عسر الهضم

يتجاهل البعض علامات المشاكل الهضميّة في فترة الأعياد، لاسيّما مع كمية الطعام والشراب التي يتم تناولها في هذا الوقت من العام، فيما ينصح الخبراء بطرق قد تكون غير مستساغة، ولكنها مفيدة بصورة كبيرة، حتى انتهاء الموسم.

وتعتبر عملية الهضم معقدة، ولكن يمكننا السيطرة على الجزء الأول منها عبر المضغ الجيد للطعام، إضافة إلى الجزء الأخير أيضًا، أما منتصف عملية الهضم يحدث تلقائيًا، فالنظام الهضمي يتواصل مع أجسادنا بصورة جيد، حتى لو قررنا فهم غير ذلك، حيث إن الانتفاخ والإسهال والإمساك كلها علامات على أنّ الأمور تتحسن.

وتبدأ عملية الهضم من الفم حيث المضغ، فالألياف وهياكل المواد الغذائية يتم تقسيمها عبر المضغ والتعرض لأنزيمات اللعاب، وبعد البلع، يدخل الغذاء المعدة، حيث يتم تخميضة مرارًا وتكرارًا، ثم توزيعه حسب الأحماض والأنزيمات المختلفة الأخرى، لتشكيل سائل لزج سميك يسمى الـ"كيموس".

ويمر الـ"كيموس" على طول الأمعاء، عبر تقلصات العضلات الملساء، المعروفة بالـ"تمعج"، حيث يتم استخراج المواد الغذائية والماء، وهي عملية تعتمد جزئيًا على البكتريا.

ونظرًا إلى غنى الأكل أثناء الاحتفالات، قد يرغب الجهاز الهضمي في مساعدتك على فرز أنزيم الهضم أثناء وجبات الطعام الرئيسة، عبر فرز أنزيمات إضافية تساعد في عملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي بدوره إلى الانتفاخ، والشعور بعدم الراحة.

وتتوفر الأنزيمات الهاضمة دون حمض الـ"هيدروكلوريك"، التي غالبًا ما تأتي من المصدر البقري، وهي مناسبة للنباتيين أيضًا، والتي يمكن شراؤها في زجاجة الـ"هيدروكلوريك بيوكير"، و"البيبسين"، لاستخدامها أثناء الانتفاخات، وهي توجد في محلات الأغذية الصحية.

ويعج الجهاز الهضمي بالبكتريا، سواء الضارة أو الجيدة، وهي تقوم بالعديد من الأدوار بما في ذلك المساعدة في تفتيت الـ"كيموس"، والتوازن، وهو أمر بالغ الأهمية، ولكن مع تناول الكحول والمواد الغذائية الغنية بالكربوهيدرات والسكريات، لا تعمل البكتريا بصورة جيدة، وحال الرغبة في تعويض ذلك، يمكن أخذ كبسولة "بروبيوتيك" تحتوي على سلالات مختلفة "أكتوباكيللوس"، والبكتريا المتحولة.

ويمكن أيضًا تناول الشاي بالزنجبيل، بعد الوجبات، والشاي بالنعناع عند الشعور بالانتفاخ، أيضًا عشبة زلق الدردار، التي تحفز إنتاج المواد المخاطية المخففة لآلام المعدة المرتبطة بكثرة تناول الطعام، وهي متوفرة على شكل مسحوق، فقط ضع ربع ملعقة صغيرة في الماء واشربها، أو تناولها على شكل كبسولات، فضلاً عن شراب الصبار السائل، ملعقة صغيرة على كوب من المياه.