محكمة الشارقة

عاشت حياة هنيئة في سنين الزواج الأولى ملؤها السعادة، حيث كانت الأحلام وردية وكل ما يطلب يستجاب، حياة تسودها الألفة والمودة والاحترام المتبادل، كانت خلالها الزوجة تردد في نفسها أن نعمة الزواج على المرء كبيرة، لا يعرف المرء قيمتها إلا إذا جربها.

و ظلت الأسرة تعيش سعادة حتى إنجاب الطفل الأول محمد ولكن سرعان ما تبدلت الأحوال وتغيرت، وتحولت السعادة التي كانت تعيشها الأسرة إلى شقاء وتعاسة كما تروي الشابة التي تزوجت منذ 5 سنوات وهي في عمر الزهور، جراء الالتزامات البنكية وشبح الديون التي أطلت على الأسرة السعيدة، وبعد إنجاب الطفل الثاني تحولّت تلك السعادة إلى جحيم وإلى حياة لا تطاق، فحل مكان الورود الضرب المبرح، والأحلام الوردية تحولت إلى لعنات وسب وإساءة معاملة على مسمع من الأهل والأطفال.

تقول الزوجة إن الضغوط المالية التي تجابه معظم الأسر والالتزامات البنكية والديون التي وقع فيها الزوج والمعاملة السيئة عصفت بأسرتي وفرقتها بعد السعادة التي كانت تعيشها، قادتني إلى محكمة الشارقة بحثا عن الطلاق للتخلص من المشاكل التي أعيشها ويعيشها طفلاي، لأنني لم أحتمل تلك الحياة التي أصبح وأمسي فيها على الضرب والسب والتقصير في الإنفاق علي وعلى أطفالي.

وتتابع" المحكمة أنصفتني وحكمت لصالحي بطلقة بائنة نتيجة للضرر الذي وقع علي من الزوج، وذلك مقابل تنازلي عن مؤخر الصداق الأمر الذي أراحني نفسيًا مبينّة أنه رغم إلزام المحكمة الزوج بالنفقة على ولديها وإلزامه بدفع قيمة السكن إلا أنها تحصل عليها متقطعة وأحيانًا لا تحصل على أي مبالغ ما سبب لها معاناة، وهي تتساءل "أنى لي أن انفق على طفلاي وهما في سن يحتاجان فيها إلى كثير من الرعاية والعناية، وكيف لي أن أوفر لهم السكن المناسب والتعليم، فمخصصات الشؤون الاجتماعية الشهرية لا تكفي، لافتة إلى أنها منذ عامين تسكن في منزل للإيجار لم تتمكن من تسديد قيمة الشيك حتى تاريخه.

وتقول إنها متوجسة خيفة من المستقبل الذي ينتظرها وطفلاها في ظل عدم وجود معيل يعينها على نوائب الدهر بخاصة بعد أن أصبحت مطلقة لا عمل لها، مبينة أن المرأة تعد المتضرر الوحيد من آثار التدهور الاجتماعي لدور الأسرة، وأنها الطرف الأكثر تضررًا نظرًا لما يحيط بوضع المرأة من ملابسات شديدة التعقيد مثل العادات والتقاليد والنظرات الاجتماعية، فدائما ما تميل النظرة الاجتماعية في حال تفكك الأسرة إلى النظرة السوداوية للمرأة باعتبارها هي السبب.