مجلس خبراء إيران يُؤكِّد أنّ المتظاهرين

أفادت مواقع إيرانية، السبت، بأن مجلس الخبراء الإيراني وصف، في بيان له المحتجين بـ"المخربين والمخلّين بالأمن والانتهازيين"، واتهم "أميركا وإسرائيل، ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة" بإشعال الاحتجاجات، كما دعا إلى "الحسم مع المحتجين ومحاكمتهم".

يأتي ذلك في ما نقلت قناة "إيران إنترناشيونال-عربي" عن وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري أنّ الضابط في الحرس الثوري أكبر مرادي لقي حتفه عقب صدامات مع المحتجين في مدينة معشور في محافظة خوزستان.

وأفادت مواقع إيرانية أيضا بنقل الطالب أبوالفضل نجاد فتح إلى مكان مجهول، مثل العشرات من طلاب جامعتي "طهران" و"علامة"، الذين اعتقلوا منذ الإثنين الماضي.

وكشفت تقارير أن حملة اعتقالات واسعة بدأت داخل جامعة "طهران"، حيث تم اعتقال عشرات الطلاب على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت منذ الجمعة الماضية، وخلال الساعات الأخيرة أظهر موقع "نتبلوكس" لمراقبة أنشطة الإنترنت أن نسبة الوصول إلى الإنترنت في إيران لا تتعدى 20%.

وتزامن ذلك مع فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أذري، رداً على وقف النظام الإيراني خدمة الإنترنت خلال الاحتجاجات.
وقطعت إيران خدمة الإنترنت للتغطية على قمعها للتظاهرات التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد وذلك احتجاجاً على رفع أسعار البنزين.

ملاحقة آلاف المُحتجّين بالاعتقال
تستمر حملة القمع العنيفة التي تشنّها قوات الأمن ضد المتظاهرين في إيران، وقالت وسائل إعلام إيرانية إن النظام اعتقل 4800 متظاهر في 18 محافظة، بينما قالت المعارضة الإيرانية إن الحراك الإيراني اندلع في أكثر من 165 مدينة طيلة الأيام الماضية.
أسفرت الملاحقات الأمنية للمحتجين السبت، عن مقتل متظاهر، وصفته وسائل إعلام النظام بأنه "أحد العناصر الضالعة في أعمال الشغب".

وأفادت وكالة "إرنا" للأنباء بعودة خدمة الإنترنت جزئياً إلى عدة محافظات إيرانية، لكن ليس للهواتف النقالة.
وأكدت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، في مؤتمر صحافي بالعاصمة لندن، الجمعة، أنّ النظام استخدم جميع قواته القمعية، بما في ذلك الحرس الثوري والباسيج والشرطة، مستعملاً الدبابات وناقلات الجنود والمروحيات.

ووفقا للمجلس فإنّ عدد ضحايا الاحتجاجات وصل إلى 251 قتيلاً وأكثر من 3 آلاف و500 مصاب، ووصل عدد الموقوفين حتى الآن إلى 7 آلاف.

وطالبت المعارضة الإيرانية الاتحاد الأوروبي بضرورة تغيير سياسة الاسترضاء التي تأتي بنتائج عكسية مع النظام الإيراني.
يأتي ذلك في ما وثقت عدسة امرأة إيرانية مشاهد العنف في شارع ستارخان بالعاصمة طهران، بحسب ما أفاد نشطاء. اللقطات رصدت مظاهر العنف من قبل عناصر مندسة بين المتظاهرين بعضهم في زي رجال الأمن والبعض الآخر في زي مدني.
وتزامن ذلك مع فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أذري، رداً على وقف النظام الإيراني خدمة الإنترنت خلال الاحتجاجات.
وقطعت إيران خدمة الإنترنت للتغطية على قمعها للتظاهرات التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد وذلك احتجاجاً على رفع أسعار البنزين.
وعلق وزير الخارجية الأميركي بومبيو على فرض العقوبات على وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني بأنه كان من المفترض أن يكون مسؤولا على ضمان تدفق خدمة الإنترنت داخل بلاده، لكنه فعل عكس ذلك.
ونظم العشرات من أحواز وأكراد إيران وقفة احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك تعبيراً عن دعمهم للاحتجاجات الشعبية في إيران.
وندد المشاركون بما وصفوه بالانتهاكات التي يمارسها النظام الإيراني بحق الأقليات في إيران، كما طالبوا الاتحاد الأوروبي باتخاذ قرارات صارمة تجاه النظام الإيراني الذي يمارس عمليات قتل واعتقال بحق الأقليات في إيران.

"معجزة" إخماد الاحتجاجات
اعتبر قائد كبير في ميليشيات الباسيج، أن النظام الإيراني تمكن من إخماد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسبوع، واصفا الأمر بـ"المعجزة"، في حين استمر المتظاهرون في الخروج إلى الشوارع، رغم حملة القمع الدامية.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن قائد العمليات في الميليشيات، العميد سالار أبنوش، قوله خلال احتفال، إن الاحتجاجات كانت بمثابة "حرب عالمية" على إيران، وتحدث عن استعدادات غريبة تمت من أجل افتعال "الفتنة الأخيرة".
وقال "إنهم (قوى خارجية) كانوا ينتظرون شرارة واحدة من أجل تدمير البلاد"، متحدثا عن تورط الولايات المتحدة في الاحتجاجات" التي سادت البلاد فجأة"، وأضاف أن "أصحاب الفتنة الذين كانوا يعتزمون قتل نصف الإيرانيين، لديهم معدات متطورة جدا".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، نشر ناشطون لقطات لاحتجاجات في إيران قالوا إنها اندلعت الجمعة، شملت كل من طهران وشيراز والأحواز وغيرها.
تأتي تصريحات أبنوش بمثابة تكرار لخطاب قادة النظام الإيراني منذ بدء الاحتجاجات، الذي يشدد على اتهام قوى خارجية، دون تقديم أي دليل.
وتجاهل هؤلاء الحديث عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد، التي دفعت الإيرانيين إلى الخروج في احتجاجات عارمة.
وتفجرت الاحتجاجات في إيران، بعدما رفعت الحكومة أسعار الوقود، الأسبوع الماضي. 
وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى أكثر 100 مدينة وبلدة في إيران، وارتفع سقفها ليصبح سياسيا مع مطالبة المحتجين بإسقاط النظام، وأحرق محتجون صور مرشده علي خامنئي.
وقالت منظمة العفو الدولية الحقوقية إنها تأكدت من مقتل 106 أشخاص من جراء قمع المتظاهرين الغاضبين الذين خرجوا إلى الشوارع، وتوقعت أن يكون الرقم أكبر بكثير.
وتحدثت تقارير إعلامية عن إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على رؤوس المتظاهرين وصدورهم، في نية مبيتة للقتل.
واشتعلت النيران في العديد المصارف ومحطات الوقود وغيرها من المنشآت، كما تعرضت محال تجارية للنهب.
واتهم النظام الإيراني المحتجين بارتكاب هذه الأفعال، لكن هؤلاء نفوا ذلك، وفق "راديو فرادا" المتخصص في الشأن الإيراني، وقالوا إن الحرس الثوري وعملاءه نفذوا هذه الأفعال لتشويه سمعة المتظاهرين، وتبرير العنف ضدهم.

قـــــــــــــــد يهمــــــــــــــــك أيضـــــــــــــــــا

الحرس الثوري "اعتقل" 100 من قادة الاحتجاجات ووعيد بعقاب شديد

عشرات العناصر من الحرس الثوري وحزب الله في الحديدة اليمنية