تراجع معدلات الزواج بين عائلات الطبقة المتوسط

تُفضل العائلة الأميركية من الطبقة العاملة الخطب السياسية وقصص بروس سبرينغستين، والتي تتحدث حول دعم الحياة، وفقًا لعالم الاجتماع وأستاذ في جامعة جزنز هوبكر الأميركية، أندرو شيرلين.أصدر شيرلين كتابه الأخير "حب العمل الضائع"، والذي يدرس معدلات انخفاض الزواج بين الطبقة العاملة في الولايات المتحدة، ويوضح أن الطبقة العاملة هي من درجة الثانوية العامة وليس الشهادات الجامعية، والتي تمثل نحو نصف الشباب في أميركا.

في العقود القليلة الماضية، انتقل الشباب إلى العمل في المصانع، وفي الوقت نفسه تغيرت التيارات الاقتصادية والثقافية التي تعزز وضع ومكانة المرأة.

ويرى شيريل أن مزيج هذه التحولات الاقتصادية والثقافية قاد إلى سقوط عائلة الطبقة العاملة.


جادل العديد من الباحثين حول الأسر الأميركية، ويضيف شيرلي أنَّ الطبقة العاملة الآن لا تريد العيش في علاقات ويتبعون نمط الفردية على عكس العقود الماضية في الطبقة الوسطى في البلاد، كما بعضهم لا يريد أطفال، ويتوقع أنَّ تلك الخطوات سيكون لها تأثير بعدم الاستقرار على الترتيبات المعيشية من الطبقة العاملة في المجتمع.

وأوضح شيرلين أنَّ السبيل الوحيد لوقف هذا الاتجاه هو تعزيز الوضع الاقتصادي للأسر من الطبقة العاملة ورفع الأجور.

وبيَّن الكاتب الأميركي أنَّ الذي دفعه لتأليف كتابه هو التفكك البطيء للطبقة العاملة الأميركية على مدى العقود القليلة الماضية، إذ أنَّ مجموعة كبيرة من الشباب تكافح من أجل حياتهم الأسرية، ولأنهم يحملون شهادة الثانوية العامة تنخفض فرصهم في العمل بشكل كبير، وهي تختلف عن فترة السبعينات مع بداية التصنيع في الاقتصاد.

وأكد شيرلي أنَّه كلما زادت الفجوة الاقتصادية وعدم المساواة تتسع رقعة عدم الزواج بين شباب الطبقة العاملة.

ولفت الكاتب إلى أنَّ الولايات المتحدة شهدت هذه الفجوة الكبيرة في الزواج والتي وقعت بعد أواخر القرن الـ19، وهي من الثغرات الأكثر شيوعًا بسبب ارتفاع عدم المساواة الاقتصادية، وكانت الفترة الأولى عندما استبدلت المصانع المتاجر الصغيرة والفترة الثانية حين دخلت أجهزة الكمبيوتر إلى المصانع.

وأضاف الكاتب أنَّه خلال فترة الخمسينات ارتفعت معدلات الزواج بدرجة كبيرة بين الطبقة العاملة الأميركية، وكانت هي الفترة الأكثر استقرارا، وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ البلاد يعمل فيها الشباب البالغين دون تعليم متقدم.

وتابع "خلال فترة الثلاثينات، كان الاقتصاد ضعيفًا جدًا، كما هو الحال اليوم، ولكن رأينا ولادة عدد قليل جدًا من الأطفال خارج نطاق الزواج لأنه كان أمرًا غير مقبول ثقافيًا، واليوم حين يواجه الناس صعوبات اقتصادية يختارون العيش وحيدين بدلًا من الزواج والفشل".

ويعتقد الكاتب أنَّ عمل المرأة ساهم في تراجع أسر الطبقة العاملة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التعليم، فهن لا يرون احتمالات جيدة للزواج في المستقبل، ولديهن استقلال اقتصادي يسمح لهن ببدء أسرهن الخاصة، ولذلك استقلال المرأة جزء من هذه القصة.