السياحة في مصر

استقبلت المزارات السياحية والثقافية التاريخية في مصر، السائحين من الداخل والخارج في مختلف المحافظات، بعد أن قررت الحكومة ذلك وفق إجراءات احترازية صارمة من أجل التعايش مع وباء "كوفيد 19".

ويرى خبراء أن تلك العودة مبشرة ويمكن أن تكون بداية لعودة كاملة للسياحة، إذا ما التزم الجميع بالضوابط والإجراءات الاحترازية التي وضعتها الصحة المصرية وفقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، وحال عدم الالتزام فمن الممكن أن تعود الدولة للإغلاق مجددا، وفي كل الأحوال هناك بوادر طيبة بأن تكون مصر وجهة السياحة العالمية قبل الكثير من دول العالم.

نقلة نوعية

قال الدكتور مصطفى عطاالله خبير الآثار المصري والعميد السابق لمعهد الفراعنة العالي للسياحة والفنادق، إن عودة السياحة الثقافية إلى مصر اليوم تمثل نقلة نوعية في ظل الظروف الحالية سواء أكانت أمنية أم صحية.

وأضاف الخبير المصري لـ"سبوتنيك" أن هناك شيئين يمثلان عقبات أمام السياحة سواء في مصر أو أي منطقة في العالم، العقبة الأولى هي النواحي الأمنية، ونحن في مصر تغلبنا عليها واجتزناها إلى حد كبير، أما العقبة الثانية وهى الوباء الذي استجد على العالم، ووصول أفواج سياحية في اليوم الأول لفتح المزارات الأثرية والتاريخية هو مؤشر جيد على أننا سنعود إلى الوضع الذي سبق ظهور الجائحة وقبل التغلب على النواحي الأمنية.

وتمنى عطاالله أن تسير الأمور الصحية نحو التحسن التدريجي كما هو حادث في مصر الآن حتى تستقبل مصر الموسم السياحي الشتوي في المناطق الجنوبية بشكل خاص، لكن لا أحد يستطيع التوقع بما سيحدث خلال الأيام القادمة، ومع هذا نأمل أن تستكمل تلك البداية ونصل إلى موسم خال من الوباء، وتعود السياحة إلى مصر بشكلها الكامل.

مؤشر جيد

من جانبه قال ناجي العريان الخبير السياحي المصري، إن عودة السياحة الثقافية والقرار المصري بفتح المزارات التاريخية هو مؤشر جيد على أن مصر تتعامل مع جائحة كورونا باحتراز، وأن القرار جاء بعد اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية من جانب وزارة الصحة واللجنة الصحية.

وحول تأجيل عودة الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان قال الخبير السياحي لـ"سبوتنيك"، إن السياحة الثقافية بشكل عام سواء البرية أو العائمة هي الأساس، وإن لم يكن هناك سياحة ثقافية فإن السياحة الشاطئية سوف تتأثر، فعندما تعود السياحة الثقافية والتاريخية سوف تتبعها السياحة الشاطئية والعلاجية وجميع أنواع السياحة بأسرع ما يمكن.

السياحة الشتوية

وتابع العريان، تأجيل عودة الفنادق العائمة ليس بسبب ما يتردد بأنها كانت السبب في نقل كورونا إلى مصر، حيث أن نقل الوباء لا يعلم أحد على وجه التحديد من أين بدأ.

وقال: "نتمنى أن يكون هناك موسم سياحي شتوي في مصر هذا العام، لكن الأمر يتوقف على مدى التزام أصحاب المراكب النيلية بكل الاحتياطات وأن يكون هناك وعي، لأنه في حال ظهور الوباء مجددا في تلك المناطق فمن الممكن أن يتم وقف التشغيل مرة أخرى، لذا يجب على كل صاحب مركب عائم أن يتخذ كل الإجراءات الاحترازية الموصى بها، وأن تكون هناك متابعة مستمرة مع وزارة الصحة والسياحة، في حال الالتزام ستكون مصر قبلة السياحة العالمية في تلك الفترة الحرجة التي يمر بها العالم".

مقومات فريدة

قال إيهاب موسى عضو ائتلاف دعم السياحة المصرية، إن هناك مقومات في مصر يمكنها أن تجعلها أفضل مكان في العالم في الوقت الراهن، فقد انخفضت أعداد الإصابات بـ كوفيد19 بشكل كبير جدا وصل إلى أقل من 10 إصابة يومية، وهذا الرقم يعني أننا في وضع جيد مقارنة بعدد السكان، وأكد عضو ائتلاف دعم السياحة لـ"سبوتنيك"، أن هناك مناطق سياحية كاملة مثل جنوب سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح وصلت نسبة إصابات كورونا بها إلى الصفر منذ أكثر من 6 أسابيع، وهذا أمر جيد بالنسبة للمناطق السياحية العالمية مثل شرم الشيخ والغردقة.

وتابع، المشكلة الآن أننا قمنا بفتح كل المتاحف المناطق الأثرية، والشركات السياحية العالمية لم تعتاد أن نقوم بفتح هذه المناطق في الأقصر وأسوان دون أن نفتح "السياحة العائمة في النيل بين الأقصر وأسوان"، حيث أن قرار فتح المتاحف والمناطق الأثرية لم يشمل الـ"نايل كروز"، حيث أن تلك الشركات تربط رحلاتها بين الأقصر وأسوان بـ"نايل كروز"، والأجانب يريدون الاستمتاع بالنيل بين الأقصر وأسوان.

وأشار موسى إلى أن المخاوف من اتخاذ قرار عودة "النايل كروز" للعمل هو المخاوف السابقة، حيث دخلت كورونا مصر عن طريقها، لذا هم لا يريدون فتح رحلات النايل كروز إلا في النهاية وبعد الاطمئنان الكامل أو وجود لقاحات فعالة ضد الجائحة، وهناك حجوزات سياحية من شركات كبرى تريد المجيء إلى مصر في سبتمبر/أيلول القادم مع بداية الفتح، لكن تم الطلب بتأجيلها إلى بداية أكتوبر/تشرين القادم، نظرا لأن عمليات النقل بين الأقصر وأسوان سوف تتم عن طريق الباصات البرية وهذا لا يحقق لهم الاستمتاع المطلوب.

وأوضح أنه تم تأجيل أغلب الحجوزات خلال سبتمبر/ أيلول القادم إلى بداية أكتوبر/ تشرين لأن معظم الرحلات مرتبطة ببعضها البعض لأن من يأتي لزيارة الأقصر وأسوان بالقطع سوف يزور القاهرة، و90 بالمئة ممن يزورون القاهرة يذهبون إلى الأقصر وأسوان، وهناك نسبة ممن يأتون للغردقة يقومون بزيارة اليوم الواحد إلى الأقصر وأسوان.

وتوقع موسى أن تشهد السياحة المصرية في أكتوبر/تشرين القادم تغير بالنسبة لقرار تشغيل "النايل كروز"، لكن المشكلة تكمن في الطاقة التي سيتم تشغيلها بها، فلو تم التشغيل بنسبة 50 بالمئة مع الاشتراطات الحازمة ستكون التكلفة عالية جدا وغير مناسبة وتقلل الأعداد وربما لا تأتي بغير القادرين على تحمل تلك النفقات العالية.

اعتبارا من اليوم 1 سبتمبر/أيلول وبعد توقف دام لـ 6 أشهر، أعلنت وزارة السياحة والآثار استئناف السياحة الثقافية، لتأتي كنبأ سار للمرشدين السياحيين ذلك القطاع الذي يعتمد عمله على السياحة الثقافية والتي كانت متوقفة منذ 15 مارس الماضي ضمن الإجراءات الاحترازية بتفشي فيروس كورونا.

وتعد السياحة الثقافية والأثرية من أهم وأقدم أنواع السياحة في مصر إذ أن مصر بها العديد من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والمتاحف، وقد نشأت السياحة الثقافية منذ اكتشاف الآثار المصرية القديمة وفك رموز الحروف الهيروغليفية وحتى الآن لا تنقطع بعثات الآثار والرحالة السائحين ومؤلفي الكتب السياحية عن مصر وقد صدرت مئات الكتب بلغات مختلفة وكانت وسيلة لجذب السياح من كل أنحاء العالم لمشاهدة مصر وآثارها وحضارتها القديمة من خلال متاحفها القومية والفنية والأثرية، "بحسب الهيئة العامة للاستعلامات".

قد يهمك ايضا 

أبرز الأماكن السياحية في كوالالمبور المُناسبة للأطفال تعرّف عليها

تعرف على أفضل المطاعم الصربية التقليدية في "بلغراد" لعام 2020