عمان : إيمان يوسف
أكدت إخصائية الإرشاد النفسي، الدكتورة رزان الحجيري، أن العلاقات الأسرية من أدق العلاقات الإنسانية وأرقاها، لأنها تقوم على الديمومة والتقدير الراقي للقيمة الإنسانية وحتى تقوم بذلك لابد لها من مهارات وأصول تعزز هذه العلاقة الراقية، مضيفة أن قيمة هذه المهارات تعزز الحياة الأسرية وتزيد من التوافق الأسري، ومن هذه المهارات الــذكاء الانفعــالي وهو مجموعة القــدرات الانفعاليــة داخــل الشــخص وفي علاقته مع الآخرين، والتـي تـؤثر فـي القـدرات الكليـة للتكيف مـع متطلبـات البيئـة الأسرية والتصـرف الصـحيح فـي المواقـف والأداء فـي العلاقـات الإنسـانية.
وكشفت الحجيري، في حوار خاص لـ"صوت الإمارات"، أن الذكاء الانفعالي يلعب دورًا كبيرًا في مساعدة أفراد العائلة على اكتساب المهارات الاجتماعية التي بدورها تمّكنهم من القدرة على التعامل مع المواقف الضاغطة في الأسرة، معتبرة أن النجاح داخل الأسر يتوقف على عدة عوامل ثقافية واجتماعية وصحية ونفسية وغيرها؛ إلا أن الانفعالات تُعد عاملًا رئيسًا، إذ أنها تشمل الوعي بالذات والتحكم بالانفعالات، والمثابرة، والدافعية الداخلية، والتقمص العاطفي، واللباقة الاجتماعية.
وأشارت الحجيري، إلى أن الذكاء الانفعالي يتكون من إدراك الانفعالات وذلك بتحديدها، ومن ثم استخدام الانفعالات بتوصيل المشاعر الصحيحة وتوظيفها في عمليات معرفية، ومن ثم فهم وتحليل هذه الانفعالات كشعور الكره والحب وأخيرًا إدارة هذه الانفعالات وضبطها إن كانت سالبة أو سارة، منوهة بوجود علاقة بين الذكاء الانفعالي والصحة النفسية من خلال الاتزان الانفعالي، وهو وجود القدرة على ضبط النفس والتوافق الشخصيي والاجتماعي، ودرجة المرونة في التعامل مع الآخرين وتحقيق الذات عندما يدرك الشخص إمكاناته وتقبله لذاته ويتعامل مع الأخرين.
وبينت الحجيري أن هناك علاقة بين الاتزان الانفعالي وبين العقل، وذلك يعزى للذكاء الوجداني ويعتبر نقطة مهمة في حياة الإنسان، فالتحديات التي يعيشها الإنسان والطبيعة الإنسانية متأثرة بالعواطف، فمشاعرنا تؤثر في كل كبيرة وصغيرة في حياتنا أكثر من تأثير التفكير، وأن المشاعر ضرورية للتفكير، مبرزة أن التفكير مهم للمشاعر إذا تجاوزت المشاعر ذروة التوازن في هذه الحالة يتغلب العقل العاطفي على الموقف ويكتسح العقل المنطقي لهذا تستطيع تنمية ذكاءك الوجداني بكل سهولة.