لندن ـ كاتيا حداد
حكمت المحكمة بحبس الصحافي السري مظهر محمود 15 شهرا بعد إدانته بالتلاعب بالأدلة في قضية المخدرات المدانة فيها المغنية توليسا كونتوستافلوس، فبعد أسبوعين يقف، محمود، البالغ من العمر 53 عاما، والمعروف بـ"ملك اللسعات" وسائقه آلان سميث 67 عامًا، أمام محكمة "أولد بيلي" بتهمة التآمر لعرقلة سير العدالة عن طريق تغيير بيان للشرطة.
وتواجه "المملكة المتحدة نيوز" بعد صدور الحكم، أكثر من 45 دعوى مدنية متعلقة بالصحافي محمود، وقال المحامي مارك لويس، الذي يتولى الدفاع عن هذه الاتهامات، أن القضايا المقدمة تتقزم أمام ما قدم بعد فضيحة التنصت على الهواتف، حيث أدين محمود، المعروف باسم "الشيخ المزيف"، وآلان سميث بالتآمر للتلاعب بالأدلة في محاكمة المغنية اند بزو وفريق اكس فاكتور السابق.
وأوضحت الصحيفة أنها أنهت عمل محمود، وستستخدم ذلك في "الدفاع بقوة" عن أي دعاوى مدنية تقام ضدها نتيجة لنشاطه، وقال المتحدث الرسمي بأن "مظهر" قدّم أدلة إدانة في تحقيقات ناجحة خلال 25 عامًا من مسيرة عمله مع الشركة، وقد أدى عمله إلى كشف العديد من الجرائم والمخالفات، وعلى الرغم من ذلك يعتبر مصدر من الأسف الشديد للشركة خلال فترة عمله معها وكان يجب
أن ينتهي أمره بهذه الطريقة، مضيفًا : "لقد لاحظنا أن هناك تهديدات قد تواجه الشركة بعد الدعاوي المدنية بإدانته نظراً لعمله في الشركة، وقال القاضي جيرالد غوردون أن محمود قد يمضي نصف عقوبته قبل أن يتم اطلاق سراحه أطلاقا مشروطا، فيما قد صاح احد الحاضرين اثناء اقتياده من قفص الاتهام قائلا: لقد حان دورك الآن، يا مظهر".
وحُكم على السائق سميث بالسجن لمدة 12 شهرا مع إيقاف التنفيذ. وتعليقا على سجن محمود، وأوضح القاضي: "لقد كان ما قام به من أفكاره الخاصة، كما كان هو المستفيد الوحيد مما فعل، مضيفًا: "كان دافعه حماية نفسه وتعزيز سمعته. فقد أرد أن يحظى بمجد وقد سمح إدانة توليسا كونتوستافلوس له بذلك، حيث قم بتضليل المحكمة لتحقيق مأربه".
وفى أثناء المحاكمة، قال محامي "محمود" جون كيلسي فراي للقاضي: "اليوم يقف أمامك رجل خائف جدا"، مشيرًا إلى أن مظهر محمود على مدى السنوات الماضية ساعد في إرسال العديد من الأفراد إلى السجن، وكان يعمل لصالح الشرطة، كما أضاف أن البعض يري محمود " كمجرد صحافي منوعات يستهدف المشاهير حيث عرّض نفسه "في كثير من الأحيان اللي خطر شخصي عبر ملاحقة المجرمين المحترفين"، بالإضافة إلى انه رفع مستوى الوعي في المجالات ذات الاهتمام العام، وقد نال العديد من الجوائز، لذلك فمهما يقول الناس عنه اليوم فأنه خلال عمله قام ببعض الخدمات القيمة، وقال القاضي إنه أخذ في الحسبان حسن سلوك مظهر محمود السابق، وجدير بالذكر أنه قد حكم أيضا على محمود بدفع 30،000 يورو.
وفي إشارة إلى سميث، أكد القاضي أن محمود "استغل شخص مخلص له، وكان يعمل له جزئيا، من أجل تحقيق أغراضه، وقالت كونتوستافلوس في مقابلة الأحد مع " BBC1" تعليقا على اتهام مظهر محمود مظهر أنه يقضي الآن عقوبة السجن التي كانت أقضيها، وتابعت بالقول "فلو عاد بي الزمن للوراء قبل 3 سنوات، وقال لي أحدهم أن مظهر محمود سيواجه نفس عقوبة السجن و سيأتي اليوم الذي يكون في نفس موقفي وتعرضه صفحات الجرائد في صفحته الأولي وتدم سمعته كما فعل لك، فلن اصدق، ولكن الأن هذه الأمر حقيقي.
وبعد إدانة محمود، أوقفت النيابة العامة عدد من القضية الحالية وتحقق الان في 25 قضية إدانة قديمة، تتولى لجنة مراجعة القضايا الجنائية ست قضايا منها، وقد تجمع بعض ضحايا لدغات محمود المزعومة خارج محكمة أولد بيلي يوم الجمعة، وقال جون الفورد، الممثل السابق المتهم في قضية في أحد القضايا والتي يتم النظر في قضيته حاليا" "لقد استغرق الأمر أكثر من 20 عاما بالنسبة
للبعض منا، ولكن في النهاية اكتشف القاضي وهيئة المحلفين أكاذيب محمود مظهر، مضيفًا: "لدينا ثلاث سلطات، الملك، والبرلمان والنظام القضائي، يجب أن يتحملوا المسؤولية، نعم، ولكنهم في نفس الوقت لا يجب أن يكونوا رهينة للصحافيين الفاسدين أو عديمي الضمير، لذلك أرجو أن نطهّر ديمقراطيتنا من هذا العار مرة واحدة وإلى الأبد ".