دمشق ـ جورج الشامي
انتشرت في الآونة الأخيرة في محافظة حماة بشكل خاص وسورية بشكل عام بعض الأمراض والأوبئة التي اتهم الناشطون حكومة دمشق بإتباع سياسة ممنهجة في التسبب بحصولها نتيجة عدم توفيره للأدوية وطرق الوقاية والعلاج، وكذلك الفساد في كل من وزارة الصحة والدولة لشؤون البيئة وتعمد الإهمال بالقطاع الطبي والصحي والنظافة في الآونة الأخيرة.ومن أهم الأمراض التي ظهرت الأمراض الجلدية وبعضها ينقل العدوى لأشخاص آخرين. وعن أسباب الأمراض والأوبئة التي حصلت أخيرا في المحافظة تحدث الناشط ياقوت الحموي لأحد مواقع المعارضة السورية "أول تلك الأسباب هي النزوح الكبير والمتتالي بين مدن وبلدات وقرى الداخل السوري، والاكتظاظ السكاني العالي في بعض الأماكن كالمدارس والتجمعات السكانية والمنازل القليلة التهوية والملاجئ، وقلة النظافة وارتفاع أسعار المنظفات وأدوات النظافة لتنظيف الملابس والجسم مع ندرتها، وكذلك ندرة مياه الشرب في بعض المناطق". وأضاف أن من بن الأسباب أيضا "سوء الأحوال الجوية أحياناً من برد شديد وأمطار إلى حر شديد وجفاف وانتشار المستنقعات المائية، وعدم إفراغ حاويات القمامة وانتشار القمامة في الطرقات وتجمع النفايات لفترات طويلة وعدم ترحيلها، وعدم صيانة المصارف الصحية المكشوفة التي لحقها الضرر الجسيم نتيجة القصف والدمار الذي لحق بالبنية التحتية للأبنية السكنية والطرقات والمنشآت العامة والخاصة في معظم أنحاء سورية". وتابع "الماء غير الصحي أو الملوث في بعض المناطق، وتوقف حملات الرش (المبيدات الحشرية والنباتية) وتجميع روث الحيوانات لفترة طويلة وعدم ترحيله، ونقل الدم من شخص لآخر من الممكن أن يسبب إصابات نتيجة عدم توفر الإمكانات في بعض المناطق لفحص الدم قبل نقله والسرعة في عملية النقل وكثرة المصابين من المدنيين والثوار وضعف ونقص الإمكانات في المناطق المحررة من أجهزة طبية وأدوية وإبر ومعقمات وأدوية وكذلك الخوف من الاعتقال أو القتل والتصفية عند نقله إلى مستشفى حكومي أو خاص لأي مصاب سواء أكان مدنياً أم من أفراد الجيش الحر في المناطق المسيطر عليها من قبل نظام الأسد". وعن بقية الأسباب التي تتعلق بالأدوية ونقصها في ازدياد تفشي تلك الأمراض أوضح أن "اختفاء الكثير من المنتجات الدوائية المنتجة محلياً من الأسواق بشكل كامل وعدم توفر البديل عنها من الأدوية الأجنبية المستوردة بسبب إغلاق بعض الحدود الدولية لسورية من دول الجوار، وإن توافرت الأدوية البديلة فهي مرتفعة الثمن، واستغلال تجار الأزمات للوضع الراهن من مصنعي الدواء ومستوردي المواد الأولية والأدوية الأجنبية، وارتفاع قيمة (سعر) الأدوية وسعر الصرف للعملة الصعبة (الدولار) الذي يتم شراء المواد الأولية به لمعامل الأدوية السورية، وتعمد ميليشيا الأسد لقصف بعض معامل الأدوية واحتلالها، وتواجد بعض مواقع المعامل في ساحات الاشتباك، وصعوبة مرور المنتج الدوائي من الحواجز الأمنية، وانتشار عصابات مسلحة هدفها السرقة على بعض الطرق تقوم بسرقة بعض سيارات شحن الدواء، بالإضافة إلى سبب أخير يكمن في استحالة أو صعوبة إيصال الدواء للمدن المسيطر عليها من قبل الجيش الحر بسبب منع قوات من وصول تلك الأدوية لمحتاجيها وكذلك قلّتها". ولفت إلى أن الأمراض والأوبئة التي انتشرت بشكل كبير في السنتين الماضيتين من عمر الثورة السورية هي "اليرقان أو ما يعرف بـ أبو صفار، والليشمانيا أو ما يعرف بـ حبة حلب و كذلك حبة الشرق، بالإضافة إلى مرض السل والجرب والقمل". جدير بالذكر أن ما ورد في التقرير يمكن تعميمه على المناطق السورية كافة، حيث كانت السياسة المتبعة من قبل نظام الأسد في السنتين الماضيتين هي معاقبة المناطق الثائرة بإهمالها ونشر الأوبئة فيها وقطع الإمدادات المختلفة عنها سواء أكانت داخلية، أم خارجية عبر منظمات دولية وعالمية مختصة في المجال الطبي".