رام الله ـ ناصر الأسعد
سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر الأربعاء، جثمان الشهيد ميسرة أبو حمدية لعائلته، بعد الانتهاء من عمليات تشريح جثمانه في معهد الطب العدلي "أبو كبير" في مدينة تل الربيع المحتلة.وقال مدير وزارة الأسرى في الخليل إبراهيم نجاجرة، في تصريح صحافي لوكالة "صفا"، أن "عملية التسليم تمت في معهد أبو كبير، ونقلته عائلته بإتجاه معهد الطب العدلي في جامعة القدس أبو ديس، لإجراء فحوص ومعاينة للجثمان من جانب أطباء ومختصين فلسطينيين"، مشيرًا إلى أنه "سيلي ذلك نقله إلى مدينة الخليل، حيث مسقط رأسه، وسيتم وضعه في ثلاجة الموتى في المستشفى الأهلي في المدينة، حيث من المتوقع أن تجرى جنازة تشييعه، الخميس، في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، بعد أداء الصلاة عليه في مسجد عائشة في ضاحية البلدية، ومن ثم نقله إلى مقبرة الشهداء". وفي تصعيد للإحتجاجات على استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، بفعل الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، تجددت المواجهات مع جنود الاحتلال، صباح الأربعاء، في عدد من المحاور في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، فيما يخوض أربعة آلاف وخمسمائة أسير في سجون الاحتلال، اعتبارًا من الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام، إضرابًا عن الطعام، وتشهد معظم مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة إضرابًا عامًا، حدادًا على الشهيد الأسير. اندلعت مواجهات متفرقة بين الشبان في مخيم "العروب" للاجئين وجنود الاحتلال، اللذين أطقوا القنابل الغازية والصوتية تجاه المواطنين، كما وقعت مناوشات بين عدد من الشبان وجنود الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل. وأصيب شابان، واعتقل آخران، في المواجهات التي تجددت مع جنود الاحتلال في عدد من المحاور ونقاط التماس في الخليل، فيما أصيب ضابط إسرائيلي في المواجهات المستمرة في منطقة باب الزاوية وسط الخليل. في حين قال شهود عيان من منطقة باب الزاوية، فإنّ قوّة من المستعربين اختطفت شابين من المشاركين في المواجهات في المنطقة، ونقلتهما إلى بؤرة استيطانية مجاورة، فيما أصيب شابان آخران بالرصاص المطاطي، الذي أطلقه جنود الاحتلال، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل، أفاد الناطق باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت أمر محمد عوض أنّ "قوّة عسكرية من جيش الاحتلال هاجمت جنازة أثناء دفنها في مقبرة بلدة بيت أمر"، وأضاف موضحًا بأنه "تلا ذلك مواجهات عنيفة بين المواطنين وجنود الاحتلال على مدخل البلدة، ودفعت قوّات الاحتلال بأعداد كبيرة من جنودها إلى المنطقة، لاسيما في مدخل البلدة". وفي نابلس، اندلعت مواجهات على حاجز حواره العسكري جنوب نابلس، بين شبان محتجون على وفاة الأسير أبو حمدية وقوة عسكرية إسرائيلية، حيث قال المصور الصحافي نضال أشتية "إن ما يزيد عن 50 شابًا رشقوا قوة عسكرية إسرائيلية بالحجارة على حاجز حواره وأشعلوا النيران في إطارات فارغة، وأطلق جيش الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، تمت معالجتها ميدانيًا". كما شهدت منطقة أم كربة جنوب بلدة الخضر الواقعة جنوب محافظة بيت لحم مواجهات متفرقة بين المواطنين وجنود الاحتلال، حيث أفادت مصادر محلية من الخضر أنّ عشرات الشبان رشقوا قوّات الاحتلال بالحجارة في المنطقة القريبة من إحدى المستوطنات اليهودية، فيما أطلق الاحتلال قنابله الغازية والصوتية تجاه الشبان، دون البلاغ عن وقوع إصابات. وعلى صعيد الفعاليات الجماهيرية، نظّم عشرات الطلبة من جامعتي بيت لحم والقدس المفتوحة مسيرة جماهيرية وسط مدينة بيت لحم، بعد تعليق الدوام في الجامعتين، وردد المشاركون الشعارات الغاضبة، والأخرى المنددة بإعدام الاحتلال للأسير ميسرة أبو حمدية، جرّاء سياسة الإهمال الطبي، ورفض تقديم العلاجات الطبية الماسة للأسير المصاب بمرض السرطان، وتركه حتى استشهاده، كما نظم المحامون في بيت لحم اعتصامًا وسط المدينة، تنديدًا بالجريمة التي ارتكبها الاحتلال في حق أبو حمدية. وأعلن الأسرى، في رسالة لهم من السجن، عن فتح بيوت عزاء، داخل السجون للشهيد أبو حمدية، موضحين أن غالبية السجون شهدت مواجهات وفعاليات إحتجاجية مع سلطات الاحتلال، فور سماعهم نبأ استشهاد أبو حمدية، حيث تم قمع الأسرى من قبل ما تسمى وحدة "نحشون" و"ميتسادا"، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات. وأشار الأسرى إلى أن "سلطات الاحتلال قامت بعمليات قمع واسعة في حق الأسرى، أصيب خلالها نحو 30 أسيرًا، فيما حرق أسرى سجن ريمون قسم رقم (1) العلم الإسرائيلي، وداسوا عليه، في خطوة هي الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة. وقال مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى فؤاد الخفش "إن الأسرى قاموا أيضًا بتكسير كاميرات المراقبة في السجن، في خطوة إحتجاجية على استشهاد الأسير أبو حمدية. وعم الإضراب العام، الأربعاء، معظم مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة، حدادًا على استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، الثلاثاء، وقالت مصادر "إن المدارس ستعطل بعد الساعة الحادية عشرة صباحًا، حيث ينطلق الطلبة في مسيرات تضامنية، تنتهي إلى خيم الاعتصام التضامنية مع الأسرى، أو مراكز المدن للتعبير عن التنديد بهذه الجريمة"، في حين أشارت مصادر محلية إلى رصد خروج الطلبة من مدارسهم قبل هذا الموعد، سيما في مدينة الخليل، التي تشهد توترًا واحتجاجات واسعة. وفي مدينة القدس المحتلة، عم إضراب تجاري عام حدادًا على روح الشهيد أبو حمدية، فيما تشهد المدينة حالة من التوتر، لاسيما بعد المسيرات التي انطلقت في منطقة باب العمود، الثلاثاء. وقالت مصادر في نابلس "إن المحال التجارية أغلقت أبوابها، باستثناء المخابز وبعض محال التموين الضرورية والصيدليات، بعد أن قررت لجنة التنسيق الفصائلي الحداد، داعية إلى التجمع عند للساعة الحادية عشر، الأربعاء، وسط المدينة وعند حاجز حوارة جنوب المدينة للتظاهر والتنديد بجريمة قتل أبو حمدية". وبدأ أربعة آلاف وخمسمائة أسير في سجون الاحتلال، الأربعاء، ولمدة ثلاثة أيام، إضرابًا عن الطعام، إحتجاجًا على استشهاد الأسير أبو حمدية. وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، مسقط رأس الشهيد أبو حمدية، أغلقت المحال التجارية أبوابها، فيما شهدت المؤسسات المصرفية والمرافق الحياتية الأخرى إغلاقًا كاملاً، استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية. وشلّت الحركة التعليمية في المحافظة، بعد إعلان الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين الإضراب في مدارس المحافظة، استنكارًا لجريمة إعدام أبو حمدية. وأوضح ممثل اتحاد المعلمين في الخليل رشاد الجنيدي، في حديث لوكالة "صفا"، أنّ التعليق جاء في إطار التفاعل مع القضايا الوطنية، لافتًا إلى أنّه "جاء لإفساح المجال أمام الطلبة والمعلمين للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد"، مشيرًا إلى أن "الاحتلال أخّر تسليم جثمان الشهيد، وحال دون إمكان تشييعه"، مناشدًا المعلمين والطلبة للتفاعل مع هذه القضية، والعمل نحو نصرة قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال". وكانت محافظة الخليل قد شهدت، نهار الثلاثاء، مواجهات عنيفة بين المواطنين الغاضبين على استشهاد أبو حمدية وجنود الاحتلال، أصيب خلالها عشرة مواطنين بالرصاص المطاطي، وحوالي 40 حالة اختناق، في محاور عدة في مدينة الخليل، ويتوقع أن تتجدد المواجهات مع الاحتلال، خلال الساعات المقبلة، وسط حالة توتر تخيم على السكان. استشهد الأسير أبو حمدية، الذي يحمل رتبة لواء في السلطة الفلسطينية، الثلاثاء، في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، بفعل الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، حيث كان يعاني من مرض السرطان في الحنجرة. وخرج عشرات الآلاف في محافظات قطاع غزة، الثلاثاء، في مسيرات منددة باستشهاد أبو حمدية، الذي تبنته كتائب "القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، وقالت إنه أحد جنودها المجهولين، منذ التأسيس، وله بصمات في عمليات نوعية