أبوظبي– جواد الريس
أكدت دراسة محليّة أجريت أخيرًا عن الإفراط الدوائي في الإمارات، أنَّ حجم الإنفاق على الأدويّة وتداولها ارتفع إلى نحو 3 مليارات دولار العام الجاري، بعد أنَّ كان يبلغ 5 .1 مليار دولار في العام 2011 و450 مليون دولار في العام 2004.
وأضافت الدراسة التي تمّ استعراضها، أمس الجمعة، خلال مؤتمر الصيدلة في أبوظبي، أنَّ 89% من الفئة العُمرية التي يزيد عمرها عن 50 عامًا لديها إفراط في تناول الأدوية؛ بحيث يتمّ تناول خمسة أصناف دوائية أو أكثر من قِبل المريض في اليوم الواحد.
وألقى المتخصّص في الاقتصاد الطبي في مجال الصيدلة في أبوظبي، الدكتور مبارك ناصر مبارك العامري، والحاصل على درجة الدكتوراه في الصيدلة، ورقة عمل عن مدى تأثير الإفراط الدوائي على صحة المريض وعلى الاقتصاد الطبي، مستعرضًا دراسة محليّة أجريت في إحدى المستشفيات في الدولة عن تقييم مدى الإفراط الدوائي ومقارنة ذلك بدراسات عالمية.
وأوضح أنَّ الدراسة شملت 237 مريضًا تتراوح أعمارهم من 50 إلى أكثر من 90 عامًا، وانحصرت في تحليل الوصفات الدوائية لهؤلاء المرضى، وأظهرت النتائج أنَّ 89% من المرضى خاصةً الفئة العُمرية من 60 إلى 79 عامًا ممن شملتهم الدراسة يأخذون أكثر من خمسة أصناف من الأدوية بناءً على تعليمات الأطباء المُعالجين ما يزيد من نسبة تعرض المرضى للمضاعفات الدوائية، مشيرًا إلى أنَّ تعريف الإفراط الدوائي هو تناول خمسة أصناف أو أكثر من الأدوية من قِبل المريض في اليوم الواحد.
وأضاف أنه اتضح من خلال الدراسة أنَّ التفاعلات الدوائية تزيد مع زيادة عدد الأدوية المصروفة لمرضى كبار السن، وهذا يتطلب المتابعة الحثيثة من الأطباء والصيادلة، كما اتضح أنَّ الرجال الكِبار أكثر عرضة لمشكلة الإفراط الدوائي مقارنة مع النساء، وأنَّ هذه النسب مشابهة للنسب العالمية.
وأكد العامري إنَّ الدراسة أكدت أنَّ هناك وعيًا من قِبل أخصائي الرعاية الصحيّة لجهة التأكد من إعطاء الأدوية المناسبة والفعالة للمرضى، بعيدًا عن الإفراط الدوائي، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ هناك إفراطًا دوائيًا قد يكون في محله بالنسبة للمرضى الذين يعانون عدّة أمراض مُزمنة قد يضطر الأطباء المعالجون إلى وصف أكثر من خمسة أصناف من الأدوية لهؤلاء المرضى.
وأشار إلى أنَّ الدراسة أظهرت أيضًا أنَّ بعض المرضى الذين شملتهم الدراسة كانوا يراجعون المُنشآت الصحيّة لمعالجة المضاعفات الناتجة من الإفراط في تناول الأدوية ما يزيد العبء على المُنشآت الصيدلانية، ومحذرًا من تبديل الأصناف الدوائية من قِبل الصيادلة في الصيدليات مباشرة دون الرجوع للطبيب المُعالج، ما قد يترتب عنه إعطاء أدوية أقل جودة وبالتالي زيادة نسبة مشاكل الإفراط الدوائي والمضاعفات.
وتبيّن أيضًا أنَّ المرضى الأكثر تعلمًا أقل عرضة للإفراط الدوائي مقارنة بالفئة ذات المستوى التعليمي الأقل.
كما ذكر إنَّ الدراسة خلُصت إلى مجموعة من التوصيات أهمها ضرورة توعية وتثقيف الكادر الطبي والمرضى حول الإفراط الدوائي وتجنّبه والتركيز على وصف أدوية ذات جودة عالية وحسب الحاجة، وتجنّب التبديل العشوائي للأدوية، ووضع ضوابط في المُنشآت الصحيّة للاستخدام الآمن للأدوية التي تُصرف لكِبار السنّ.
من جانب آخر، أكد العامري أنَّ أصناف الأدوية التي تستخدم في الإمارات تمتاز بجودة عالية وأكثرها الأصناف الأصلية، وأنَّ إحدى الدراسات اظهرت أنَّ 90% من الأدوية المتداولة في الإمارات هي أصناف أصلية "Brand"، بينما وجد أنَّ 89% من أصناف الأدوية التي تستخدم في بريطانيا أدوية مثيلة، وهذا من شأنه أنَّ يرفع نسبة الإنفاق على الدواء في الإمارات في المقابل تكون جودة الدواء أفضل.