عمان _ ايمان يوسف
عرّفت خبيرة التغذية الأردنية، هبة عاكف رصاص، الغذاء الصحي بأنه الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر والمجموعات الغذائية التي يحتاجها الجسم، من الكربوهيدرات، الموجودة في الأرز، والمعكرونة، والبطاطا، والحبوب الكاملة، والبروتينات، الموجودة في اللحوم الحمراء، والدجاج، والأسماك، والبيض، والحليب، والبقوليات، والفيتامينات والمعادن، الموجودة في الخضروات والفواكه، والدهون الصحية النافعة، مثل زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات، لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بأنشطته اليومية المختلفة والضرورية للوظائف الحيوية داخل الجسم، مثل التنفس وضخ الدم ونقل الأكسجين.
وأكدت رصاص، في حديث إلى "صوت الإمارات"، أن تناول غذاء صحي يعزز من مناعة الجسم ضد الأمراض، ويقيه من الإصابة بسوء التغذية وفقرالدم، لافتة إلى أنه يساعد على التركيز وتحسين القدرات الذهنية، فالبروتينات مهمة جدًا لبناء الجسم وأنسجته وتجديد التالف منها، ناصحة بتناول الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، التي تكافح الشيخوخة، ولضمان بشرة صحية نضرة والوقاية من العديد من الأمراض، مثل السرطان، كما أنها تحافظ على صحة الجهازالهضمي وتحارب الإمساك، لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف.
وأوضحت رصاص أن الغذاء له تأثير من الناحية النفسية، مشيرة إلى أن الغذاء المتكامل يبعث في الإنسان الطاقة والحيوية والسعادة، بينما يؤدي تناول بعض الأغذية، كالأطعمة الغنية بالدهون، إلى الكسل والخمول. واعتبرت أن بعض الأطعمة، كالموز والسمك، تحسن من مزاج الشخص وتجعله أكثر صحة وسعادة وتحارب الاكتئاب، لأنها تزيد من إفراز مادة السيراتونين (هرمون السعادة في الجسم)، كما أن بعض الأطعمة تهدىء الأعصاب وتزيل التوتروالتعب، مثل الخس، واللبن، والكرز الأحمر، والعسل، والمشروبات الدافئة، كالبابونغ.
ومن الاغذية التي تساعد على تحسين المزاج الشوفان، الذي يحتوي على ألياف "بيتا-غلوكان" الذائبة التي تضبط مستوى السكر في الدم، ما يقلل من التعب والكسل و الإرهاق ويضبط الحالة المزاجية، والسبانخ، الغنية بالحديد وفيتامين A والفوليك أسيد، حيث يحفز تناولها، أو إضافة أوراقها في السلطة، إفرازمادة الدوبامين المسؤولة عن تقليل الاكتئاب، فضلاً عن اللبن الذي يعمل على تعديل المزاج، حيث يحتوي على الكالسيوم الذي يقلل من التهيج العصبي، ويمكن إضافة العسل إليه وحبات من الجوز.
كما أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على الماغنيسيوم الذي يساعد على استرخاء العضلات والتخلص من القلق والاكتئاب، إضافة إلى المأكولات البحرية (الجمبري والكلماري) التي تحتوي على الزنك والسيلينيوم واليود، الضرورية لتوازن الغدة الدرقية للتخفيف من الاضطرابات الهرمونية ولتعديل الحالة المزاجية، والفشار، وهو ملك الوجبات الخفيفة، لاحتوائه على الحمض الأميني "التريبتوفان"، والذي يخفف التوتر والضغط و يعمل على زيادة إفراز السيراتونين، إضافة إلى احتواؤه على مجموعة B-Vits المهمة لصحة الجهازالعصبي.
وأشارت رصاص إلى أن الطعام الصحي أساسي ومهم للتغذية السليمة وللنمو بشكل جيد، وللوقاية من الأمراض، وهو متوفر وسهل التحضير وغير مكلف ونظيف، لكن زاد الإقبال والاعتماد في الآونة الأخيرة على الوجبات السريعة، نظرًا لضيق الوقت ونمط الحياة السريع، وسرعة إعداد الأطباق وتقديمها، والإعلانات التجارية الجاذبة، ورغبة الأطفال في تناولها باستمرار، لكنها مؤذية جدًا ومضرة بالجسم، فهي منخفضة القيمة الغذائية ولا تحتوي على الألياف، وتحتوي على سعرات حرارية مرتفعة والدهون المشبعة المسببة للسمنة وزيادة الوزن، كما أنها عامل رئيسي للإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري وارتفاع الكوليسترول، وتحتوي على المواد الحافظة والمنكهات التي تعكر من المزاج، وتدفع الشخص إلى تناول المزيد منها، وتسبب الصداع، فمعزز النكهة "أحادي غلوتاميت الصوديوم" يؤثرعلى الدماغ و يؤدي إلى تراجع الذاكرة، إضافة إلى محتواها العالي من الصوديوم الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم، فلا بد من تخصيص وقت لإعداد الطعام المنزلي بطرق الشواء أو الطبخ الصحي، مع الاعتمادعلى الخضروات وإضافة التوابل والأعشاب، كالروزماري والزعتر والثوم .
وشددت رصاص على أهمية شرب الماء بشكل مستمر، كونه مهم لقيام الجسم بالعمليات الحيوية والتمثيل الغذائي وإذابة المواد الغذائية ونقلها وامتصاصها في الجسم، وتنشيط وظائف الكلى وتخليص الجسم من الفضلات والسموم، وتنظيم درجة حرارة الجسم، ومنح الجسم الرطوبة، وليونة الجلد، كما يحفظ بريق العينين ويحافظ على نضارة البشرة ورونقها، ويمنع مشاكل الإمساك والجفاف، ويحتاج الجسم بشكل يومي ما معدله 2,5 لتر من المياه.
ونوهت رصاص بأن وجبة الإفطارتعتبر أهم وجبة في اليوم، حيث تمد الجسم بالطاقة والنشاط والحيوية لتحسين الأداء العملي والذهني، وتساعد على التركيز، وتمنع التعب والصداع والإرهاق والشحوب، وتساعد في المحافظة على اتزان مستوى السكر في الدم، كما أن تناولها يساعد في خسارة الوزن أثناء اتباع الحمية، للمحافظة على وزن صحي رشيق ولتقليل الشهية للأطعمة الدسمة، كما أن تناولها للطلاب يسهم في تحقيق تحصيل علمي أفضل.
وقدمت رصاص مجموعة من النصائح ليكون الغذاء متوزانًا، منها تناول الغذاء المتوازن للحصول على جميع احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن، والاعتمادعلى وجود صحن السلطة ضمن الوجبة، والابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون، واستبدالها بالمشوية والمطبوخة على البخار مع إضافة التوابل، والثوم، والبهارات، والليمون، وزيت الزيتون، والنعنع، والزعتر، والزنجبيل، وأعشاب الروزماري، عوضًا عن الملح، واستبدال الحلويات بالفاكهة، كونها غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن المهمة للجسم، إضافة غلى ضرورة تجنب المشروبات الغازية عالية المحتوى من السكريات، والتي تسبب استنزاف مخزون الكالسيوم والإصابة بهشاشة العظام، واستبدالها بالعصائرالطازجة أوالحليب أو اللبن بالفواكه، وتناول الطعام ببطء مع ضرورة مضغه جيدًا، لتجنب الإمساك ومشاكل عسر الهضم.