واشنطن ـ أ.ش.أ
كشفت منظمة الصحة العالمية أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في بلدان وسط أفريقيا تواجه مقاومة، حيث كانت المنظمة قد شرعت في مساعدة البلدان الست في المنطقة مع تطعيمات متزامنة بعد أن أعلنت الكاميرون، غينيا الاستوائية، وجود أكثر من عشر حالات من فيروس شلل الأطفال البرى في أقل من ثلاث سنوات.
وأشار عاملون في مجال الرعاية الصحية المنتشرة لتطعيم الأطفال في المنازل والأسواق إلى مواجهتهم لمعارضة شديدة لإعطاء التطعيمات بسبب حملات التضليل والتشكيك.
ففي الكاميرون، أوضح نجامبى بيير وكيل التطعيم أنه ناضل عبثا لإقناع رعاة الكنائس المقدسة في الكاميرون بإعطاء اللقاح إيمانا منه أنه السلاح الفعال لمكافحة المشاكل الصحية، مشددا أن المشكلة باتت مقعدة، لاستجابة بعض الآباء لنداءات بعض القادة الدينيين مما يدفعهم لرفض تحصين أطفالهم.
وتشير تقارير إعلامية أن بعض اللاجئين النيجيريين في شمال الكاميرون رفضوا تلقى لقاح شلل الأطفال بدعوى كونها مجرد حيلة من جانب البلدان المتقدمة لحقن الناس بالمواد الكيميائية التي تقلل من خصوبة الأطفال من أجل الحد من تعداد السكان.
وطالب الدكتور حامد جافيرى مدير المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية بضرورة محاربة هذه المعتقدات الخاطئة مع التأكيد على الفوائد الصحية المؤكدة في جميع أنحاء العالم، وأضاف "أود أن أطمئن الأسر أن اللقاح آمن جدا جدا، وتم منحه لأكثر من 2 مليار طفل حول العالم، وأطلب من العائلات مزيدا من الدعم لجهود مكافحة فيروس شلل الأطفال لحماية أطفالنا من هذا الغول".
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه البيانات الصادرة عن المنظمة العالمية التابعة للأمم المتحدة على أن الصراعات المسلحة وسوء الصرف الصحي مسئولة في كثير من الأحيان عن عودة ظهور شلل الأطفال في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك العراق، سوريا، الصومال، إثيوبيا.
كانت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في العام الماضى قد أطلقت خطة إستراتيجية جديدة للقضاء على شلل الأطفال بحلول عام 2018، حيث تم تخصيص أكثر من 4 مليارات دولار لتعزيز الجهود في هذا الصدد، ليحصل كل طفل على التطعيم اللازم.
يذكر أن فيروس شلل الأطفال يعد من الفيروسات الرئيسية التي تصيب الأطفال دون الخامسة بشكل رئيسي، لتجعلهم فريسة للشلل، فيما يصل إلى 10% من الحالات يلقون حتفهم.
وقبل 30 عاما، عانى أكثر من 350 ألف طفل من شلل الأطفال سنويا، فمنذ إنشاء منظمة الصحة العالمية " لمبادرة استئصال فيروس شلل الأطفال العالمية في عام 1988 "، إنخفضت حالات الإصابة بالفيروس بنسبة 99% إلى مجرد 416 حالة في عام 2013.