بيروت _ غنوة دريان
أكد الدكتور رأفت اللقيس أنه يعتبر الحزام الناري عبارة عن التهاب فيروسي شديد يُصيب الجلد، يأخذ شكل الحويصلات في مسار العصب الحسي، ويشعر الشخص المصاب بهذا المرض بألم شديد، ومن هنا جاء اسم (الحزام الناري)؛ وذلك لأنه يأخذ جزء معين من الجسم حسب العصب المُصاب، وكأنه حزام ممتد أحمر اللون مختلف عن باقي الجسم، والحزام الناري عبارة عن طفح جلدي، يشعر الشخص من خلاله بحساسية شديدة وألم، ويعتبر الأشخاص الذين يعانون من مرض جدري الماء، أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالحزام الناري.
وهذا المرض يزداد شَدة إذا كان الشخص المصاب يعاني من نقص في المناعة، ويعتبر هذا المرض شديد العدوى، ينتقل من جسم الشخص المصاب إلى آخر، ويعتبر الأنف والفم هم مصدر العدوى، وكذلك الجلد المصاب، وعوامل الإصابة بالحزام الناري فيروس هذا المرض هو نفس فيروس جدري الماء، لذلك يُعتبر المصابين بجري الماء هم أكثر من غيرهم معرضين للحزام الناري؛ لأن الشخص المصاب للمرة الأولى بجدري الماء، يبقى الفايروس كامناً في الخلايا العصبية لأشهر أولعدة سنوات، وعندما يستعيد الفيروس نشاطه فإنّه يضرب أعصاب الجلد آخذاً شكل الحزام.
وتبدأ أعراض الحزام الناري بالظهور، حيث يشعر الشخص بألم في اتجاه واحد من الجسم، في المناطق الجلدية التي يصيبها الفيروس، فتستمر هذه الآلام لأيام عدة، قبل أن يبدأ الطفح الجلدي بالظهور، ويتراوح هذا الألم ما بين يوم إلى يومين، ويكون الألم في منطقة الرقبة والوجه، ولكن آلام الصدر والبطن وغير ذلك من أماكن يقبع الألم فيها من ثلاث إلى أربع أيام، فيشعر الشخص بحرقان شديد في الجلد المصاب أشبه بالنار، وقد تكون هذه الألآم مصحوبة بارتفاع طفيف لدرجة حرارة الجسم، ويصاحب ذلك –أيضاً- ضعف وصداع عام. وهذا الألم من أول الأعراض ظهوراً عند الكبار، وبالنسبة للصغار فإنّ ظهور الطفح الجلدي يعتبر من أول الأعراض في أغلب الحالات، وهذه الآلام قد تستمر مع وجد الطفح الجلدي، ومن الممكن أن يشفى الجلد تماماً، ولكن قد تبقى الآلام التي يشعر بها الشخص لأشهر عدة بعد شفاء المرض، خصوصا عند المرضى من كبار السن والذين يعانون من أمراض أخرى كالسكري، وضعف المناعة، لكن هناك حالات كثير ينتهي بها الألم مع اختفاء الطفح الجلدي من الجسم على نحو كامل.
ويفقد الشخص المصاب بالحزام الناري حاسة التذوق، ومن الممكن أن يتأثر حواسه الأخرى، من بصر وسمع. حدوث تشنجات في الوجه. علاج مرض الحزام الناري إذا أصيب الشخص بالحزام الناري فعليه مراجعة الطبيب، فكلما تم تشخيص هذا المرض بشكل فوري كلما زادت سرعة شفاء الشخص المصاب، ويجب أن يتجنب المريض تناول أي أدوية من غير استشارة الطبيب، ولكن إذا استمر الألم بالرغم من تناول الأدوية المسكنة والمتعالجة، فهنا يجب مراجعة طبيب الأعصاب لمعالجة هذا الألم وآثاره.
وهناك مجموعة من الأدوية الفعالة في علاج الحزام الناري، ومن هذه الأدوية: الأسكيلوفير، فاميسكيلوفير. ولقاح الحزام الناري حيث هناك الكثير من المجامع الطبية التي تشيد بالعلاج اللقاحي المسمى بالحزام الناري -الهيبرسي العصبي- والذي يعتبر آمن عموما، ويمكن للمرض تحمله، وهذا اللقاح الذي أشاد به الكثير من العلماء والخبراء، لفاعليته، وقلة أعراضه.
واستعرض الباحثون في الكثير من التقارير، أن هناك الدراسات الطبية تبين أن هذا المرض، يزداد بوضوح بين كبار السن، لذلك هناك بعض العلماء الذين يشدّدون على ضرورة إجراء برامج التطعيم لهؤلاء الفئة من الناس، وتبيّن هذه لدراسات مدى انتشار هذا المرض والتفافه حول البالغين، هذا المرض الذي يصيبهم وبكل ما يحمله من تداعيات لا يعتبر من الأمراض الطفيفة، إذ من الممكن أن يسبب الوفاة لعدد من الأشخاص المصابين به، وبخاصة الذين يعانون من هشاشة الجهاز المناعي الجسدي، كمرضى السكر، مرضى الكلى، وأمراض السرطان.
وتُبيّن المجامع الطبية العالمية أنّ نسب الإصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة الأميركية فقط مليون حالة سنويًا!، والكثير من العلماء والخبراء يتوقعون زيادة هذه النسبة في السنوات المقبلة وعلى نحو لم يسبق له مثيل، وذلك تبعاً للكثير من الأسباب، أهمها: عدد المعمرين حول سكان العالم يزدادون على نحو كبير، وإن المصابين بهذا المرض من كبار السن، تظهر عندهم أعرض خاصة، مثل: ظهور القروح المؤلمة في مناطق الجلد المتعرضة لفيروس الحزام الناري، وهناك بعض المصابين من كبار السن، التي يظهر الطفح الجلدي عندهم حول العين، والأذن، وبعضاً منهم يعاني من آلام مبرحة تستمر لمدة سنة، لذلك يزداد اهتمام الأطباء حول العالم بفيروس (فارسيلا زوستر)، حيث تعقد المؤتمرات والندوات التي تناقش طرق وسبل الحد من انتشار هذا المرض، وأساليب المكافحة لهذا المرض، وهناك بعض الدراسات التي سببت (بلبلة) طبية، والتي تؤكّد على أن هذا المرض يزداد انتشاراً.
وعلى الرغم من تصدّي العلاج الطبي المتطور لهذا المرض، مؤخراً، يوضح الأطباء ضرورة الكشف عن هذا المرض مبكرًا، وذلك لعلاج هذا المرض والحصول على أفضل نتائج؛ لأن نسبة نجاح العلاج تزداد عندما يتم الكشف عليه مبكراً، ويهدف العلاج المبكر بالأدوية المضادة للفيروس إلى التالي: منع انتشار هذا المرض في الجلد، وإذا ظهر فقد يتم تحجيمه وتقليصه، ومن ثمّ التخلص منه. تجنب حدوث أي مضاعفات، لأنّ العلاج المبكر يعمل على منع ظهور أي مضاعفات، ومنع الآلام المصحبة لهذا المرض، وإذا وجدت الآلام فإنّ العلاج يتخلص منها بسهولة. تجنب الآلام التي قد تظهر بعد التخلص بعد الشفاء، من مرض الحزام الناري، ولهذا فإنّ النتائج العلاجية السريعة ترتبط على نحو كبير مع الكشف المُبكر لهذا المرض.