عدن-حسام الخرباش
تشهد محافظة تعز كبرى المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية تفشي كبير لفيروس كورونا الذي بات يقتل الآلاف من سكان المدينة بصمت في منازلهم في ظل انهيار القطاع الصحي وغياب دور السلطات والحكومة.
وعلى الرغم من تفشي وباء كورونا بتعز ،تقف الحكومة اليمنية ومعها السلطة المحلية متفرجة على الآلاف من المصابين والمئات من الوفيات بـ كوفيد19 إضافة إلى حالة الشلل التي أصيب بها القطاع الصحي حيث وكوادره منقطعة عنهم الرواتب منذ أشهر والمستشفيات تفتفقد لأبسط إمكانيات مواجهة كورونا .
وقالت وكيلة محافظة تعز لشؤون الصحة الدكتورة إيلان عبد الحق: أن عدد المصابين بكورونا في تعز ليس كما يُعلن عنه في الإعلام من قبل اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا وإنما الأعداد كبيرة جداً وما تعلنه اللجنة الوطنية العليا هو للحالات التي يتم إجراء فحوصات لها وإمكانيات الفحص لعدد كبير من الناس غير متاحة لعدم توفر الأجهزة والمحاليل بالشكل المطلوب بالمحافظة وهناك الكثير من المصابين بفيروس كورونا يتجولون بالأماكن العامة، وعدد آخر يعزلون أنفسهم في منازلهم، والكثير من الناس يفارقون الحياة جراء المرض في منازلهم بصمت ولا يذهبون إلى المستشقيات .
وأشارت الدكتورة إيلان ،أن السلطات بتعز قامت بتجهيز مركزين لموجهة فيروس كورونا ويجري تجهيز أربعة مراكز آخرى لمواجهة الوباء وقد رفعت السلطات المحلية للمنظمات الدولية والحكومة بالاحتياجات الواجب توافُرها لمكافحة وباء كورونا، ووصلت بعض هذه الاحتياجات لتعز ولكنها بشكل ضئيل جداً ولا تغطي الحاجة لمواجهة الوباء، موضحة أن معظم الكوادر الصحية غادرت تعز بسبب الحرب المستمرة وانقطاع الرواتب واستهداف المستشفيات .
من جانبه ،حذر الدكتور عبدالودود العامري مدير مستشفى المسراخ ،الواقعة في بوابة تعز الجنوبية من كارثة صحية في أرياف تعز الجنوبية بعد تفشي فيروس كورونا بمديرية المسراخ والمديريات المجاورة وإصابة المئات من المدنيين بالمرض ووفاة العشرات في ظل عدم قدرة مستشفى المسراخ على استقبال الحالات المصابة او المشتبه بها لاِنعدام إمكانيات الوقاية وبدلات العزل لحفظ سلامة الكادر الطبي كما أنه لا يوجد قسم مجهز لمواجهة كورونا ولا أدوية المناعة اللازمة إضافةً لعدم امتلاك المستشفى لجهاز PCR والمحاليل الخاصة لفحص الكورونا .
ولفت العامري أن من يصابون بكورونا يفضلون العزل المنزلي كونهم يدركون حجم الإنهيار بالقطاع الصحي بتعز وهناك حالات كثيرة تتعافى وآخرى تفارق الحياة بينما تكتفي الحكومة والمنظمات الدولية بالصمت وعدم التحرك لدعم تعز المنكوبة، منوهاً أن عشرات الأطباء والمتطوعين مستعدون للعمل ليل نهار لمساعدة الناس بحال توفرت إمكانيات السلامة والعزل والفحص.
هذا وتفرض السلطة المحلية بمديرية المسراخ حظر تجول جزئي في مركز المديرية والأسواق للحد من التجمعات بعد تفشي كورونا بشكل كبير في المديرية.
وأوضح العامري أن تعز أيضاً تشهد انتشار لمرض الملاريا ومرض حمى الضنك ، بسبب الأمطار حيث يتكاثر البعوض في المياه الراكدة بعدها يحدث انتشار واسع لمرض الملاريا ومرض حمى الضنك في ظل عجز المستشفيات عن استقبال الحالات وانعدام ادوية الملاريا وحمى الضنك من الأسواق واحتكارها كونها تعد ادوية محتملة لعلاج الكورونا .
ويصاب الإنسان بمرض الملاريا بعد تعرضه للدغ أنثى البعوض” أنوفليس” الحامل للمرض وتظهر علامات الملاريا بعد مضي 7 أيام أو أكثر من تعرض المصاب بالمرض للدغة من البعوض، وتتسبب الملاريا بموت الإنسان خاصة الأطفال في حال عدم العلاج المبكر من المرض.
أما حمى الضنك فهي عبارة عن عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى. وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين3 أيام إلى 15 يوماً، بعد تعرض المصاب بالمرض للدغة وبحال لم يتلقَ المريض العناية اللازمة والأدوية فمن المحتمل حدوث نزيف له إثر نقص صفائح الدم ما يتسبب بوفاة المريض .
من جهتها ،قالت إرتفاع القباطي،رئيسة مركز التوعية البيئية بتعز: أنه يجب التركيز في مكافحة انتشار فيروس كورونا وذلك من خلال فرض التباعد الإجتماعي وارتداء الكمامات ومنع التجمعات وتعقيم الأحياء والأسواق بشكل متواصل وتوزيع الأدوية المتعلقة بتقوية المناعة مثل فتامين سي ،ويجب توزيع الكمامات مجاناً كونها تشهد احتكاراً بالسوق ووصلت أسعارها إلى مستويات لا يستطيع صاحب الدخل بالأجر اليومي أن يشتري الكمامة او فيتامين سي .
وحسب القباطي فإن لديها إمكانيات إنتاج ألف كمامة يومياً عبر مركزها"مركز الإرتفاع لتاهيل المرأة"والذي يوجد به معامل خياطة وسيتم توزيع الكمامات على الناس مجاناً وتكلف الكمامة الواحدة 50 ريال فقط وقد وزع المركز كمامات في عدد من الأحياء لكنه يفتقر لمتطلبات الإنتاج حالياً لعدم توفر دعم .
وأكدت القباطي ،أن مركز التوعية البيئية ينفذ منذ أسابيع حملات رش ضبابي داخل المدينة لمكافحة البعوض والحد من انتشار الأوبئة بمدينة تعز وذلك بدعم من وكيل محافظة تعز عارف جامل كما يقوم صندوق النظافة بحملات لرفع المخلفات من الأحياء والأماكن العامة للحد من تفشي الأمراض ،منوهةً أن البعوض يتكاثر بعد الأمطار بسبب المياه الراكدة كذلك يتكاثر في ظل انتشار النفايات وتنتشر امراض الحميات والملاريا وحمى الضنك نتيجة ذلك.
قد يهمك ايضا :
رئيس الحكومة اليمنية يُطالب غريفيث بمضاعفة الجهود الأممية للضغط على الحوثيين