الرياض _صوت الامارات
فقدت الصحافة السعودية، ومجتمع الأعمال أحد وجوهها البارزين، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام، الشيخ سعيد بن علي غدران، الناشرة لصحيفة "الشرق" اليومية الصادرة من الدمام، ورئيس مجلس إدارة "مجموعة سعيد غدران"، وهي مجموعة صناعية وتجارية.
ويعتبر الشيخ سعيد غدران، الذي رحل الجمعة، ووُري الثرى، السبت، في الدمام عن عمر ناهز الـ90 عامًا، بعد معاناة مع المرض، أحد رجال الأعمال العصاميين الذين بدأوا من الصفر، واستطاعوا بالجد والمثابرة تحقيق النجاح، وولد في الباحة، جنوبي السعودية، وتربى يتيمًا بعد أن فقد والده في عمر السابعة، تلاه رحيل أمه بعد مدة وجيزة، ما اضطره إلى العمل في عمر مبكرة، متنقلًا من الباحة إلى الطائف فمكة المكرمة باحثًا عن مصادر الرزق، وعن فرص العمل.
وفي شبابه، عمل غدران في وزارة المال السعودية، لكن طموحه كان يقوده إلى عالم التجارة، فغادر الوظيفة الحكومية إلى المنطقة الشرقية، ساعيًا للعمل في التجارة، متدرجًا في مراتبها، ومختارًا المواد الغذائية المعيشية مجالًا لتجارته، حتى أصبح واحدًا من أهم التجار في هذا القطاع.
ودخل غدران عالم الصناعة مستثمرًا في قطاع الكهرباء والغاز، ومصانع الإسمنت، والنقل البحري، والتجهيزات البتروكيماوية، كما امتلك استثمارات في البنوك والفنادق، ومراكز التدريب، وكذلك دخوله عالم الصحافة من خلال إصداره مجلة "الشرق"، التي كانت تصدر في المنطقة الشرقية، ثم حولها إلى صحيفة يومية تحمل الاسم نفسه في ديسمبر/كانون الأول 2011، وتصدر عن مؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام.
إصرار الشيخ سعيد غدران على دعم الصحيفة، وتحمّل تكاليفها في أعوام الإصدار الأولى، ومواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة التي مرت بها، أكد حضوره في عالم الصحافة، وأبرزته رجلًا يمتلك رؤية وبصيرة بشأن الصحافة ورسالتها، مهما تعاظمت التحديات.