سنوات؟!.. ونجيب عن الأسئلة من خلال صناع الدراما والنقاد... البداية مع الجزء الثاني من مسلسل الاختيار، والذي كان أول الأعمال التي جري الاتفاق عليها بين الشركة المنتجة سيزجي، والتي سبقت وقدمت الجزء الأول من العمل في الماراثون الماضي، فقد جرى الاتفاق مع النجوم كريم عبد العزيز وأحمد مكي ثم انضم إليهما كل من إياد نصار وإنجي المقدم وأسماء أبو اليزيد وهادي الجيار ورياض الخولي وغيرهم، الجزء الثاني يتناول حياة أحد الأبطال العسكريين أيضًا، والذي رجح البعض أن يكون الشهيد العميد رامي حسانين والذي كان قائدًا للفرقة 103 صاعقة قبل استشهاده ليقودها المنسي، بينما تكهنت بعض الأقاويل حول ربط القصة بأحداث اعتصام رابعة المسلح، وقد بدأ التصوير بعدد من الديكورات منها شقة بمصر الجديدة، لينتقل فريق العمل لديكور آخر بمنطقة التجمع الخامس من تأليف هاني سرحان.
أما مسلسل هجمة مرتدة والذي يقوم ببطولته النجم أحمد عز وهند صبري ونضال الشافعي وصلاح عبد الله وهشام سليم وماجدة زكي والعديد من النجوم الشباب. فقد بدأ العمل به قبل عام تقريبًا حيث كان مقدرًا له العرض في رمضان الماضي، إلا أن ضرورة تصوير العديد من المشاهد الخارجية في دول أجنبية حال دون خروج العمل في ظل توقف الطيران بسبب أزمة كورونا، ليكمل صناع المسلسل التصوير بعد رمضان، حيث سافر صناعة إلي دولة صربيا، وتم الانتهاء من المشاهد هناك، علي أن يتم التصوير مرة أخري لدولة أوكرانيا، والعمل مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، وتدور أحداثه حول أحد الشباب المصري الذي يسافر للخارج للعمل بإحدى الدول الأجنبية، وهناك تحاول مخابرات دولة معادية أجنبية تجنيده، وهو ما يدفعه للتواصل مع المخابرات المصرية، ليتم تدريبه علي خداع من يريدون تجنيده، هجمة مرتدة من تأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد علاء الديب، ومن المقرر عرضه في رمضان القادم.
أما مسلسل القاهرة - كابول، والذي بدأ الاعداد له مبكرًا أملًا في اللحاق بالماراثون الماضي، ولكن تظل صعوبة التحضيرات والسفر أزمة حالت دون الانتهاء منه، وقد بدأ التصوير مجددًا بالعديد من الأماكن الداخلية بمدينة 6 أكتوبر وضواحي الجيزة قبل السفر للخارج لتصوير بعض المشاهد؛ وتدور الأحداث حول الارهاب الدولي، وما يحاك لمصر والدول العربية من مؤامرات، حيث يجسد النجم طارق لطفي شخصية إرهابي دولي، يتلقي التمويل والدعم والتعليمات من منظمات إرهابية خارجية، بينما يجسد النجم فتحي عبد الوهاب شخصية إعلامي، ويبدو أن العمل يركز علي الشخصيات الثلاث التي كانت لاعبًا أساسيًا في الأحداث طوال العقد المنقضي، ويتبقي أيام قليلة للانتهاء من التصوير بمدينة الغردقة، بعدما يسافر فريق العمل إلى دولة أجنبية، ويفاضل المخرج حسام علي بين جورجيا وصربيا للسفر لتصوير المشاهد المتبقية هناك، المسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال، ويشارك في البطولة حنان مطاوع ونبيل الحلفاوي، والعديد من ضيوف الشرف.
أما مسلسل "الملك" والمأخوذ عن رواية كفاح طيبة لصاحب نوبل نجيب محفوظ فقد أدرجه النقاد تحت إطار اللون الوطني والتاريخي، حيث تحكي أحداثه قصة الملك أحمس، والذي والذي اتخذ من طيبة الأقصر حاليًا - مقرًا للإعداد للحرب ضد الهكسوس وطردهم من كل المدن المصرية، المسلسل من سيناريو محمد وخالد وشيرين دياب، ومن إخراج حسين المنباوي، ومن بطولة عمرو يوسف، وصبا مبارك وسوسن بدر وماجد المصري، وقد بدأ المنيباوي ببناء ديكورات معبد الكرنك بمدينة الإنتاج الإعلامي، كما يعكف الأخوة دياب علي الانتهاء من كتابة الحلقات الأخيرة للعمل، حيث ثم الانتهاء من كتابة 25 حلقة تم تسليمها للمخرج، وسيبدأ التصوير خلال الأيام القليلة القادمة.
أما السيناريست الكبير وحيد حامد فيعكف علي كتابة الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة"، بعد أن حقق الجزءين الأول والثاني نجاحًا كبيرًا، ويتعمد في كتابة السيناريو علي جمع الحقائق من مصادرها، بإجراء مقابلات بشكل يومي لبعض الأشحاص الذين عاصروا الفترة التي تلت رحيل الرئيس عبد الناصر، ومرورًا بفترة حكم الرئيس السادات ومصر مبارك، وفي سبيل تحرى الدقة استعان "حامد" بمجموعة من الكتاب والصحفيين الموثوق بهم لجمع المعلومات من مصادرها، ليخرج عملًا محايدًا معتمدًا على أحداث واقعية، الأمر الذي يفسره البعض بصعوبة لحاق الجزء الثالث من "الجماعة" بالماراثون الرمضاني، وإن كانت الشركة المنتجة قد أكدت علي نيتها الشروع بالبدء في العمل فور انتهاء حامد من كتابة السيناريو.
السيناريست باهر دويدار يقول: بدأنا العمل في مسلسل هجمة مرتدة منذ أكثر من عام، حيث كان متوقفًا له العرض في ماراثون رمضان الماضي، ولكن كان السفر للخارج أهم المعوقات، فالبطل يعمل بإحدي الدول الأجنبية، ويسافر لأكثر من دولة، ومنطقيًا لا يمكن تصوير تلك المشاهد سوى في بلادها الأصلية، وهو ما استحال بسبب حظر الطيران، وأزمة كورونا، وقد انتهينا من تصوير الكثير من الأحداث داخل وخارج مصر، والتي تدور حول وطنية الشباب المصري من خلال نموذج البطل الذي يغامر ويخاطر بالغالي والنفيس في سبيل أمن بلاده، كما يقدم العمل نموذجًا آخر لقوة وقدرة جهاز المخابرات المصرية في الكشف عن المؤامرات التي تُحاك ضد مصر، وهؤلاء هم الجنود غير المعروفين للفن والإعلام، فبطولاتهم تظل طي الكتمان، وكذلك شخوصهم الحقيقية لا يمكن الكشف عنها إلا بشروط، علي عكس البطولات العسكرية التي يعرفها الجميع، كما يعرف حقيقة أبطالها، ولذلك كان لابد من عودة الأعمال الوطنية خاصة المخابراتية والتي تبرز تضحيات ربما لا نعرف عنها شيئًا، فمثلًا قصة رأفت الهجان ظلت طي النسيان طوال سنوات، وربما لولا تقديمها دراميًا لما عرفنا شيئًا عن بطولات رجال المخابرات المصرية، وبشكل عام فإن الأعمال الوطنية ضرورة حتمية، وتقديمها هدف ووسيلة في نفس الوقت، والهدف منها هو كشف المخططات الخارجية، وإبراز دور البطولة، وإشارة إلي أبطاله ممن ضحوا براحتهم من أجل راحتنا، وهو وسيلة لتعزيز روح الحب والولاء، ولمعرفة تضحيات النجوم الحقيقيين فداء تراب الوطن، وعندما تعاقدت علي كتابة هجمة مرتدة والجزء الأول من الاختيار العام الماضي لم يكن الأمر مرتبطًا بنجاح عمل معين؛ فقد كان التعاقد علي العملين في وقت قريب، وعرضهما كذلك، إلا أن وجود مشاهد في بلاد أجنبية جعل تأجيل هجمة مرتدة ضروريًا، نذكر البعض أن تقديم الجزء الأول من "الاختيار" العام الماضي لم يكن الأمر مرتبطًا بنجاح عمل معين، فقد كان التعاقد علي العملين في وقت قريب، إلا أن وجود مشاهد في بلاد أجنبية جعل تأجيل "هجمة مرتدة" ضروريًا، وذكر البعض أن تقديم الجزء الأول من "الاختيار" استثمارًا لنجاح فيلم "الممر"، ولكن هذا غير حقيقيًا.
أما السيناريست وليد يوسف فيقول: الأعمال الوطنية ضرورة ملحة لا يمكن التغافل عنها، على الأقل بتواجد عمل أو اثنين على أقل تقدير كل عام، لما لها من أهمية في تثبيت الهوية المصرية، والقدرة على التغلغل في الوجدان، وتقديم رؤية هادفة، فالمعروف أن جزءًا من مهمة الفن هو التوعية والتثقيف، فلا يتوقف الأمر عند المتعة والتسلية فقط، ولا أري أن هناك أفضل من التوعية بالمخاطر التي تتعرض لها بلادنا، وتعليم الأجيال تضحيات أبناء مصر من أجل حمايتها، وهذا أمر معمول به في كل دول العالم، فنري السينما الغربية ترسخ في بعض أعمالها لكل ما هو بطولي وإنساني لديهم، وكذلك الدراما التركية والأوروبية وغيرهم، وقد قدمت في هذا الإطار مسلسل "الزئبق" للنجم كريم عبد العزيز من ملفات المخابرات المصرية، والهدف بشكل عام من تقديم الزئبق كان أن نضع تلك الأحداث أمام الجمهور، حتي يعرف الجهود المبذولة من تلك الأجهزة العسكرية لحماية الأمن المصري من أية مخاطر، وهذا الأمر ينبع من الثقافة الوجدانية، والتي تشكلها البيئة المحيطة، ويلعب فيها الفن دورًا أساسيًا في تشكيل هذا الوجدان؛ وقد ذكرت أن وجود عمل أو أكثر ضرورة لمعرفة الحقائق، في وقت عصيب تحاول فيه بعض الجهات تشكيك المواطن في عقيدته، ولكن هذا ليس بجديد، فالحرب النفسية والمعنوية للنيل من مصر قائمة عبر الفيس، ولا تزال وستظل مصر صامدة، وهنا يبرز دور الفن في مؤازرة الدولة بزيادة الوعي، وهو ما أراه ضرورة للأمن القومي.
الناقدة ماجدة موريس تقول: لا يخفي علي أحد أن نجاح فيلم الممر ومسلسل الاختيار يُعد دافعًا قويًا للاتجاه للأعمال الوطنية، ولكنه مجرد سبب يأتي ضمن أسباب عديدة أخري أبرزها ما تعرضت له البلاد من أحداث تلت أحداث 25 يناير، وصعود جماعة الإخوان الإرهابية، فرأينا زيادة نوعية في عمليات الإرهاب علي الحدود الشرقية والغربية، بالإضافة للحرب الإعلامية متمثلة في الكتائب الإلكترونية المعادية، وقنوات الإخوان التي تُبث من الخارج، ومحاولة تشويه صورة المصري أمام العالم، وزعزعة الاستقرار الداخلي، والمتمثل في السينما والدراما، فنحن نخوض معركة لتقديم الصورة الصحيحة عن أبطال مصر، كما أن مسلسل أحمس أو الملك الذي يتصدر بطولته عمرو يوسف، برغم ما يبدو عليه بأنه عمل تاريخي، إلا أنه وطني يقدم كفاح وتضحيات أبناء مصر عبر التاريخ، وأن تلك النوعية من الأعمال تحتاج إلي تكاليف إنتاجية كبيرة، إلا أن النجاح الذي أثبتته "البحرية" يؤكد علي ارتفاع حالة التفاعل والوطنية، بما يعتقد أنه لا يوجد مصري لم يشاهد عملًا مثل رأفت الهجان أو دموع في عيون وقحة أو الممر أو الاختيار، لذلك الدراما الوطنية تكون قد حققت المعادلة الصعبة بين التوعية والتثقيف، وكذلك حققت النجاح بل والتصوير لما لها من حب يظهر في مشاهدة الجمهور وتفاعله.
قد يهمك ايضا :