واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة حديثة أن التبرع بالدم، لم يعد يلعب دورا كبيرا في إنقاذ حياة من هم بحاجة إليه فقط، بل يعود بالفائدة على صحة المتبرع نفسه
وذكرت الدراسة أن التبرع بالدم يقلل من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية
والسرطان، مشيرة إلى أن التبرع بنصف لتر من الدم تساعد على حرق 650 سعر حراري وذلك أثناء عملية قيام الجسم بتجديد الدم الذي تم التبرع به.
وتسعد تلك النتائج بنوك الدم، بخاصة البريطانية التي تستهلك يوما ما يقرب من7 آلاف عبوة من الدم في المتوسط
.
ويعتقد أن فوائد التبرع بالدم هذه تعود إلى انخفاض معدلات الحديد العالية، حيث أن الحديد يلعب دوره في التأثير على مدى كثافة ولزوجة الدم، كما أن المعدلات المرتفعة من الحديد تتسبب في زيادة كثافة الدم، وتزيد من سرعة عملية أكسدة الكوليسترول.
ويؤثر ذلك على درجة كثافة الدم كما يزيد من الاحتكاكات أثناء انتقال الدم في الأوعية الدموية، ونظرا لأن ذلك الاحتكاك يزيد من تأكل الجوانب المبطنة للشرايين، فإنه يسهم بذلك في الإصابة بأمراض الشرايين والأوعية الدمية التي تؤثر على القلب.
ونظرا لإزالة التبرع بالدم بعض من نسب الحديد، فإن ذلك يكون بمثابة عاملا وقائيا وفائدة، حال حدوث ذلك على أسس ملائمة من خلال الحد من كثافة قوام الدم ولزوجته.
وقال فريق العلماء الذي قام بالدراسة التي نشرتها دورية الجمعية الطبية الأميركية أن هؤلاء الذين كانت تتراوح أعمارهم ما بين 43 إلى 61 سنة كانوا أقل تعرض للأزمات القلبية، والسكتات الدماعية بسبب تبرعهم للدم كل ستة أشهر.
وكانت دراسة أخري أجريت على 2682 رجل من فنلندا كشفت انخفاض معدلات الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 88 بالمائة في أوساط هؤلاء الذين كانوا يتبرعون بالدم مقارنة بغيرهم ممن لا يتبرعون.
وربطت دراسة أخرى بين معدلات الحديد في الدم وزيادة مخاطر السرطان، فيما كشفت دراسة قبل أكثر من أربع سنوات أن معدلات الإصابة بالسرطان والوفيات قد انخفضت في أوساط الذين كانوا يتبرعون مرتين بالدم سنويا مقارنة بغيرهم الأقل تبرعا بالدم بسبب انخفاض معدلات الحديد في الدم.
ومع ذلك فإن فوائد التبرع بالدم تعتمد في الأساس على انتظام عملية التبرع بصورة منتظمة وليس التبرع مرة أو مرتين.
يشار إلى أن الجسم يتمكن من استعادة كمية الدم التي تم التبرع بها خلال 48 ساعة كما يستعيد خلايا الدم الحمراء كافة، خلال فترة تتراوح ما بين أربعة إلى ثمانية أسابيع.
ورغم تلك الفوائد إلا أن مراكز التبرع بالدم تطالب المتبرعين بأن يضعوا في الاعتبار أن الأولوية في التبرع من أجل المحتاجين وليس من أجل تحقيق مزايا وفوائد صحية لأنفسهم.
يذكر أن مركز خدمات التبرع بالدم في بريطانيا يحصل سنويا على مليوني عبوة دم من 1.3 مليون متبرع بريطاني.