المرأة الإماراتية

استضاف مجلس ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قصر البطين، الأربعاء الماضي، بحضور رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الشيخ حامد بن زايد آل نهيان،، محاضرة بعنوان "بناء الدولة والتمكين الاقتصادي للمرأة"، قدمتها رئيس برنامج الشراكة الدولية، ورئيسة مؤسسة جولدمان ساكس، دينا حبيب باول.

وأكدت المحاضرة تقديرها للجهود الكبيرة التي تبذلها رئيس الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الشيخة فاطمة بنت مبارك، للارتقاء بدور وحضور المرأة الإماراتية، مشيرة إلى أنَّ رؤيتها لأهمية الاستثمار في العنصر النسائي قادت الفتاة الإماراتية إلى نجاحات غير مسبوقة في المنطقة.

وأضافت: "تميزت تجربة الإمارات بتعزيز وتمكين المرأة من دون تحديد أطر محددة وقطاعات بعينها، فالمرأة الإماراتية شريك أساسي في البرلمان والحكومة والإعلام وسلسلة طويلة من القطاعات الخدمية والمجتمعية، مشيرة إلى البيئة التي خلقتها قيادة دولة الإمارات للمرأة كفلت تجاوز المرأة الإماراتية لثلاثة معوقات رئيسية أكدت عليها الأبحاث العلمية والدراسات البحثية التي أشرفت عليها في مؤسسة جولدمان ساكس، وهي التعليم، والحصول على الاستشارة الكافية، إضافة إلى القدرة على الوصول إلى الدعم المالي".

وذهبت إلى أنَّ أحد المشاكل الكبيرة التي تواجهها المرأة في الوصول إلى مستويات متقدمة في مجال الاستثمارات الاقتصادية هو تحدي الموافقة بين أمومتها ومسؤولياتها تجاه الأسرة من جهة وإدارة أعمالها باحترافية من جهة أخرى، مشيرة إلى أنَّ الأمر بحاجة إلى فهم واستيعاب أكبر للأطروحات العالمية، وتفهم من قِبل الأطراف المحيطة بالمرأة، والسعي إلى تعزيز أنماط الحياة والمشاركة بين أفراد الأسرة والمجتمع الواحد.

وأكدت باول أنَّ المرأة لعبت دورًا محوريًا في بناء الاقتصادات المستقرة والمزدهرة اللازمة لتعزيز المجتمعات وتحقيق الاستقرار في تلك الدول، وفي هذا العصر الذي تعدّ الحلول المبتكرة فيه أمرًا حاسمًا في حلّ المشكلات الملحة، فإنَّ إشراك المرأة بصفتها أحد عوامل نمو الاقتصاد يعدّ أيضًا أمرًا ضروريًا للغاية، وفي معرض حديثها عن أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة شرحت دينا حبيب باول الأسباب التي تدعو مؤسسة جولدمان ساكس إلى الاعتقاد بإمكانية جني عائدات هائلة من خلال الاستثمار في رائدات الأعمال على المدى الطويل، وكيف عملت المؤسسة على إشراك أطراف من عدة قطاعات حول العالم لتزويد رائدات الأعمال بالمهارات والأدوات اللازمة لتنمية أعمالهنّ وتوفير فرص عمل جديدة.

وكشفت باول أنَّ هناك ثغرة ائتمانية عالمية في ريادة المشاريع النسائية قدرها 285 مليار دولار تقريبًا، وفقًا لمؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة لمجموعة البنك الدولي، مشيرة إلى مواصلة برامج مؤسسة جولدمان ساكس ومؤسسة التمويل الدولية بعد أنَّ أطلقتا في آذار/ مارس 2014 أول برنامج عالمي لتسهيلات التمويل موجّه حصريًا إلى رائدات الأعمال اللواتي يمتلكنّ شركات صغرى ومتوسطة، حيث سيمكّن البرنامج نحو 100 ألف امرأة من الحصول على رأس المال اللازم.

وسوف تقدّم مؤسسة جولدمان ساكس ومؤسسة التمويل الدولية ومستثمرون آخرون مبلغًا يصل إلى 600 مليون دولار إلى برنامج "فرص تسهيلات رائدات الأعمال".

ومن خلال توفير التوعية والتثقيف حول شتى الجوانب التجارية والإدارية، بالإضافة إلى رأس المال اللازم الذي تتطلبه هذه الشراكة، تواصل مؤسسة جولدمان ساكس تأكيدها على أهمية الاستثمار في المرأة.

وتطرقت دينا حبيب باول إلى مبادرة "10 آلاف امرأة" التابعة للمؤسسة، كمبادرة عالمية تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي، من خلال توعية وتثقيف رائدات الأعمال في مختلف أنحاء العالم بشتى الجوانب التجارية والإدارية لريادة الأعمال، وبناء العلاقات، وتقديم الإرشاد، بالإضافة إلى توفير رأس المال اللازم.

وقد شملت المبادرة ما يزيد على 10 آلاف امرأة من 43 بلدًا ضمن شبكة تضم 90 من الشركاء الأكاديميين والمؤسسات اللاربحية.

وأضافت: "تشير نتائج أبحاث جولدمان ساكس والبنك الدولي والمؤسسات الأخرى إلى أنَّ زيادة مشاركة القوى العاملة النسائية من شأنها تحفيز نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل في بعض البلدان إلى 34 في المائة، بالإضافة إلى خفض مستويات الفقر حول العالم".