قضت محكمة ألمانيَّة في مدينة "فورتسبورغ" الثلاثاء، بعدم إلزام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بحذف أخبار وصور عن اللاجئ السوري أنس معضماني، الذي التقط صورة "سيلفي" مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ووفقًا لما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد التقط اللاجئ السوري صورة مع ميركل في سبتمبر/ أيلول 2015 في مأوى للاجئين في حي "شبانداو" في برلين، لتنتشر الصورة في مختلف أنحاء العالم، وأصبح أنس شخصًا مشهورًا بفضلها، ثم سرعان ما أن انتشرت لأنس على موقع "فيسبوك" صور مرتبطة بتفجيرات واعتداءات في أوروبا وتتضمن اتهامات له بالمشاركة فيها.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، رفع، تشان جو جون، محامي الشاب أنس دعوى قضائية ضد "فيسبوك" مطالبًا الموقع بحذف الصورة وعدم نشر أخبار وهمية في حق أنس واتهامه بأنه مرتبط بأعمال إرهابية. إلا أن محكمة فورتسبورغ رفضت الدعوى وحكمت لصالح "فيسبوك"، وقال رئيسها إن الموقع الأميركي ليس ملزمًا بحذف الصور والمنشورات التشهيرية بأثر رجعي أو شطب أي تعليقات مسيئة لأي شخص، مثل تلك التي زعمت ارتباط اللاجئ المتقدم بالشكوى بهجمات إسلامية وجرائم عنيفة.

وعملت إدارة "فيسبوك" على حذف الأخبار الكاذبة من الموقع حسب طلب المحامي نظرًا لوجود أدلة دامغة حول عدم تورط الشاب السوري في أي عمل إجرامي، وهو ما اعتبره مقدم الدعوى إجراءً "غير كافٍ"، مطالبًا الإدارة بمراقبة أفضل لمحتوى الموقع المتعلق بشخصه.وفي تصريح للـ"غارديان"، قال متحدث باسم "فيسبوك" عقب النطق بالحكم: "نحن نقدر أن هذا الوضع صعب جدًا بالنسبة لمعضماني، وهذا السبب الذي جعلنا نسارع في تعطيل إمكانية الوصول إلى المحتوى الذي رفع بشأنه معضماني الدعوى، وسوف نستمر في الاستجابة بسرعة لبلاغات إساءة المحتوى التي يقدمها موكلو الشاب أنس".

ومع ذلك، اطلعت "الغارديان" على نماذج للمحتوى الذي يقول اللاجئ السوري إنه مشين، فضلاً عن المنشورات التي لا تزال موجودة حتى الآن على الموقع الأميركي بعد النطق بالحكم. أحدها تم نشره في 27 ديسمبر/كانون الأول، حين ظهر فيديو لسبعة شبان يحاولون إضرام النار في جسد مواطن دون مسكن في محطة لقطار الأنفاق في العاصمة برلين، فيما قال أحد المعلقين على الفيديو: "انظروا .. إنه فتى ميركل المفضل"وانتشرت على الانترنت صورة جديدة لكنها مركبة يظهر فيها أنس معضماني كأحد الشبان المتورطين في عملية إضرام النار على المتشرد. ورفضت إدارة "فيسبوك" طلب المحامي تشان جو بحذف الصورة التي تمت إعادة نشرها من طرف مستخدمي الموقع 500 مرة. وبرر الموقع القرار بكون أن الصورة لم تنتهك معايير المجتمع.

وأعرب محامي اللاجئ السوري عن أمله بأن تفضي الدعوى التي رفعها، إلى حذف مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى للمنشورات المسيئة، مشددًا على ضرورة بذلك المزيد لإجبار "فيسبوك" على حذف المحتويات المليئة بالكراهية من تلقاء نفسها. وقال إنه يشعر بخيبة الأمل بعد النطق بالحكم، مشيرًا إلى أنه "لا يجب على أحد قبول القذف في حقه أو اتهامه بالقيام بجرائم مفترضة. وبالتالي طلبنا بإصدار حكم ابتدائي". كما رفع المحامي دعوة قضائية ضد موظف لدى حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي بتهمة إعادة نشر الصورة المركبة.

وكانت ميركل، وفي أعقاب قرارها بفتح الحدود أمام اللاجئين، قد زارت مركرًا لإيواء اللاجئين في برلين. وأعربت عن استعدادها لالتقاط صورة مع اللاجئ. لكن الصورة حُورت فيما بعد وانتشرت في سياقات أخرى غالبًا ما كانت تصب في الانتقادات التي وجهت لسياسات المستشارة ميركل في ما يخص موضوع اللاجئين.