لندن ـ سامر شهاب
وصلت درجات الحرارة في هامبتون في جنوب غرب لندن إلى 32.2 درجة، وأصدر مكتب الأرصاد الجوية إنذارًا بأن هناك موجة حارة تقدر شدتها بـ "المستوى الثالث"، فيما يأمل كثير من الناس أن تستمر هذه الموجة من الطقس الجيد حتى عطلة نهاية الأسبوع. وفيما توقع خبراء الأرصاد الجوية أن "يستمر الطقس على هذه الوتيرة حتى السبت
، رغم أنه سيكون أكثر برودة من الأن".
وسوف يستمتع سكان غرب إنكلترا بطقس رائع، بحيث تبلغ درجة الحرارة 28، بينما تصل الحرارة في الأجزاء الشرقية والوسطى من إنكلترا إلى قرابة 27 درجة، وذلك بسبب بعض السحب التي سوف تظهر وسط السماء الزرقاء.
ومع ذلك، تشير تقديرات مكتب الأرصاد الجوية إلى أن "كثيرا من السحب سوف تتلاشى بفعل أشعة الشمس المشرقة"، وتحذر من أنه "لن تكون هناك نسائم عذبة، لأن الرياح سوف تكون خفيفة جدًا".
وقال المتحدث: سوف يكون الطقس جاف، ومشرق وسوف تستمر الموجة الحارة، ولكن ستكون أكثر برودة قليلا، لأن درجات الحرارة سوف تختلف بين 26C 28C عبر الكثير من مدن إنكلترا.
ويمكن لهذا الشهر أن يكون الأكثر جفافًا منذ 250 عامًا، فقد كان مستوى الرطوبة 4 في إنكلترا وويلز حتى هذا الشهر، كما أن البلد على وشك رؤية أكثر الشهور جفافًا، منذ بدء الاحتفاظ بالبيانات في العام 1766. وسوف يستمر طقس الصيف الجيد لمدة أسبوعين آخرين.
ويعد تموز/ يوليو الأكثر جفافًا تم تسجيله في العام 1825، عندما كان معدل هطول الأمطار 8.
وحاول الناس الاستفادة من أشعة الشمس، بحيث توافد الكثير منهم على الشواطئ، والمتنزهات بينما قرر آخرون الاستمتاع بالشمس في حديقة منازلهم الخلفية.
وبعد 11 يومًا على التوالي من ارتفاع درجات الحرارة، التي تجاوزت 28 درجة، وكان متوسط درجة الحرارة هو أعلى من المتوسط المعتاد في شهر تموز وهو 23.4C.
وشهدت بريطانيا معدل 9.2mm من هطول الأمطار حتى هذا الشهر، وهذه النسبة مجرد 12% من متوسط شهر تموز وهي 34.6mm.
وشهدت اسكتلندا هطول أمطار بشكل كثيف حتى الآن بمعدل 16.8mm، ولكن هذا يعتبر 17% فقط من المعدل الشهري.
وقالت متحدثة باسم مكتب الأرصاد الجوية: شهدت إنكلترا وويلز معدل 4MM فقط من هطول الأمطار هذا الشهر. ولكن من السابق لأوانه إصدار حكم الأن، لأن كل ذلك سوف يتم تسجيله في نهاية المطاف.
وقالت سارة هولاند من مكتب الأرصاد الجوية: اليوم درجات الحرارة مرتفعة للغاية، وخصوصًا في لندن ومناطق الجنوب الشرقي، بحيث أصدرنا تحذيرًا من المستوى الثالث. وفي جهات أخرى يبدو الجو لطيف ومشمس، مع متوسط درجات الحرارة في العشرينات. ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة، الخميس، في الجنوب الشرقي إلى 29C و27C في ميدلاندز. ومن المتوقع أن تكون درجة الحرارة، الجمعة، 27C في معظم أنحاء المملكة المتحدة، بحيث يوجد الكثير من أشعة الشمس. خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسوف يكون هناك سحب منخفضة وضباب في الصباح،
مما سوف يتحول خلال النهار. وسيكون متوسط الحرارة في العشرينات وهو معدل لطيفة جدًا لهذا الوقت من العام. والسبب وراء هذا الطقس الحار جدًا هي منطقة من الضغط العالي، التي كان موقعها فوق المملكة المتحدة منذ بداية الشهر الجاري. ولكن ليست هناك حاجة لفرض حظر على الأنابيب حتى الآن، بحيث أن فصل الصيف العام الماضي أبقى خزان المياه ممتلئًا.
وقال المورد الرئيسي للمنطقة، الخميس: تسببت موجة الحر في ارتفاع بنسبة 15% على طلب مياه الصنبور في لندن ووادي نهر التيمز.
وقالت الشركة: استخدم 9 ملايين عميل لمياه نهر التايمز قرابة 400 مليون لتر في اليوم، بالإضافة إلى 2.6 مليار ليتر عادة ما يحصلون عليها، ولكن لا توجد حاليا أية مخاوف من نقص المياه.
وقال رئيس موارد المياه في هيئة البيئة تريفور بيشوب: في العام الماضي كان الصيف رطب بشكل استثنائي، وترك لنا الخريف خيارات جيدة نسبيًا بالنسبة للموارد المائية، بحيث كانت نسب معظم الأنهار والخزانات ومخازن المياه الجوفية في أنحاء المملكة كلها طبيعية لهذا الوقت من العام. وفي بعض الأحيان تنخفض مستويات الأنهار نتيجة لموجة الجفاف الساخنة التي نتمتع بها، ونحث الجميع على مواصلة استخدام المياه بحكمة، لحماية إمدادات المياه والبيئة.
وتم العثور الأربعاء، على جثتين لرجل وصبي، أعمارهم 16 و41 عامًا، في بحيرة يحظر فيها السباحة، فيبدو أنهما حاولا الاستمتاع بالمياه، بعد موجة الحر الأولى التي تضرب المملكة المتحدة منذ 7 أعوام.
وتم وضعهم في عداد المفقودين بعد ظهر الأربعاء، بعد أن تم رصدهم في الماء في حديقة Bawsey Pits country park، بالقرب من كينغ لين بنورفولك. قام ضباط الشرطة ورجال الإطفاء والمسعفين البحث عنهم وتم انتشال جثثهم من البحيرة الأربعاء.
السباحة ممنوعة في هذه البقعة الجمالية، والتي تحظى بشعبية كبيرة لدى محبي الشمس، وهناك العديد من علامات التحذير التي يتم تجاهلها من قبل الزوار.
وتزداد مخاطر الغرق في أشهر الصيف الحارة، عندما يحاول الناس تهدئة أنفسهم والاستمتاع بالمياه الرائعة، وكانت هناك عدة حوادث مأساوية في الأسابيع الأخيرة.
وفي لوي بكورنوال، توفيت سباحة بعد دخولها في صعوبات في شاطيء سياحي. شوهدت السيدة التي تبلغ من العمر 40 عامًا، وهي تكافح في البحر من قبل شرطي خارج الخدمة، ورغم أنه تم جرها إلى بر الأمان، اكتشفوا في وقت لاحق أنها كانت ميتة، وتم نقلها من سالتاش كورنوال إلى مستشفى بليموث ديريفورد، حيث توفيت في وقت لاحق.
وفي كامبريدج، تم العثور على جثة زوجين على ضفاف نهر كام، الأربعاء، على بعد مسافة قصيرة من الأسر التي تستمتع بالطقس الدافئ. وتم إعلان وفاة الرجل والمرأة في موقع الحادث ونقل شخص ثالث إلى مستشفى "أدينبروكس" في المدينة لتلقي العلاج. ويعتقد أن الـ 3 كانوا يشربون من النهر، جزءًا من مجموعة جاءت للترفيه منذ مساء الأربعاء السابق. وقالت الشرطة: إن هناك مؤشرات مبكرة، لأن حالات الوفاة مرتبطة بالمخدرات، لكن الضباط رفضوا أن يكون ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت إلى 29C عاملا مساهمًا.
وقالت الشرطة في نيوكاسل: إن مثيري الشغب الصغار بدأوا في فتح صنابير مياه الإطفاء، في محاولة لتهدئة الطقس الحار. وشبهت الكواليس لشيء أكثر شيوعًا في وسط مدينة نيويورك. ويجري حاليًا إنقاذ حياتهم من الخطر. لكنها حذرت من أن فتح صنابير مياه يعتبر جريمة جنائية، وأنها سوف تعتقل أي شخص يقبض عليه القيام بذلك.
وقال مفتش الشرطة مارك فارموند: يبدو أن كل شيء متعلق بالمرح والألعاب، ولكن كان هناك قوات هناك لسبب وجيه جدًا وهو إنقاذ الأرواح. وأضاف أن "فتحهما يعتبر جريمة جنائية، ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد. في وقت سابق من هذا الشهر حيث ألقينا القبض على رجل يبلغ من العمر 19 عامًا، بعد أن قام بفتح صنبور على بلجريف في إيلسويك، فهي تؤثر على إمدادات المياه والتسبب في الفيضانات المحلية، وفتح صنابير مياه يسبب مشاكل حقيقية لرجال الإطفاء". وقال: جهاز الإطفاء أنهم إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى صنبور في حال حدوث الحريق، وقد يفقد الناس أرواحهم.
وطالبت مجموعة من نواب حزب "العمال" بـ "إعادة العمال إلى منازلهم، عندما تصل درجة الحرارة إلى 30C في الداخل، في وقت مبكر الخميس، رغم أن الموظفين ليس عليهم العمل إذا كان الجو باردًا جدًا، لا توجد قواعد للعمل في الطقس الحار".
وقالت النائب العمالي عن "هاليفاكس" ليندا ريوردان: إن الكثير من الناس يمكن أن تؤثر درجات الحرارة العالية عليهم بشكل خطير وعلى صحتهم.
وينص القانون الرسمي للممارسة، الذي أدخل في العام 1992 جزءًا من اللواح الخاصة بالصحة والسلامة والرعاية على أن "درجات الحرارة المسموح العمل خلالها يجب أن لا تكون عادة أقل من 16 درجة، أو إذا كان العمل ينطوي على جهد البدني الشديد، ولكن لا يوجد حد أقصى تم النص عليه، ولكن المبادئ التوجيهية تفيد فقط بأنه ينبغي اتخاذ الخطوات المعقولة كلها، لتحقيق درجة حرارة مريحة بشكل معقول".
وقد دعمت "TUC" الحد الأقصى للعمل تحت درجة حرارة عالية، ليكون 30 أو 27 لأولئك الذين يقومون بعمل شاق، وتحث حركة السيدة ريوردان الحكومة على اعتماد هذه المستويات في القانون.
ومع استمرار الموجة الحارة، أصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذير من المستوى الثاني إلى المستوى الثالث، بشأن موجة الحر التي تضرب لندن والجنوب الشرقي، خطوة واحدة أقل من الوصول للحد الأقصى. ولكن في الكثير من بقية أنحاء إنكلترا يوجد تحذير من المستوى الثاني.
ويشرف على النظام، هيئة الصحة العامة في إنكترا، وهو قسم من وكالة الصحة، في محاولة للحد من الآثار الصحية الناجمة عن المدى الحالي للاختناق من درجات الحرارة في أنحاء المملكة المتحدة.
ويتم إطلاق تحذير من المستوى الثالث في أقرب وقت يتوقع فيه مكتب الأرصاد الجوية أن "درجات الحرارة يمكن أن ترتفع بنسبة 90%، على مدى يومين متتاليين على الأقل، ليكون لها تأثيرات هامة على الصحة".
ترتفع معدلات الوفاة بعد فترة وجيزة من ارتفاع درجات الحرارة، بحيث يوجد العديد من حالات الوفاة التي تحدث في اليومين الأولين.
ويتم إطلاق تحذير من المستوى الثالث في أقرب وقت بعد تأكد مكتب الأرصاد الجوية من وصول درجة الحرارة إلى مراحل متقدمة في أكثر من منطقة. وتختلف درجات الحرارة وفقًا للمنطقة، ولكن متوسط درجة الحرارة هو 30C خلال النهار، و15C خلال الليل.
يتم اتخاذ قرار بشأن ما هو مستوى التحذير، الذي سيتم إطلاقه في كل من المناطق الـ 9 الإنكليزية، كل صباح منذ بداية شهر حزيران/ يونيو إلى منتصف أيلول/ سبتمبر من قبل فريق من خبراء الأرصاد الجوية في هيئة مراقبة خدمات الصحة والحرارة في مكتب الأرصاد الجوية.
وتم اليوم إطلاق تحذيرين في منطقتين من إنكلترا على المستوى الثالث، و5 على مستوى 2 و2 على المستوى الأول.
وقالت الدكتورة إنجي بون: في هذا الطقس الحار، فإنه من المهم أن نتذكر أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تكون خطيرة، خصوصًا بالنسبة للأشخاص، الذين قد يكونون عرضة لمخاطر كبيرة مثل كبار السن والأطفال الصغار، والذين يعانون من أمراض خطيرة، والنساء الحوامل والأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة، بما في ذلك القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والكلوي أو السكري أو مرض باركنسون، وكلهم يمكنهم مواجهم مشقة، إذا ما خرجوا في درجات الحرارة المرتفعة في الأماكن الحارة خصوصًا في وسائل النقل العام. وينبغي على أصحاب العمل توفير مناطق داخلية مناسبة بدرجات حرارة مناسبة وتوفير حلول لأولئك الذين يعملون في الهواء الطلق أو ممارسة، مجهود بدني شاق أثناء ارتفاع درجة الحرارة في جزء من اليوم. وأضافت أن "الرسالة الأساسية للأفراد الأصحاء هي اتباع رسائل الصحة العامة بشأن كيفية التمتع بالشمس بشكل آمن، من خلال البقاء في جو مناسب، وشرب الكثير من السوائل الباردة".
وتسببت موجة حارة في صيف العام 2003 في حدوث 15 ألف حالة للوفاة في فرنسا، وهو عدد كبير لم تستطع المشارح أن تستوعبه. وفي الصيف نفسه سجلت بريطانيا 2000 حالة وفاة إضافية خلال موجة للحر استمرت لـ 10 أيام.
ويتم تصنيف التحذير من المستوى الرابع في حالة وقوع حادث كبير، بحيث تستمر درجات الحرارة الخانقة لفترة طويلة، ويمكن أن تؤثر حتى على البنية التحتية في مجالات مثل النقل والطاقة.