المنامة - البحرين اليوم
فقدت الساحة الفنية العربية فارس الدراما والسينما الفنان عزت العلايلي رحمه الله الذي توفى يوم الجمعة الماضي بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتميز، فالعلايلي لم يكن ممثلا عاديا وإنما كان من النوع الذي يبرز الأبعاد العميقة في الدراما ويجعل المشاهد يلمس أبعد مما تعطيه حدود القصة والأحداث والشخصيات، ويعد من أكثر الفنانين بمحاولة التجديد في الفن السينمائي واقتراب السينما المصرية من مشكلات المجتمع الحقيقية بغير تزييف، وكلل ذلك بمشاركته في فيلم "السيد البلطجي" للمخرج توفيق صالح العام 1969 عن رواية صالح مرسي " زقاق السيد البلطجي"، والفيلم الخالد " الأرض" للمخرج يوسف شاهين 1970، والذي يعتبر الفيلم الوحيد تقريبا الذي تناول البناء الاجتماعي للقرية المصرية بصورة أقرب ما تكون للواقع، حيث انشغل بقيمة وحيدة تشكل وجدان القرية المصرية وتدور حولها كل اهتمامات الفلاح ورعايته وشرفه وعزة وهي الأرض.
عزت العلايلي كان فيلسوفا في السينما إن صح التعبير، حيث كان يختار الأدوار التي تحمل وجهة نظر محددة عن العالم والحياة، وكان رمزا للتحدي في الإنسان وقدرته الخلاقة، وكثيرة هي الأدوار التي جسدها العلايلي ببراعة فائقة دون أن ينافسها فيه منافس ولا مجال لذكرها.عزت العلايلي كان ضيفا على البحرين في ديسمبر من العام 1986، حيث شارك في ندوة نظمها نادي البحرين للسينما عن السينما العربية، وعقدت بمبنى غرفة تجارة وصناعة البحرين، حيث فيها عن تجربته السينمائية ومراحلها متناولا أهم المشكلات التي تعاني منها. وقد شدد على أهمية التعاون والتنسيق بين السينمائيين العرب باعتباره الوسيلة الوحيدة للرد على كل محاولات التشويه المتعمد والإهانات الموجهة للعرب في السينما الغربية. وحدد العلايلي مشكلة السينما العربية في افتقارها إلى الحماية من قبل الدولة، حيث قال إن الفيلم المصري مثلا يوزع في كل القارات، لكن عن طريق القرصنة والشركات الفنية.
وحول مشاركته في العديد من الأفلام العربية وما يثار حولها، قال العلايلي: إنني استغرب من هؤلاء الذين يستكثرون على فنان عربي أن يشارك في فيلم عربي إنتاج مشترك وكأنني اشتركت في فيلم صهيوني. إنني صاحب قناعة ورؤية قومية عربية جسدتها وأجسدها بشكل واضح وواعٍ في مشاركتي في بطولة العديد من الأفلام العربية في الأقطار الشقيقة كالعراق وفلسطين ولبنان وسورية والمغرب والجزائر.وحول ما أثير عن مهرجان قرطاج الأخير "في تلك السنة طبعا" قال العلايلي: في الواقع لم نكن نتوقع يخرج المهرجان بهذه الصورة، إلى الدرجة التي يمنح فيها جائزته لفيلم صهيوني فكرا ومعالجة وإنتاجا. ويؤسفني أن أقول أن كل ما سمعتموه حول هذا المهرجان.
وحول ما تعيشه السينما العربية في الوقت الحاضر، قال العلايلي: إن النتاجات الجادة أخذت تشق طريقها على الساحة السينمائية وبات المشاهد يتلقى نتاجات جيدة وهادفة، وإن الشباب العاملين في مجال السينما يبشرون بالخير. وأضاف بأنه من الصعب أن نحكم عليهم الآن ومن الطبيعي أن يحملوا الآن شيئا من شوائب السينما العربية السائدة؛ لأنهم أبناء هذه السينما السائدة، إلا أنني أعود وأؤكد أنه بدون حماية مقننة للسينما ومن دون كومنولث فني عربي، فإن السينما العربية لن تتقدم كثيرا، وستظل على ما هي عليه.
قد يهمك ايضا