المواطنة الشابة مريم نويد الرفيعي

تطمح المواطنة الشابة مريم نويد الرفيعي (18 عامًا) من خلال اختيارها "القانون" تخصصًا أكاديميًا في مرحلتها الجامعية الأولى، إلى المساهمة الفاعلة في تطبيق مفهوم "السلام العالمي"، الذي يبدأ بنصرة المظلومين ومعونة المعوزين، "وهو وإن بدا حلمًا صعب المنال، لكن بالإيمان به والإصرار على تحقيقه، سيتحول يومًا ما واقعًا ملموسًا، ولو نسبيًا". بهذه العبارة المفعمة بالأمل، تشدّد الرفيعي على صواب خيارها وجدواه في "تحقيق غدٍ أفضل للبشرية التي تعاني الكثير".

وترتبط الرفيعي، الطالبة في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة، بـ"القانون"، منذ أن كانت طالبة على مقاعد الدراسة في مرحلة الثانوية العامة، متأثرة بالظروف والأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، ودول مختلفة حول العالم، لاسيما بعد أن أدركت أهميته في فهم الحياة، بما فيها الأحداث الجارية "فهو علم فن إدارة الحياة التي ينظمها بقوانين خاصة ومحددة، ومنها تنظيم العلاقات بين الأفراد، حتى لا يسود نظام الغاب، وكذلك العلاقات بين الدول في حالات الحروب والسلام، وغيرها من العلاقات، التي يُعد القانون منظمها وحاكمها".

وعلّقت الرفيعي، التي تستثمر أوقاتها في الاطلاع الدائم، والبحث المستمر في القانون، بالقول إن "عدم التزام البعض بالقانون لا يعني، البتة، التقليل من قيمته وجدوى إمكاناته، فأغلب القائمين عليه يبذلون مساعي حثيثة لتطبيقه وتعزيزه، خدمةً للبشرية، كما أن اختلاف أحكامه وكماله باختلاف الزمان والمكان، لا يفسد الفكرة الداعية لقيامه، تنظيمًا للحياة وتيسيرًا لأمور أفرادها".

وتجاوبت الرفيعي، المبتعثة للدراسة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مع "ظروف ومتغيرات الحياة في الغربة" بشكلٍ كبير، حتى باتت ترى الإيجابيات، بعيدًا عن السلبيات وما تنطوي عليها من تداعيات تترك آثارًا وخيمة على حياتها الأكاديمية. وحول ذلك تقول: "عملت جاهدة على أن تكون بدايتي في الغربة، طريقي نحو تحقيق طموحي العلمي والعملي لاحقًا، خالية من السلبيات، فسعيت لتجاوز الصعوبات وتحدّي العراقيل، ووجدت في ذلك النتيجة التي أرغب فيها لحصد الإيجابيات"، وأوضحت أن "تحدي الصعاب هو ما جعل مني شخصية قوية واثقة بذاتها وتعي قدراتها جيدًا، ومسؤولة تلتزم بواجباتها ولا تغفل حقوقها، وممتنة لكل النعم والفرص التي تحظى بها، ومقدرة لكل الجهود والدعم الذي ساعدني على الظفر بكل هذا وأكثر بكثير".

وتحرص الرفيعي على أن تكون حياتها في الخارج، "مجدية علميًا واجتماعيًا"، فهي، كما تذكر، "تجربة ثرية لابد من جني مكاسبها"، وعليه عمدت إلى تكوين صداقات مع جنسيات مختلفة ذات خلفيات ثقافية متنوعة، وشاركت في نشاطات اجتماعية عدة تنظمها الجامعة بين الحين والآخر لخدمة المجتمع، وفي كل ذلك تجد الفائدة والمتعة الكبيرتين اللتين تعودان عليها بالنفع. كما تدأب الرفيعي كذلك على المشاركة في جميع الفعاليات التي تنظمها سفارة الدولة، وفي هذه الفعاليات تجد الفرص المواتية "لتجديد الولاء والانتماء للدولة، واستعادة الأجواء الوطنية".