الرياض- صوت الامارات
تعتبر من أهم وأعرق الصحف السعودية على الإطلاق، حملت الذاكرة الرسمية والقرارات المفصلية في البلاد، فضلًا على أنها رصدت التاريخ السعودي المعاصر على امتداد قرن من الزمان وهي تحكي تفاصيل الحياة السعودية حتى باتت مرجعا وحيدا وموثوقا للقرارات والأحداث التاريخية في السعودية.
وقال رئيس تحرير جريدة "أم القرى" عبد الله الأحمدي "إن صحيفة أم القرى تحظى بدعم ومساندة وإشراف وزير الإعلام الدكتور عواد العواد، الذي سخر كل الإمكانات لانطلاقها بطابع عصري"، موضحًا أن العدد الأول للجريدة صدر في ديسمبر /كانون الأول من عام 1924، وهي أول جريدة سعودية تصدر في عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، كما تصدر بلاغ مكة العدد الأول من الجريدة تلاه بعض البيانات والأخبار الرسمية وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
وأوضح الأحمدي أنها جريدة لم تنقطع عن التغطية الصحافية والإعلامية والثقافية بشكل كامل أثناء الحرب العالمية الثانية باستثناء توقفها عام 1942، لمدة لم تتجاوز ثمانية أسابيع قبيل صدور أوامر من الملك عبد العزيز باستيراد الورق والمضي قدما في الطباعة.
وأبان الأحمدي أن أول رئيس تحرير لجريدة أم القرى كان الشيخ يوسف ياسين ومن ثم رشدي ملحس وكانوا يشغلون السلك الدبلوماسي في عهد الملك عبد العزيز، مرورا بمحمد سعيد عبد المقصود وفؤاد شاكر وأيضاً عبد القدوس الأنصاري.
وأشار الأحمدي إلى أن الجريدة رصدت تاريخياً، السير الذاتية لملوك السعودية، وتفاصيل دقيقة في الحقب التاريخية والأحداث السياسية في القرن الماضي مؤكداً أنها تحمل أرشيف السعودية بالكامل، وباتت مرجعاً تاريخياً لسابري أغوار التاريخ والاقتصاد والسياسة.
وقال الأحمدي إضافة إلى ذلك "إن الجريدة كانت مزيجًا مختلفًا من الأخبار والرياضة والأحداث الاجتماعية لمدة 30 عاما من تأسيسها، كما أنها زينت بعض صفحاتها بالإعلانات، وكانت تعبر في ذلك الوقت عن الهوية السعودية والبعد المحلي والاقتصادي والمعرفي.
وأشار الأحمدي إلى أن الجريدة إبان انطلاقتها شكلت ذاكرة السعودية وتطلعاتها وطموحها، وكانت المنبر الإعلامي الوحيد الذي عرف معه العالم، أخبار البلاد وبعدهم الثقافي والتعليمي والاقتصادي، ومناصرتهم للقضايا المصيرية خاصة قضية فلسطين، والتي دافعت عنها السعودية منذ عهد المؤسس بل طاقتها ونفوذها ضد الاستعمار والتغريب.
وقال رئيس تحرير أم القرى "إن همه الأول - شأنه شأن بقية زملائه الذين سبقوه في إدارة دفتها -، كان التطوير وبعثها من جديد"، مشيرًا إلى أن جملة من التحديات تم تجاوزها والتركيز على تطوير الجريدة من كل النواحي من الشكل والإخراج والمحتوى والشعار والألوان، وكنا مهتمين أن تصدر الجريدة بشكل ثابت دونما انقطاع.
وأضاف الأحمدي أنه تم تأمين مطابع جديدة وحديثة واستطاعت الجريدة تغيير حلتها بما يناسب التغيرات التقنية والحديثة، والتركيز على حفظ الأعداد المتهالكة والتي عبثت حشرة "العثة" في غالب أعدادها، فقمنا على الفور بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز، والتي بدورها قامت بترميم ومعالجة كل الأعداد التي تعرضت للتلف، وتمت العملية على أيدي خبراء متخصصين قاموا بالإشراف الكامل لحمايتها من الضياع وعندئذ قمنا بأرشفة كل الأعداد إلكترونيا واستكمال ما نقص منها بالتعاون مع الشركاء.
وأوضح الأحمدي أن الجريدة عملت على تأسيس موقع إلكتروني خاص بها يكون منارة ومنصة إعلامية رقمية لعملية التوثيق وإعطاء معلومات متكاملة عن الجريدة والتي شكلت رصداً كاملاً للتاريخ السعودي بكامل الصور والمعلومات مبيناً أن فريق العمل نجح في إثراء المحتوى الرقمي بما يخدم مع التطلعات والآمال.
وقال الأحمدي "إن جريدة أم القرى خصصت موقعا للباحثين والأكاديميين الراغبين في الاستزادة من الكم المعرفي التي تزخر به الجريدة، مبيناً أن كثيراً من أطروحات الماجستير والدكتوراه والدراسات المسحية والاستقصائية أتت تحت مظلة جريدة أم القرى، حتى باتت مرجعا تاريخيا للدارسين والباحثين".