أبوظبي - صوت الإمارات
كتبت والدة الشهيد الإماراتي طارق الشحي، حصة عبد الله القاضي الذي راح ضحية عملية متطرفة خلال مشاركته في قوة "درع الجزيرة" في أيار/مايو من العام الماضي في البحرين، مواسية أم الشهيد سيف الفلاسي الذي قضى فجر الثلاثاء، وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية استشهاده أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية "إعادة الأمل" للتحالف العربي في اليمن موضحة "لست أدري ماذا أكتب إليكِ معزية أم مهنئة، فقلوبنا وأرواحنا وإن بكت فإنه بكاء الفخر والاعتزاز بأبنائنا الشهداء".
وأوضحت والدة الشهيد الشحي في رسالة وجهتها إلى والدة الشهيد الفلاسي "مع أول نقطة دماء طاهرة سالت من أجساد أبنائنا اكتوت قلوبنا بنار الفراق، وقبل أن تزف إلينا أخبار استشهادهم علمت قلوبنا بذلك، وعزاؤنا الوحيد يا أم الشهيد أننا أحسنا إعداد رجال قدموا أرواحهم فداءً لوطنٍ كالإمارات الذي يستحق أن يبذل في سبيله الغالي والنفيس، فنحن كأمهات لا نملك أغلى من أرواح أبنائنا الشهداء، نقدمها في سبيل إماراتنا التي تستحق أن تبذل الأرواح الغالية فداءً لترابها".
وأضافت "أكتب إليك يا من تربعت على عرش الأمومة لأقول لك إن مصابك هو مصاب كل أم إماراتية لا تقر عينها قبل أن تطمئن على أبنائها، أكتب إليك يا من جعلت الصبر عنواناً لكل أم ثكلى آمنت بقضاء الله تعالى وزفت عريساً للوطن، وضحت ليدوم عز الوطن، ولينعم أبناؤه رجالاً ونساءً وشيوخا وأطفالا بالاستقرار والرفعة، وأهنئك فقد أصبح اسمك منذ اليوم أم الشهيد الذي غاب عنا اليوم بجسده إلا أنه يتنعم الآن مع الشهداء والصديقين وارتقى عند ربه وهي غاية المنى لكل أمٍ أنجبت رجالا وعلمتهم أن الوطن أغلى ما يكون وعزه وشرفه وشموخه من عز وشرف وشموخ أبنائه، ولا تغلو على الوطن أرواحنا وأرواح أبنائنا ومن نحب فدى أرض الإمارات".
وذكرت "أكتب إليك لأقول إن السماء ترتجف فرحاً كلما صعدت أرواح فلذات أكبادنا للقاء ربها مطمئنة لتستقبل شهداء الإمارات الذين رفعت أرواحهم عاليا، مستبشرة بما وعدهم الله، فنحن ننتظر لقاء الأحبة في جنات الخلد والنعيم، كما وعد من لا يخلف الوعد، فالدموعٍ تحجرت في المقل، وحزننا سيبقى حزناً شامخاً أصيلاً لا يضاهيه أي حزنٍ على الأرض، فسلامٌ على أمهات أثمرت بطونهن أبطالاً كُتبت أسماؤهم في دفتر المجد شهداء".
وبيّنت والدة الشهيد الشحي " أبشرك بأن دماء شهدائنا لن تذهب سدى، ففي الإمارات رجالٌ وعدوا بالثأر من كل من خولت له نفسه أن يتعدى على حقوق الآخرين ويسلب أوطاننا شرعيتها وأمنها، واعلمي أننا على طريق النصر".