أكدت بلدية مدينة أبوظبي أهمية الالتزام بقيم ومعايير الاستدامة في تنفيذ جميع أعمال الإنارة وذلك تطبيقا لاستراتيجية الإنارة في أبوظبي، كونها أولوية وهدفا تساهم في تحقيق التنمية المنشودة.

جاء ذلك خلال مؤتمر الإنارة السنوي الذي انطلقت أعماله اليوم ويستمر يومين في فندق " فورمنت باب البحر- أبوظبي" ويأتي في إطار حرص دائرة التخطيط العمراني والبلديات – بلدية مدينة أبوظبي والتزامها بتطبيق استراتيجية الإنارة في إمارة أبوظبي والاستفادة من الخبرات وآخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في عالم الإنارة.

يشارك في المؤتمر العديد من الجهات ممثلة بالهيئات الحكومية والمطورين المحليين والإقليميين والدوليين والاستشاريين والمقاولين المتخصصين في مجال الإنارة، والشركات العالمية المصنعة للمنتجات المستخدمة في الإنارة.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز دور بلدية مدينة أبوظبي في مجال الإنارة والاستفادة من الخبرات العالمية في مجالات الإضاءة المنتشرة على الطرق والجسور والأنفاق، وإضاءة مناطق المشاة، والساحات والحدائق العامة، والوصول إلى رؤية مشتركة موحدة لترسيخ أفضل الممارسات، واستثمار أفضل التقنيات والأفكار المبدعة التي من شأنها المساهمة في توفير الطاقة وتحقيق الاستدامة وتوفير فرص استثمارية للمطورين، وتوطيد ثقافة الحفاظ على البيئة بالشكل الذي يساهم في دفع عجلة التنمية.

كما يهدف إلى الاهتمام باستراتيجية الإنارة والهادفة إلى تخفيض مستويات شدة الإنارة وتخفيض الكلفة الناتجة عن استهلاك الطاقة وإنتاجها لما له من أثر كبير في التقليل من الانبعاثات الغازية الناجمة عن الاستهلاك غير المجدي للطاقة وترشيد الإنفاق على أعمال صيانة منظومات الإنارة على اختلاف أنواعها وتحسين نوعية الإنارة وإدخال مفاهيم الإنارة الذكية في المشاريع، وتطوبر آليات الاستفادة القصوى من الإنارة الطبيعية وتمازجها مع الإنارة الصناعية ، وتطوير طرق التحكم بها .

وأكد المهندس سامي الهاشمي مدير إدارة الدعم الفني في قطاع البنية التحتية وأصول البلدية - في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر- أن استمرارية انعقاد المؤتمر تؤكد نجاحه وجدواه، وتحوله إلى منصة مهمة يمكن من خلاله أن الاطلاع على آخر المستجدات في عالم الإنارة ومعرفة أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

وأشار إلى أن تطبيق استراتيجية الإنارة في إمارة أبوظبي يشكل أولوية قصوى كونها تنطوي على معايير الاستدامة وترشيد استهلاك الطاقة والهادفة إلى اتباع السياسات والإجراءات والمشاريع القائمة على مبادئ الاستدامة لهذا تحرص البلدية على تطبيق هذه الرؤية في جميع مشاريع البنية التحتية التي تنفذها بالتعاون مع شركائها .. متطلعا لأن يشكل المؤتمر من خلال محاوره وأرواق العمل إضافة جديدة لهذه الرؤية والاستراتيجية على صعيد التطبيق والتطوير .

وفي اليوم الأول من المؤتمر تم استعراض عدد من أوراق العمل بدأت بعرض مشترك تحت عنوان "تحديثات على دليل الإضاءة" إضافة إلى ورقة عمل بعنوان "إنترنت الأشياء وكيفية استخدامه في الإنارة الذكية للشوارع" تبعتها حلقة نقاشية تناولت ما تم تقديمه من أفكار خلال الورقتين السابقتين وبعدها استأنف المؤتمر استعراض أوراق العمل الأخرى وهي "إنارة الشوارع باستخدام الألواح الشمسية " و"أول أضواء شوارع في العالم تتغير ألوانها" و"السلامة الكهربائية في توصيل الكابلات والاختيار الصحيح للأجهزة الواقية" و"الثورة الذكية".

وكان لبلدية مدينة أبوظبي مساهمة فعالة في إثراء محاور المؤتمر حيث قدم المهندس خالد المدني ورقة عمل تحت عنوان "منهجية صيانة شبكة الإنارة وإعداد برامج الصيانة في بلدية مدينة أبوظبي".

واختتمت أعمال اليوم الأول من المؤتمر بورقة عمل بعنوان "تقنية الـ PIR والرادار في إنارة الشوارع" قدمها المهندس آلان إيبوري.

وعلى هامش المؤتمر افتتحت بلدية مدينة أبوظبي وشركاؤها معرض الإنارة المصاحب الذي ضم أحدث ما توصلت إليه تقنيات الإنارة الحديثة المتوافقة مع متطلبات الاستدامة بمشاركة العديد من الموردين والعاملين في قطاع تزويد مشاريع الإنارة في أبوظبي.. فيما يستأنف المؤتمر أعماله غدا من خلال العديد من أوراق العمل.

على صعيد متصل .. تعمل بلدية مدينة أبوظبي على تنفيذ مشروع يهدف إلى استبدال الإنارة التقليدية الحالية في أبوظبي إلى إنارة LED الموفرة للطاقة وذلك في إطار الحرص على ترشيد استهلاك الكهرباء وتحقيق معايير التنمية المستدامة والحفاظ على الطاقة، وتتوقع البلدية إنجاز المشروع في غضون سنة ونصف السنة مع مدة تشغيلية تصل إلى 10 سنوات.

وأوضحت البلدية أن المشروع يهدف إلى تقليل وترشيد استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية، إضافة إلى تقليل مصاريف الصيانة والتشغيل، وتحقيق وفورات إضافية في استهلاك الكهرباء من خلال تخفيض شدة الإضاءة التصميمية واستخدام تطبيقات الأنظمة الذكية Dimming Controls بجانب إدخال تكنولوجيا LED، الأمر الذي سيؤدي للحصول على عدة منافع منها منافع اجتماعية واقتصادية وبيئية.

وتستبدل البلدية وحدات إنارة الطرق الحالية وهي من نوع /HPS و MH / لتصبح " LED Luminaires " من خلال عقود شراكة بين القطاعين الخاص والعام " Public-Private Partnership " مع التركيز على المشروع الرائد والخاص بشبكة إنارة جزيرة أبوظبي والمزمع تنفيذه، والقيام بأعمال توريد وتركيب وتشغيل وصيانة وتمويل ما يقرب من 43 ألفا وحدة إنارة، وسيتضمن نطاق العمل تصميم وتوريد وتركيب وتمويل نظام تحكم مركزي ذكي لوحدات الإنارة الجديدة والذي سيتم تسليمه للبلدية عند استكمال التركيب والتشغيل.

وأكدت البلدية أن تنفيذ استراتيجية الإنارة، يسهم في تحقيق العديد من الفوائد، وفي مقدمتها تخفيض‏ فاتورة التكلفة الإجمالية لاستهلاك الطاقة بما لا يقل عن 70% ، مقارنة بالمعايير السابقة، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2 بحوالي 75%.