القاهرة - شيماء مكاوي
كشف الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، عن أسباب حدوث الحساسية في فصل الصيف.
وأضاف الدكتور مجدي بدران، خلال حوار له مع "صوت الإمارات": "الحساسية التي تنشأ في فصل الصيف تشمل حساسية كلور حمامات السباحة والتي تنشأ من جرعات زائدة من الكلورين، كما أن نزول الأطفال أقل من 3 أعوام حمامات السباحة يزيد من معدلات الحساسية لديهم خاصة ضد الكلور وحشرة الفراش، وحساسية لدغ الحشرات تزداد صيفا كالناموس، وحساسية الصراصير سبب مهم لحساسية الصدر والربو وأزمات الربو.. 60% من مرضى الربو في المدن الكبرى لديهم حساسية الصراصير".
وأوضح الدكتور مجدي بدران أنّ الأطفال الذين لديهم حساسية الصراصير يحتاجون إلى الاحتجاز في المستشفيات أكثر من غيرهم الأسوياء، وتشمل مسببات الحساسية في الصراصير أجزاء الجسم واللعاب وفضلات الصراصير والبيض وأجساد الصراصير الميتة، وتشمل أعراض حساسية الصراصير حكة في الجلد أو العين، وطفحا جلديا، والعطس وسيلان الأنف وانسداد الأنف وحكة الأنف والفم أو الحلق، السعال وصعوبة في التنفس وضيق الصدر.
وحذّر مجدي بدران من خطورة التعرض لتيارت الهواء الباردة وشديدة البرودة نتيجة الإسراف في استخدام المكيفات، وعدم صيانة أجهزة المكيّف مما يجعلها تضخّ هواءً ملوثا، فقد يسبّب الإسراف في استخدام أجهزة المكيفات زيادة في معدلات الحساسية في فصل الصيف، ودرجة حرارة المكيف المثلى هي من 23,5 إلى 24,5 درجة مئوية، والمتوسط 24 درجة مئوية، والبعض يخفّض درجة حرارة الغرفة بسرعة، وهذا خطير فلا يعقل دخول شخص غرفة ما ذات درجة مئوية 16 بينما هي خارج الغرفة 36 درجة مئوية، وهذا يسبب أحيانا انتكاسات ربوية وصعوبة وضيقا في التنفس، والعكس أيضا، فالخروج من أماكن باردة لأماكن حارة ضار أيضا للجهاز التنفسي، وفي هذه الحالات يُنصح بالخروج بالتدريج، بالمشى البطيء، ونزول درجات السلم على الأقدام بدلا من النزول بالمصعد، فالنزول على السلم يجري الدورة الدموية، ويفيد أيضا تغطية الأنف بمنديل وشرب مشروب دافئ طبيعي، كما أن مرور الهواء البارد على العين يقلل الماء فيها لزيادة تبخيره من طبقة الدمع، مما يجعلها عرضة للالتهابات وجفاف الأنف والمجاري الهوائية.
وبيّن مجدي بدران أن الحرمان من التعود على درجات حرارة مرتفعة يزيد من احتمالات الإصابة بالإجهاد الحراري عند الخروج للشارع في الأجواء الحارة، كما أن حساسية الفطريات تحدث أيضا في الصيف، وتصيب نحو 10% من المواطنين، و50% من ذوي الحساسية الوراثية، و56% من مرضى الجيوب الأنفية، مع أن الفطريات تشمل مليون نوع، وهناك 400 نوع فقط تهدد الإنسان والحيوانات والنباتات، فالفطريات موجوده في حياتنا، فهي موجوده في 25% من منازلنا خاصة المطابخ والحمامات خاصة مع الرطوبة، وتفرز الفطريات 70 مادة تسبب الحساسية وبعضها له القدرة على إحداث الحساسية في الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي مثل حساسية الصدر، وحساسية الأنف، وحساسية العين، وحساسية الجلد، و40% من مرضى حساسية الصدر ضحايا الربو الشعبي، وينبغي تهوية السيارة قبل تشغيل المكيّف، ونحذر من تشغيل جهاز مكيّف السيارة بمجرد ركوبها، وبعض المرضى تنتابهم نوبات الحساسية من عطس متكرر أو سيلان الأنف أو العين أو ضيق النفس أو الصداع غير المفسر بمجرد ركوب السيارة، والتفسير هو تراكم مواد ضارة كثيرة داخل السيارات نتيجة استخدام البنزين والأتربة وملوثات الأحذية، حتى في غياب التدخين في السيارة تنشأ الأضرار نتيجة تدخين السائق قبل ركوب الركاب بساعات أو عدة أيام بدعوى عدم وجود ركاب أوقات التدخين، وتتراكم مخلفات التبغ على أسطح السيارة الداخلية، ويفضّل تهوية السيارة بفتح الأبواب والنوافذ قبل الركوب، والتنظيف الدوري للسيارة من الداخل، وعلى مرضى الحساسية عدم ركوب السيارات دون اصطحاب الأدوية الخاصة بالعلاج والوقاية من الحساسية.
وأوضح الدكتور مجدي بدران أن التدخين في الأماكن المغلقة يزيد من حساسية حشرة الفراش، وهي المسبب الأول للحساسية في البيوت، ويزيد من أمراض الحساسية، فالحساسية تحدث في فترة أقل في وجود أبخرة التبغ، والتدخين يشل ويدمر الأهداب التنفسية مما يسمح لمسببات الحساسية والميكروبات بالتسلل للخلايا التنفسية المبطنة للشعب الهوائية، والتعرض للتدخين لفترات قصيرة أقل من عشرين دقيقة يسبب ازدياد نسب المواد الكيمائية التي تسبب ضيق الشعب الهوائية وتهيج الأغشية المخاطية وانسداد وسيلان الأنف، أما التعرض للتدخين لفترات طويلة أكثر من ساعة يسبب زيادة مهولة في هذه المواد الكيميائية، وتدمير الخلايا الطلائية المبطنة للممرات الهوائية، وزيادة كمية مسببات الحساسية التي تصل الشعب الهوائية، وتغيرات في التركيبة البنائية لأنسجة الممرات الهوائية مما يحرمها من المرونة والقدرة على الاتساع والتمدد اللذين يعينان الإنسان عند المجهود، كما أن قلة النوم والنوم المتأخر يسببان اختلال الساعة البيولوجية وقلة المناعة وزيادة معدلات الحساسية، وقلة النوم تضر الجلد أيضا وتسبب التوتر وزيادة إنتاج الكورتيزول.
وأكد مجدي بدران أنه من الأهمية أيضا التحذير من الإكثار من تناول الأغذية الغربية السريعة المليئة بمكسبات الطعم واللون والرائحة والمواد الحافظة على حساب الإقلال من الأغذية الطبيعية المفيدة للصحة العامة خاصة الجهاز التنفسي.