دمشق ـ نور خوام
تعرض فريق من الدفاع المدني والمعروف بإسم أصحاب القبعات البيضاء في سورية ، صباح السبت 12 أغسطس/آب 2017 ، إلى هجوم من مجموعة مسلحة مجهولة أطلقت عليهم النار.
وذكر الموقع الإلكتروني لـ"الدفاع المدني" ، أن 7 متطوعين من عناصره في مدينة سرمين ، في ريف إدلب شمال سورية قتلوا، إضافة إلى سرقة سيارتين تابعتين للدفاع المدني وخوذ بيضاء.
وأشار مدير الدفاع المدني في سورية ، رائد الصالح، إلى أن مجهولين هاجموا الفريق المناوب وقتلوه بكامله، بحسب بيان له ، دون الإشارة إلى الجهة التي تقف وراء الهجوم.
وأشار رامي عبد الرحمن، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أن المسعفين السبعة قتلوا برصاص في الرأس ، لافتًا إلى أن زملاءهم وصلوا صباحًا لتولي مهامهم ووجدوهم ميتين ، وطالب الدفاع المدني الحواجز العسكرية المنتشرة في مناطق المعارضة السورية في إدلب ، بالتأكد من وجود مهمة رسمية لأي آلية تابعة للدفاع المدني ، كما نشر ناشطون سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقطع فيديو يظهر قتلى الدفاع المدني في غرفة امتلأت بالدماء.
وأكد ناشطون أن من بين الضحايا محمد ديب أبو كفاح ، وهو متطوع في الدفاع المدني تناقلت وسائل إعلام عالمية في وقت سابق مقطع فيديو له وهو يبكي ، بعدما أنقذ طفلة من تحت الركام علقت تحت الأنقاض في إدلب إثر قصف لطائرات نظام بشار الأسد مدعومة من روسيا. وقال أبو كفاح باكيًا حينها ، في مقطع مصور بث على يوتيوب الخميس 29 سبتمبر/أيلول 2016 ، إنه شعر بأن هذه الطفلة الصغيرة إبنته ، وظل يحملها إلى أن وصل إلى المستشفى، وعندما وصلت سيارة الإسعاف دخل وهو يهرول إلى الطبيب الذي اكتشف أن الطفلة لم تصب بأي أذى رغم سقوطها من الدور الرابع.
وأثناء عرض المقطع المصور على شبكة "بي بي سي" البريطانية، انخرطت المذيعة كيت سيلفرتون في البكاء من فرط التأثر بالمشهد البطولي، واستكملت قراءة الأخبار والدموع على وجنتيها، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأعرب سوريون عن حزنهم الشديد على المسعفين، منددين بالهجوم الدموي ، مطالبين بملاحقة المسؤولين عنه، مشيرين إلى أن جثث الضحايا دُفنت صباح السبت . ولفتت منظمة حقوق الإنسان إلى أن أعضائها اكتشفوا خلايا نائمة تابعة لـ"داعش" ، يدعون أنهم يخططون لهجوم.
وقد خاضت القاعدة التابعة لتنظيم القاعدة، التي كانت تعرف بإسم جبهة النصرة، معارك قاتلة مع "داعش" على مدى الأعوام الماضية ، كما نددت حركة التحرير الشام ما أسمته "الجريمة البشعة" وتعهدت بتعقب الجناة وتقديمهم للمحاسبة.
وقالت الجماعة الجهادية إن الهجوم يهدف إلى "تقويض ثورتنا" كما أنها مستعدة لحماية الخوذ البيض في المناطق المحررة من سورية ، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له أن سبعة أشخاص قتلوا بعد أن أطلقوا النار على الأشخاص الذين أطلقوا النار عليهم ، كما قد هرب المهاجمون مع اثنين من عربات، والخوذ وأجهزة الاتصال اللاسلكي ، وعثر على إحدى المركبات في وقت لاحق على حافة حقل بالقرب من المركز.
فيما تم ترشيح "الخوذ البيضاء" لجائزة نوبل للسلام عام 2016، لكنهم لم يفوزوا ، غير أن عناصر الدفاع المدني البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف متطوع والناشطين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سورية حصلوا على إشادة عالمية بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالًا مخضبين بالدماء إلى المشافي.
وبدأت "الخوذ البيضاء" العمل في العام 2013 ، ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ العام 2014 بإسم "الخوذ البيضاء" نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم ، وتتعرض المنظمة لانتقادات خصوصًا من الموالين لبشار الأسد، ويتهمها البعض بأنها أداة في أيدي المانحين الدوليين والحكومات الداعمة للمعارضة السورية ، وينظر كثيرون إلى متطوعي الدفاع المدني على أنهم "أبطال حقيقيون" هاجسهم الأول والأخير إنقاذ المصابين.
وتابعت المنظمة على موقعها الإلكتروني، أن شعار متطوعيها هو "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا" المقتبسة من السورة القرآنية "منْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ، فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". وتشدد منظمة حقوق الإنسان في الوقت ذاته على أن متطوعيها يخاطرون بحياتهم لمساعدة أي شخص بحاجة إلى المساعدة بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي.