واشنطن - صوت الإمارات
يُعدّ التلوث الضوضائي أحد المخاطر الصحية البيئية الرئيسية على البشر، وفي العصافير المعروفة باسم "عصافير الحمار الوحشي"، يؤثر على صحتها وعلى نمو نسلها، وهذا النوع من العصافير من أصغر الأنواع، ويطلق عليه هذا الاسم لأن لونه أبيض وبه نقط سوداء بشكل يشبه الحمار الوحشي.
ووجد الباحثون، خلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «فسيولوجيا الحفظ»، من «معهد ماكس بلانك لعلم الطيور» في ألمانيا، أن ضوضاء المرور تثبط الهرمونات القشرية السكرية الطبيعية في الدم، والتي تنتج في قشرة الغدة الكظرية، وتلعب دورا في التمثيل الغذائي، كما أن كتاكيت الآباء والأمهات التي تعرضت للضوضاء، كانوا أصغر من الكتاكيت التي عاشت آباؤها وأمهاتها في أعشاش هادئة.
وتركز أغلب الدراسات المتعلقة بكيفية تأثر الطيور بالضوضاء المرورية على التأثيرات على سلوك الغناء عند الطيور، ولكن لا يُعرف الكثير عن كيفية تأثير الضوضاء على صحتها، وهذا ما قامت به الدراسة.
وقام الباحثون بتقسيم «عصافير الحمار الوحشي» إلى مجموعتين: إحداهما تم تربيتها في ظروف الضوضاء، والأخرى في ظروف بلا ضوضاء. وتعرضت المجموعة الأولى لضوضاء تم تسجيلها في كثير من التقاطعات المزدحمة في ميونيخ وحولها، خلال فترة التكاثر بأكملها، كما هو الحال في مدينة حقيقية، وتباينت الضوضاء على مدار اليوم، مع أصوات حركة المرور الكثيفة أثناء النهار، وحركة المرور الخفيفة أثناء الليل.
وفي وقت ما بعد نهاية فترة التكاثر الأولى، تغيرت ظروف الضوضاء لكلا المجموعتين. وسجل الباحثون مستوى الهرمونات القشرية السكرية قبل وأثناء وبعد فترة التكاثر، لبحث تأثيرها على وظيفة المناعة، والنجاح التناسلي، وكذلك معدلات نمو الكتاكيت.
وجد الباحثون أن الطيور التي تتعرض لضوضاء مرور ثابتة، بها مستويات منخفضة من الهرمونات القشرية السكرية في دمها، وهذه الهرمونات تشارك في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، كما كانت الكتاكيت التي تعرض آباؤها وأمهاتها لضوضاء المرور أصغر من الكتاكيت التي عاش آباؤها وأمهاتها في بيئة هادئة.
ويقول هنريك بروم، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع معهد «ماكس بلانك لعلم الطيور»: «تم في هذه الدراسة استبعاد العوامل الأخرى المرتبطة بشكل عام بحركة المرور، مثل التلوث الكيميائي والتلوث الضوئي، والاختلافات الأخرى الموجودة في المناطق الحضرية».
ويضيف: «تُظهر بياناتنا أن ضوضاء المرور وحدها، دون أي اضطرابات أخرى في البيئة الحضرية، تغير فسيولوجيا الطيور، ولها عواقب على نموها».
قد يهمك أيضًا :
علماءٌ أستراليون يكشفون عن أسرار جديدة بشأن "العصر الجليدي العالمي"