العلاقة الزوجيّة تتأثر من انتشار التكنولوجيا

نصح فريق من العلماء الأزواج بالتخلي عن قليل من الوقت الذي يقضونه في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وممارسة المزيد من الأنشطة مع شريك الحياة، لاسيما العلاقة الحميمية.

واكتشف الباحثون أنّ "70% من النساء يؤكّدن أنّ الهواتف الذكية تتدخل في علاقتهن الرومانسية"، فيما أبرزت الدراسة أنّ "التكنولوجيا والشاشات التي نستخدمها تفسد العلاقات بين الأزواج، حيث يلتقط أحدهم الهاتف ليلقي نظرة على فيسبوك، ربما يحدث ذلك عندما يكونا في وسط الحديث".

وبيّنت أستاذة علم النفس في جامعة "برمنغهام"، ومؤلف الدراسة، سارة كوين، "نرى ذلك في كل مكان، في المطاعم، كل شخص يضع هاتفه على الطاولة، فمن السهل جدًا على كليهما الإمساك بهاتفه حين يحدث صوتًا".

وشملت الدراسة 143 من الأزواج، وسألتهم عن العادات الخاصة بالهاتف، والتلفزيون والكمبيوتر والأجهزة اللوحية الخاصة بهم، كما سألت عن كيفية استخدام الشريك للأجهزة التكنولوجية، أو ما إذا كان هناك إي نزاع بسبب التكنولوجيا، وارتياحهم في العلاقة والحياة بصورة عامة.

وأكّد المشاركون أنّ "أجهزة الكمبيوتر أكثر الوسائل التكنولوجية تدخلاً في حياتهم، تليها الهواتف النقالة، كما ذكرت خمسة سيناريوهات هم الأكثر شيوعًا وتدخلاً في العلاقة، من بينها التقاط الهاتف المحمول بصورة مستمرة، حيث قالت 62% من النساء أن ذلك يحدث مرة واحدة يوميًا".

وأشارت خبير العلاقات أليسون بروزيك إلى أنَّ "40% من النساء أوضحنّ أنّ التلفزيون يشتت الرجال أثناء المحادثة، على الأقل مرة واحدة يوميًا، بينما أكّد الثلث أنّ الرجال يخرجون الهواتف ليفحصوها في منتصف الحديث، أو أثناء تناول الطعام سويًا، بينما لفت نحو الربع إلى أنّهنّ بالفعل يرسلن الرسائل النصية أو بريدًا إلكترونيًا إلى شخص آخر، أثناء الحديث مع الشريك وجهًا لوجه".

ويعتبر الأسوء من ذلك هو الطريقة التي تشعر بها المرأة، حيث وجدت الدراسة أنّ "التكنولوجيا دائمًا ترتبط بالعلاقات الأكثر فقرًا، والتي لها علاقة بانخفاض الرضا عن الحياة".

وأوضح أستاذ علم النفس التنموي في جامعة إنديانا وجامعة بوردو ميشيل دورين أنه "مع ظهور تكنولوجيا الهاتف المحمول على الساحة بصورة سريعة، قفزنا جميعًا إلى التفاعلات الحاسوبية، دون تفكير في الآثار الجانبية".

وشملت هذه الدراسة مجموعة صغيرة من النساء، ولكن الباحثون يعترفون بأنّ "هذه الارتباطات يمكن أن تعود لعوامل أخرى تؤثر على الشخص، ولكن بالنسبة لأولئك يتفاقم الشعور بسبب الهواتف الذكية، ولا يكمن الحل في إخفاء التكنولوجيا تمامًا من هذه العلاقة.

ورأى الدكتور كوين أنه "ليس سخيفًا أن يضع الأزواج قواعد للتكنولوجيا، الأمر يشمل ما هو مناسب وغير مناسب، أثناء تناول العشاء أو في غرفة النوم، كل ذلك سوف يساعد"، لافتًا إلى أنه "يمكن وضع الهاتف فوق الثلاجة حتى لا يشغل الطرفين".