المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

أُبلغت وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معادية لما أسمته " ظاهرة أوباما" ووجدتها مخالفة لفكرتها عن السياسة، وذلك وفقًا لدفعة صدرت حديثًا عن رسائل البريد الالكتروني لكلينتون.
 
وأرسل المذكرة الى كلينتون سيدني بلومنتال وهو مسؤول سابق في البيت الأبيض ومن المقربين من كلينتون بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر لعام 2009 عن وزير الخارجية الالماني الجديد تتضمن ملاحظات لاذعة من السفير السابق لدى ألمانيا جون كورنبلوم.
 
ودوَنت سيدني في المذكرة "يقترح كورنبلوم وبشدة محاولة تطوير علاقة شخصية مع ميركل قدر المستطاع، فهي لا تحب الأجواء المحيطة بأوباما، وتعتبر ان هذا الامر مخالف عن فكرتها عن الحياة السياسية وكيفية عرض الشخص لنفسه بشكل عام، وسترحب بعلاقة أكبر معك".
 
وردت كلينتون من خلال رسالة قصيرة "شكرًا، هذا مفيد للغاية"، وجاءت رسالة سيدني في العام الأول لرئاسة أوباما، وكان في ذلك الوقت قدم واحدا من الخطابات التي لا تنسى في حملته الانتخابية أمام حشد من أكثر من 100 ألف شخص في برلين، ولكن العلاقات مع ميركل توترت بسبب مزاعمها أن أمريكا تتنصت على هاتفها المحمول.
 
وجاءت هذه الوثيقة من ضمن 5500 صفحة من رسائل البريد الالكتروني لكلينتون أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية الاميركية التي كشف عنها في وقت سابق، ضمن إطار قضية استخدام كلينتون لحساب بريدها الالكتروني الخاص وتعريض معلومات حساسة للخطر.
 
ولم تتمكن وزارة الخارجية الأميركية من الوصول للهدف الذي أمرت به المحكمة لكشف 82% من رسائل كلينتون الى الجمهور بحلول نهاية العام، مصرحة أن الطاقم يعمل بجد ولكن بسبب وجود عدد كبير من الوثائق المطلوبة واحتواء المهلة على عطلة، فهي تخطط للكشف عن المزيد في الأسبوع المقبل.
 
ووصف الصحافي والكاتب سيدني بلومنتال بأنه أقرب مستشارة لكلنتون، وتميز بالكثير من الأفكار للسياسة الخارجية، ووصلات لمقالات صحف في الداخل والخارج، وفي عام 2009، كتب قائلا للوزيرة ان زيارة الاقتصادي الاميركي لاري سامرز الاخيرة لبرلين كانت كارثية وأن حكومة ميركل انزعجت من لهجته المتغطرسة وشخصيته، وأنهم يرون سامزر كوجه خفي في ادارة أوباما.
 
وكُتب في رسالته "نشر مراسل مجلة دير سبيجل في واشنطن غابور ستنغرات، وهو شخص مرتبط بالمستويات العليا للحكومة الألمانية، مقالا يعكس فيه ايمان حكومة ميركل بأن ادارة أوباما على مسار كارثة اقتصادية، ولمح في المقال على زيارة سامرز الاخيرة، وبالمناسبة انا لا احكم على هذه المعلومات من حيث دقتها ولكنني أهتم بمضمونها السياسي، أنا أنقل، وانت قرري".
 
وأضاف "يقول كورنبلوم أن الأجواء وموقف ميركل الأساسي لا يمكن أن يتغير في الواقع الا بعد الانتخابات الالمانية في الخريف، ويقول إنك الوحيدة القادرة على العمل على هذا من خلال علاقتك مع ميركل والالمان، فأوباما وميركل مثل الزيت والماء".
 
وعرض سيدني بعض الأفكار في السياسة البريطانية من ضمنها الادعاء بأن طوني بلير يعتقد أنه سيفوز في الانتخابات العامة عام 2010، إذا بقي رئيسا للوزراء بدلا من غوردون براون الذي ظهر للعيان باعتباره "المتعصب" وقال بلومنتال "إذا ذهب غوردون الى لندن بعد الانتخابات، أتوقع أن يلتقي دلوا من الطلاء على رأسه في المرة المقبلة التي سيفتح فيها الباب، انه ما يزال يحافظ على كرمته، مضحك ومحزن في ذات الوقت".
 
ولمس بلومنتال في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2009، علاقة بين حزب العمل وروبرت مردوخ، وكتب، "يزهو السياسي بيتر ماندلسون المقرب من بلير بعلاقته الشخصية الوثيقة مع مردوخ، وقال ذلك لتوني، يبدو أن الامر وصل الى السطح." فردت كلينتون " مردوخ ضد ماندلسون، تبدوا مباراة رائعة".
 
وأرسلت المستشارة السياسية السابقة ورئيسة مركز الفكر اليساري التقدمي الأمريكي نيرا تانيد لكلنتون في أيار/مايو 2012 تدعي أن الملياردير الديمقراطي جورج سوروس اعترف بأنه يتأسف لتصويته لصالح أوباما وعلى حساب كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب في عام 2008. حيث جاء في الرسالة " أخبرته أنني عملت لصالحك في الانتخابات التمهيدية، وقال إنه دائما يلتقي معك في المسألة السياسية وأنه لا يلتقى مع الرئيس أبدا، ثم قال أنه يندم على قراره في الانتخابات التمهيدية، ويحب أن يعترف بأخطائه وهذه واحدة منها، وأشاد فيما بعد على عمله معك عندما كنت السيدة الاولى، وربما سمعت هذا سابقا، ولكني اعتقدت أنك يجب أن تعرفي".
 
واعترضت كلينتون في بريد اخر، على استخدام كلمة "محوري" في مدونة المصلحة الأميركية التي كتبها والتر راسيل ميد عن تركيز أوباما على العلاقات مع أسيا، وكتبت " تذكير، لم نستخدم نحن ولا البيت الأبيض لكلمة محوري في وصف علاقتنا".
 
وقال منافسها الديمقراطي بيرني ياندرز، لها خلال مناظرة "ان الشعب الأميركي سئم ومل من سماع قصة رسائل البريد الالكتروني الخاصة بك." ولكن يبدو أن الجمهوريون يسعون لإطالة الامر قدر الامكان بينما تحاول هي أن تصبح أول امرأة تعتلي منصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
 
وتبادلت كلينتون مع أحد مساعديها جاك سوليفان رسالة في أيلول/سبتمبر ظهرت فيها حالة من الغموض حول ممارسات البريد الالكتروني الخاص بها وكتبت له "لا أعرف أي من رسائلي الالكترونية قد ارسلت لك، لذلك اعلمني اذا تلقيت هذه الرسالة وعلى أي عنوان". وبعد ساعات قليلة رد عليها سوليفان "لقد تلقت للتو هذا البريد على حسابي الشخصي، والذي ازوره أقل من حسابي الرسمي لوزارة الخارجية، لم أتلق أي من رسائلك على حسابي الرسمي في الأيام الأخيرة، فعلى سبيل المثال لم أتلق الإيميل الذي أرسلتيه لي ولمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيف فيلتمان حول القضية المصرية، هناك شيء خاطئ في الاتصال". مضيفًا "أعتقد أنه لإصلاح الخطأ يجب ارسال الرسائل على حسابي الشخصي وأنا سأقوم بالتحقق منه أكثر".