قدوم وفدين مفاوضين من إقليم كردستان إلى العاصمة العراقية للتفاوض بشأن المشاكل العالقة مع الحكومة المركزية أحدثا إرباكًا للمفاوضات بين بغداد وأربيل. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس في تصريح صحافي الاثنين، إن "وجود وفدين كرديين في بغداد، إحدهما يمثل حكومة إقليم كردستان والآخر يمثل الأحزاب السياسية الكردستانية، يعتبر إحراجًا لممثل الحكومة العراقية  وإرباكًا للمباحثات". وأكد شاويس إن وفدا حكومة الإقليم سيلتقون رئيس الوزراء العراقي الاثنين بعد أن اجتمعا الأحد مع ممثلي وزارتي المال والتخطيط الاتحاديتين ، مشيرًا إلى أن "الوفد الكردي اعترض على الموازنة الاتحادية للعام 2013، لعدم إدخال موازنة البيشمركة والعقود النفطية فيها". وقال شاويس إن "وفد حكومة الإقليم سيلتقي رئيس الحكومة نوري المالكي وفي وقت لاحق من الإثنين". يشار إلى أن وفدين كرديين وصلا، الأحد، إلى العاصمة بغداد، إحدهما وفد يمثل حكومة إقليم كردستان برئاسة نائب رئيس حكومة الإقليم، عماد أحمد والوفد الثاني يمثل الأحزاب السياسية الكردستانية برئاسة نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح. وأعلنت رئاسة إقليم كردستان، الأحد، رفضها المراهنة على الوقت في حل الأزمات، مؤكدة أن رد الإقليم سيكون كردستانيًا موحدًا في التعامل مع هذا الوضع إذا كان رد بغداد على وفدها سلبي، داعية إلى ضرورة الالتزام بالدستور والاتفاقات الموقعة مع الحكومة المركزية في بغداد، مشيرًا إلى وجود "خيارات كردستانية" في حال عدم الالتزام. واتفق رئيس التحالف الوطني، إبراهيم الجعفري، مع الوفد الكردي حين لقاءه به في أول يوم للزيارة على ضرورة الإسراع بحل الملفات العالقة وفق الدستور والقانون. من جهته دعا رئيس الجمهورية العراقي  جلال الطالباني حين لقاءه بالوفد الكردي في بغداد وسائل الإعلام والسياسيين إلى إيقاف أية حملات إعلامية "تشحن الأجواء" وتعيق جهود الحوار والمصالحة والتفاهم، مؤكدًا ضرورة توفير الأجواء الصحية السليمة لبلوغ اتفاقات وطنية "ترصن" مسار العملية السياسية. وكان رئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، أكد  في (12 أيلول/ سبتمبر 2012)، استعداد الإقليم لبحث أية خطوة لمعالجة المشاكل العالقة بين مع الحكومة المركزية، فيما لفت إلى أن وفدًا من الإقليم سيتوجه قريبًا إلى بغداد بهدف بحث مستحقات شركات النفط العاملة في كردستان. واتفق رئيسا الجمهورية جلال الطالباني والحكومة نوري المالكي خلال لقاء جمعهما، في (20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري)، على احترام مواد الدستور وبنود الاتفاقات الموقعة بين الأطراف السياسية كافة، وفيما أشادا بخطوة زيارة وفد من إقليم كردستان إلى بغداد قريبًا لحل المشاكل العالقة بين المركز والإقليم، أكدا على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لحل الخلافات بين الفرقاء السياسيين. يذكر أن العلاقات بين بغداد وأربيل تشهد أزمة مزمنة تفاقمت منذ أشهر عندما وجه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، انتقادات لاذعة وعنيفة إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، تضمنت اتهامه بـ"الدكتاتورية"، قبل أن ينضم إلى الجهود الرامية لسحب الثقة عن المالكي، بالتعاون مع القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ومجموعة من النواب المستقلين، ثم تراجع التيار عن موقفه أخيرًا، ويعود أصل الخلاف القديم المتجدد بين حكومتي بغداد وأربيل إلى العقود النفطية التي أبرمها الإقليم والتي تعتبرها بغداد غير قانونية، فيما يقول الإقليم أنها تستند إلى الدستور العراقي واتفاقيات ثنائية مع الحكومة الاتحادية.