دبي _جمال أبو سمرا
تعدّ ساغاريكا سريرام، الفتاة التي تقيم في دبي، مثالًا يحتذى، ورغم صغر سنّها، تمتلك شغفا كبيرا بقضايا المحافظة على البيئة، وجدت فرصة للعطاء المجتمعي في سن مبكرة واستغلتها على الفور، حيث ألهمها حبها لمدينتها لترد الجميل، ما يشكل دليلاً لحقيقة أن دبي توفر الفرص لمن يملكون شغف العطاء. وسريرام ألهمت جيلا جديدا من الناشطين في الحفاظ على البيئة ممن سيشكلون روّاد المستقبل، ترعرعت في محيط يعي أهمية الحفاظ على البيئة، ويتبع نهج "صفر نفايات".
وتشجعت ساغاريكا بعمر العشر سنوات بالمضي في مغامرتها بفضل مشاهدة فيديوهات تتحدث عن الآثار السلبية الناتجة عن سوء تعامل البشر مع البيئة، لاحظ والداها شغفها بالحفاظ على البيئة، وقدما لها لعضوية مجموعة عمل الإمارات للبيئة كي تختلط مع أشخاص يشاركونها اهتماماتها، ولتتطوّع بوقتها في خدمة قضية تهتم لها. وكان مشروع ساغاريكا الأول جمع نفايات الورق في المنزل، هو ما أيقظها وبيّن لها أهمية نشر الوعي ودعم عملية إعادة التدوير.
فبدأت بالمرور على المنازل وتوعية وتعليم مجتمعها حول أهمية الحفاظ على الأشجار والآثار السلبية المترتبة على مكبات النفايات، حتى جمعت ساغاريكا ما يزيد على 1040كغ من نفايات الورق. وبفضل العزم الذي تحلّت به، أُقيم حفل لزراعة الأشجار والاحتفال بجهودها في إمارة أم القيوين. وألهمتها أعمالها بإيجاد وخلق طريقة للوصول إلى جمهور أكبر من الأطفال والشباب لينضموا لها بجهودها في العمل التطوعي، فكانت نقطة بداية مبادرتها الناشئة "أطفال لعالم أفضل" Kids for a Better World، وهو موقع يوفر نصائح للقيام بنشاطات صديقة للبيئة، إضافة إلى نظام تحفيزي يضعه أحد الناشطين الشباب في الحفاظ على البيئة ليشجع الآخرين على الحفاظ على بيئتنا.
ورغم مواجهتها لصعوبات من حيث الدعم التنظيمي لنشاطاتها والطرق المختلفة لتصل إلى عدد أكبر من الجماهير لتزيد من تفاعلهم في العمل التطوعي، تمكنت من الوصول إلى ما يزيد على 10 آلاف شخص من خلال الموقع، ومقابلة بعضهم شخصياً. وكونها مصدر إلهام للجميع، عملت ساغاريكا مع ما يزيد على 300 طفل في عدة مشاريع منها حملة Can DO لتدوير علب الألمنيوم وتنظيف الصحراء.
وتعمل ساغاريكا على توعية الأطفال وتعليمهم أهمية الحفاظ على بيئتنا، وهي أصغر عضو في لجنة الحفاظ على البيئة في مدرستها كما أنها سفيرة لحملة Drop It Youth للتشجيع على إعادة استخدام الأدوات البلاستيكية في دولة الإمارات بدلاً من استخدامها لمرة واحدة فقط.
تسامح
أشارت ساغاريكا إلى أن ثقافة التسامح والعطاء والبيئة الحاضنة في دولة الإمارات أسهمت في صقل معارفها وتوسيع مداركها تجاه هذه الأمور، مؤكدة أن الدعم والتوجيه السليم الذي وجدته من الجهات المتخصصة في الدولة منحها قوة الدفع المطلوبة لتواصل شغفها وتطلق مبادرتها الخاصة. وأسهمت مجموعة عمل الإمارات للبيئة في غرس هذا الحس بداخلها، وتعتبر أن التثقيف حول القضايا البيئية في المدارس من شأنه أن يخلق جيلاً جديداً مؤهلاً للحفاظ على استدامة البيئة وصنع مستقبل أفضل للمجتمع وللأجيال المقبلة.
ما تقدمه ساغاريكا لم يكن ليتحقق دون دعم الجهات الصحية لها في دولة الإمارات. ويعود الفضل لمجموعة عمل الإمارات للبيئة في منحها قوة الدفع التي تحتاج إليها لتتبع شغفها وتبدأ بمبادرتها الخاصة. ورغم اكتسابها الخبرة من خلال المؤسسة بدأ شغف طالبة كلية جميرا من خلال العمل البيئي في اللجنة البيئية بالمدرسة. ومع التثقيف حول القضايا البيئية في المدارس، سيصبح الجيل المقبل من المهنيين في موقع مؤهل لنشر الوعي بين شباب اليوم لخلق مستقبل أفضل للمجتمع وللبيئة.
رغم التحديات التي تواجهها نظرًا لصغر سنّها، تعيش ساغاريكا وفقاً لهذا الشعار: "لربما تكون شخصاً واحداً ولا تستطيع القيام بكل شيء بمفردك، إلا أنك شخص قادر على فعل شيء". وهو شعار يعكس رؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات وهدف مبادرة "يوم لدبي". فمع وجود متطوعين شباب يحدثون التغيير في مجتمعاتهم كساغاريكا، ستبقى الفرصة سانحة للمحافظة على البيئة.