مجموعة من الملصقات الدعائية من قبل وخلال الحرب العالمية الثانية

تعتبر مقولة "لقد توقف التاريخ عام 1936، بعد ذلك، كانت الدعاية فقط"، من أهم أقاويل جورج أورويل، وذلك في العصر الذي تفاقمت فيه المآسي المتعددة الناجمة عن الكساد الكبير لاستراتيجيات وسائل الإعلام التي لا ترحم لهتلر وستالين، وكانت الحقيقة هي الضحية الأولى للكساد العظيم. ما يعكس معاناة هذا التوقيت، حيث تم تصنيع الدعاية على نطاق غير مسبوق. وبينما كانت تهدد العالم كارثة اقتصادية لتحريك الحروب قال جورج أورويل، إن الكذب المفيد كان مفضّل على الحقائق الضارة. وذهب أبعد من ذلك، معلنا أن التاريخ توقف في عام 1936. بعد ذلك كل ما نعيش فيه دعاية فقط.

وعلى الرغم من أن هذه مبالغة مميزة، لكنه يشير إلى عالمية خداع الدولة، فالكساد كان مصطلح يهدف إلى إحداث عملية تضليل على المدى البعيد،  واستخدمها الرئيس هوفر على أساس أنه كناية عن كلمة الأميركية القياسية للأزمة المالية "الذعر". وبطبيعة الحال، الكذب أمر بشري، اُستخدم على مرّ العصور، ولكن تم تطويره بشكل مكثّف خلال الحرب العالمية الأولى، ولا سيما في ظل اتجاه السير هارمسورث، مؤسس الصحافة الشعبية في بريطانيا والذي يشتهر في ألمانيا باسم "أبو الكذب".

وأدت جهود هارمسورث إلى عواقب وخيمة على أوروبا. وزعم القوميون المتطرفون أن ألمانيا لم تُهزم بقوة السلاح في عام 1918، ولكن طعنت في الظهر من قبل المجرمين السياسيين الذين استخدموا

الوحشية. ولكن الدعاية، مثل الإعلانات، تصيب المناطق الحساسة فقط عندما تكون الظروف مناسبة. فهتلر لم يكن له أبدا أن يحصل على دعم واسع النطاق إذا لم يكن قادرا على استغلال المآسي المتعددة من الكساد. فبعد عام 1929، تقبّل الألمان تأكيده بأن معاناتهم هي ثمرة الشر من نظام فايمار الفاسدة. وأصر أن المشكلة ليست اقتصادية بل سياسية، ولا يمكن حلها إلا من خلال استعادة القوة الألمانية، تحت قيادته.  

وعندم أصبح هتلر في السلطة، نشر جميع موارد الدولة والتكنولوجيا الحديثة للسيطرة على العقول الألمانية، واستخدم الإرهاب والمسرح في ذلك، فكان يتواصل معهم بمفعول التنويم السحري، من خلال وسائل الإعلام الجديدة للإذاعة والسينما. وكان كل مجال من مجالات الحياة الألمانية مسلوب من قبل هتلر ونظامه، فقد هاجم غوبلز الفن ووصفه بـ"المنحل" وأشرف على حرق الكتب من المكتبات العامة ووصفها بـ "بيوت الدعارة الفكرية". وتم تنظيم الصحافة، وترهيب الكنيسة.