"أرامل شهداء الإمارات" يجتمعن لنقل تجارب تربية أبناء الأبطال

دشّنت أرملة الشهيد ملازم أول طيار سليمان العبري، المهندسة ثريا عبود علي العدوي، حسابًا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، يحمل اسم “أرامل شهداء الإمارات”، وأوضحت إن “الحساب يقدم التوعية والدعم المعنوي لكل من فقدت بطلًا من أبطال الإمارات”.

وأوضحت أن الهدف الأساسي من الحساب هو نقل خبراتها الحياتية والعملية في التعامل مع أبنائها والمجتمع منذ استشهاد زوجها خلال إحدى المهام التدريبية عام 2002، إلى بقية أرامل شهداء الوطن.

وذكرت العدوي إنه “حينما استشهد زوجي كنت في سن صغيرة، لكني قررت وقتها أن أعتمد على نفسي في تربية أولادي بالشكل الذي كنا نخطط له أنا وزوجي الشهيد، ودخلت الحياة العملية بالعمل مهندسة في بلدية أبوظبي، وخلال هذه الفترة واجهني الكثير من العقبات والأمور والإجراءات التي سبّبت لي الكثير من المشكلات، لكني تمكنت من مواجهتها والتغلب عليها، واليوم بات لي رصيد كبير من المعرفة بما تحتاجه كل أرملة شهيد، لذلك رأيت أنه من واجبي تجاه مثيلاتي من أرامل الشهداء أن أمدهم بخبراتي، لاسيما في كيفية التعامل مع الأبناء وتربيتهم دونما يشعروا بغياب والدهم، وكذلك تعزيز الشعور بالفخر بوالدهم البطل والانتماء لوطنهم وقادته”.

وأكدت أنها “علّمت ابنتها شيخة 14 عامًا وابنها عبدالله 13 عامًا، منذ إدراكهما للأمور، والسؤال عن والدهما، أن تبقى صورة والدهما مبعثًا على الشعور بالفخر والعزة، لما قدمه الأب الشهيد، من تضحية وفداء لوطنه، مشيرة إلى أنها غرست داخلهما شعورًا بأن والدهما موجود بينهما،ولا يمر يوم دون أن تتحدث عنه لطفليها، وإذا ما اقترفا أي خطأ، تهددهما بأن هذا الأمر سيغضب أباهما، وهو تهديد كفيل بإثنائهما عن أي فعل غير سليم”، حسب قولها.

وأضافت أدمن صفحة “أرامل شهداء الإمارات”، أن “اهتمامات الصفحة لا تقتصر على الجانب الإرشادي والتوعوي فحسب، وإنما هناك اهتمام كبير بالجانب المعنوي، من خلال نشر الأخبار كافة الخاصة بالتحركات الإيجابية التي تقوم بها الدولة، وأصحاب السمو شيوخنا، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تجاه دعم أسر الشهداء وأبنائهم، بالإضافة إلى نشر أي أخبار أو قرارات أو فعاليات تخص أسر الشهداء”.

واقترحت العدوي تنفيذ مبادرة مكونة من ستة أفكار متعلقة بتعامل الدولة مع أسر الشهداء، معربة عن تمنيها أن يتبنى تنفيذها مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، الذي اعتبرته إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسحلة، المادية والمعنوية تجاه حقوق الشهداء وذويهم.

وأبانت إن “أولى أفكار هذه المبادرة تتمثل في تشكيل فريق نسائي كمتطوعات في مكتب شؤون أسر الشهداء، يعمل على تقديم الدعم المعنوي لأمهات وزوجات وأبناء شهداء الوطن”، محددة ثلاث مهام لهذا الفريق، أولاها الاهتمام بأم الشهيد والتواصل المباشر والمستمر معها للتخفيف عن مصابها وتذكيرها بأن ابنها بطل من أبطال الوطن، لكون هذا الأمر يخفف عنها كثيرًا ويمنحها الشعور بالفخر والاعتزاز.

وأضافت العدوي “المهمة الثانية هي الاهتمام بزوجة الشهيد وتوعيتها بأهمية تربية أبنائها وتعريفها بدورها في المجتمع ودعمها لتحمل المسؤولية كاملة من ناحية تحديد احتياجاتها واحتياجات أبنائها وآليات تلبية هذه الاحتياجات، بالإضافة إلى تذكيرها المستمر بأنها أرملة لبطل باعتبار هذا الأمر وسامًا تضعه على صدرها أينما كانت”.

وتابعت أن “ثالثة مهام الفريق النسوي تتمثل في الاهتمام بأبناء الشهداء وتوفير مختلف أوجه الدعم المادي والمعنوي لهم، وتحفيزهم على العلم وحب الوطن وتعزيز شعور الفخر بوالدهم ووطنهم”.

وأشارت أرملة الشهيد العبري إلى أن ثانية أفكار مبادرتها هو إصدار “بطاقة متميزة” لأسر الشهداء، خصوصًا الزوجة باعتبارها المسؤولة أو الوصية على أبناء الشهيد، موضحة أن هذه البطاقة ينبغي أن تعمل على تسهيل المهام والمعاملات التي تخص أسر الشهداء في الدوائر الخدمية والحكومية كافة، مثل البلديات والهوية والمحاكم والإسكان والصحة.

وذكرت إن “الفكرة الثالثة هي منح أسر الشهداء بطاقة إعفاءات أو خصومات تصل إلى 50% في رسوم الدوائر الخدمية المحلية والاتحادية، بينما الفكرة الرابعة هي توفير بطاقة تأمين صحي مغطاة بنسبة 100% لعلاج أسرة الشهيد، والخامسة توفير دخل خاص لأبناء الشهداء حتى تستطيع أرملة الشهيد توفير جميع احتياجاتهم المعيشية، وأخيرًا أقترح إعداد وتنظيم ورش توعية ولقاءات دورية للدعم المعنوي مع أسر الشهداء، لاسيما أبنائهم”.