القاهرة- شيماء مكاوي
كشفت المعالجة النفسية، والاستشاري الأسري، والباحث في العلوم النفسية والسلوكية الدكتور إيمان السيد عن أفضل علاج للتبول اللإرادي للطفل.
وأكدت السيد، في حوار خاص مع "صوت الامارات"، أن أفضل علاج لتلك الحالة هو "مكافأة الطفل ودعمه نفسيًّا"؛ لأنها من أكثر الاضطرابات حدوثًا في مرحلة الطفولة فيستمر لدى الكثيرين حتى مرحلة عمرية كبيرة قد تصل إلى سن البلوغ، ويستمر مع البعض أثناء النوم وأيضًا اليقظة، فمن المفترض خلال العام الثاني أن يبدأ الطفل التقليل من التبول اللاإرادي في ساعات الليل والتوقف عنها خلال النهار، وفي العام الثالث تصبح الليالي التي لا يتبول فيها أكثر تكرارًا، ولكن يستمر بعض الأطفال في التبول اللاإرادي، ما يرجع إلى تأخر عمليات النمو المسؤولة عن تصريف البول.
وأوضحت بقولها: لكن قد لا يكون لدى الطفل أيّة مشاكل عضوية ويرجع ذلك إلى الكثير من الأسباب النفسية؛ فالتبول عرض وليس مرض وهناك نحو 15% من الأطفال تقريبًا يعانون من التبول أثناء النوم بعد سن الثالثة وينتشر ذلك بين الأولاد أكثر من البنات، ومن الأسباب النفسية تعرضه إلى المشاكل والتشاجر والعدوان داخل الأسرة أو القلق النفسي، وعدم شعوره بالأمان تجاه المكان الذي ينام فيه، أو افتقاده لشخص مقرب منه، أو الغيرة الزائدة من مولود جديد عليه، أو تعرضه إلى الضرب والعنف من الآخرين، أو الخوف من التهديد ومن الظلام، وأيضًا التدليل الزائد للطفل يجعله اعتمادي دائمًا على الآخرين حتى في المساعدة على قضاء حاجته، وكذلك التسلط الزائد مما يجعله يعبر عن غضبه وقلقه بالتبول، كما قد يحدث بسبب وجود حالات فقر الدم ونقص الفيتامينات أو بعض الأمراض العصبية مثل حدوث نوبات الصرع أثناء النوم.
وأضافت أنه يجب ملاحظة هل يتم تكرار ذلك بكثرة على الأقل مرتين أسبوعيًّا لمدة ثلاثة أشهر، وألا يقل العمر الزمني للطفل عن 5 أعوام، وأنه ينبغي اتباع خطة علاجية بعد الفحص والتأكد من السبب لعملية التبول أولاً، وكذلك عدم تقديم أيّة سوائل قبل النوم مباشرة وخاصة التي تحتوي على الكافين، ويجب على الآباء أن يتفهموا أن هذه المشكلة خارجة عن إرادة الطفل، فيجب دعمه نفسيًا ورفع ثقته بنفسه وعدم توبيخه أو الاستهزاء منه أمام الآخرين ومكافئته عند القدرة على التوقف عن التبول وتعزيز قدراته، وتوفير جو أسري مليء بالأمان وخالي من المشاحنات، ويمكن للأم أن تنبه طفلها خلال الليل للاستيقاظ والتبول كي يعتاد ذلك مع التكرار بنفسه حتى يتوقف نهائيًّا عن عملية التبول.