أجرى الأطباء في قسم جراحة الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، في إدارة كليفلاند كلينيك، أول عملية إعادة زراعة حالب بالمنظار لإعادته إلى مكانه الطبيعي، تُجرى في الشرق الأوسط لمعالجة مرض ارتجاع المثانة الحالبي الناتج عن وجود عيب خلقي في الحالب، لدى طفل يبلغ عمره سنة وشهرين.

وصرّح استشاري جراحة أطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور عادل الجنيبي، الذي أجرى العملية: "تمكنّا من إجراء عملية إعادة زراعة حالب عن طريق المنظار للطفل من دون الحاجة إلى إجراء شقّ جراحي، من خلال إجراء 3 فتحات صغيرة لا يتجاوز حجم الواحدة منها نصف سنتيمتر مربع"، مشيرًا إلى أنَّ أول تطبيق للتقنية عالميًا كان منذ 5 سنوات، وأنَّ العملية التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط استغرقت نحو 3 ساعات ونصف الساعة.

وأضاف: "استطعنا تشخيص حالة الطفل عندما كان عمره 5 أشهر تقريبًا، وأعطيناه العلاج التحفظي اللازم والذي تضمّن المضادات الحيوية اليومية لعلاج التهابات مجرى البول، كما استدعت حالة الطفل إدخاله 3 مرات إلى المستشفى وإبقائه نحو 5 أيام في كل مرة لإعطائه المضادات الحيوية عبر الوريد لمعالجة الالتهابات"، موضحًا أنَّ الطفل كان يعاني ارتجاع الحالب عن المثانة ووصوله إلى الكليتين؛ نتيجة وجود ضمور خلقي في الحالب، نجم عنه التهابات مزمنة في مجرى البول، ووصل ارتجاع الحالب في الكلية اليمنى للطفل إلى الدرجة الخامسة، ما أدى إلى فقدان 50% من وظائف الكلية، بينما وصل الارتجاع في الكلية اليسرى إلى الدرجة الثالثة، صاحبه ظهور ندب في الكلية، نظرًا للالتهابات المزمنة، ما استدعى إجراء عملية إعادة زراعة الحالب.

وأكد أنَّ تقنية إعادة زراعة الحالب عن طريق المنظار تتميز عن عمليات الشق الجراحي بتقليل نسبة الالتهابات، وتخفيف الآلام الناتجة عن العملية، وسرعة استجابة المريض للعلاج فهي تقلّل من فترة إقامة المريض في المستشفى من أسبوع إلى 3 أيام، كما تقلّل من حجم الجروح؛ حيث تتراوح مساحة الجرح الناتج عن الشق ما بين 8 سنتميترات إلى 12 سنتيميترًا، ما يقلّل من النزف خلال العملية.

ولفت الدكتور الجنيبي إلى أنَّ نسبة المصابين بارتجاع الحالب نتيجة الوضع الخلقي لا تتجاوز 5%، ويتمّ تشخيصها من خلال الفحوص السريرية، فحص البول والفحص الإشعاعي، مشيرًا إلى ضرورة إجراء عملية إعادة زراعة الحالب في الحالات التي تصل درجة الارتجاع فيها إلى الدرجة الثالثة، بينما من الممكن حقن الحالب بمادة السيليكون في الدرجتين الأولى والثانية، حيث إنَّ نسبة نجاحها في حالات الدرجة الثالثة لا تتجاوز 60%.