القاهره - البحرين اليوم
جاء المخرج المصري الراحل محمد خان إلى السينما متخذا مسارا خاصا منذ أول أفلامه الروائية الطويلة "ضربة شمس" العام 1978، فهو نموذج لفنان السينما الذي يعبر عن رؤية خاصة للواقع من حوله وللعالم الذي يعيش فيه بأسلوب سينمائي متميز، والملاحظ في معظم أفلام محمد خان "حسب تقديري" اهتمامه بالأشياء أو التصرفات التي قد تبدو لنا تافهة، في حين أنها تشكل قيمة كبيرة في إلقاء الضوء على الشخصية أو الحدث.إذا كان واجب الإنسان أن يستمتع بالحياة، فإن المخرج محمد خان - رحمه الله - كان يستمتع بالسينما، ويعتبرها هي الحياة الإنسانية الحقة، بل كان يحاول اكتشاف جوهر الحياة من خلال السينما.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثامن والثلاثون 2016 أصدر كتابا للناقد السينمائي محمود عبدالشكور بعنوان "سينما محمد خان.. البحث عن فارس" تضمن ستة فصول هي "حكاية حب" وفيه يستعرض الكاتب قصة ذلك الصبي الذي شاهد الأطياف في صباه، والذي ولد في ذروة الحرب العالمية الثانية في العام 1942 وجد عالما سحريا موازيا اكتشف بهجة الصورة المتحركة، واكتشف في الوقت نفسه قدرته على التخيل والسرد، عندما دخل المدرسة.
والفصل الثاني "مفاتيح عالم محمد خان"، وهنا يشير المؤلف إلى أن أفلام محمد خان هي أفلام شخصيات بامتياز، فليس غريبا أن يهتم دوما باختيار ممثليه، وأن يبذل جهده لكي يقتربوا من صور شخصياته، وبعض هذه الشخصيات لا تكاد تغيب عن الصورة في لقطة واحدة، وقد حقق محمد خان نجاحا كبيرا في معظم هذه التجارب في اختيار الممثل المناسب للشخصية التي رسمت تفاصيلها بدقة على الورق، وكان نجاحه الأكبر في تغيير النجوم الذين يفضلون عادة أداء ما ينتظره الجمهور، ويشير عبدالشكور أيضا في هذا الفصل أو المحور أن من أبرز ملامح سينما محمد خان العلاقة الوطيدة بين الإنسان والمكان، يمكن أن نقول إن أحد أسرار لعبته وضع الشخصية في المكان، بحيث تصبح جزءا أساسيا منه.
قد يهمك ايضا