واشنطن ـ وكالات
في أول خطاب له تجاهل وزير الخارجية الأميركية الجديد جون كيري الوضع في الشرق الأوسط وتطورات دول الربيع العربي. وشدد كيري على الدور "الاستثنائي" لبلاده محذرا من الاستسلام لدعوت الانعزال.حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء (20 شباط/ فبراير 2013)، من أية اقتطاعات "غير منطقية" في نفقات وزارته، مؤكدا أن بلاده تحتاج إلى تواصل قوي مع العالم الخارجي، لكي تبقى دولة "استثنائية". وقال كيري في أول خطاب هام له منذ توليه منصب وزير الخارجية في البلاد إن "إرسال دبلوماسيين اليوم هو أرخص بكثير من إرسال جنود غدا .. وأكبر تحد يواجه السياسة الخارجية الأميركية اليوم ليس بيد الدبلوماسيين، بل بيد صانعي السياسة في الكونغرس". وحذر كيري أنه لا يجب على الولايات المتحدة الأمريكية الاستسلام للدعوات إلى الانعزال، في الوقت الذي تواجه فيه مشاكل اقتصادية في الداخل وتهديدات لميزانية الحكومة. وقال كيري: "لا يوجد شيء في القتال بشأن الميزانية الحالية يجبرنا على اتخاذ قرارات سيئة … هذا وقت للاستمرار في التواصل من أجل سلامة وصحة اقتصاد بلادنا. هذا الأمر ليس اختياريا".وتابع كيري في حديثه أمام طلاب جامعة فرجينيا قوله، إن التخفيضات التلقائية في الإنفاق الحكومي التي من المقرر أن يبدأ سريانها الشهر المقبل، تسلط الضوء على الحاجة إلى اطلاع الأمريكيين على الفوائد الاقتصادية للتواصل مع العالم. وأضاف كيري: "نحن بحاجة لرفض سياسة القاسم المشترك الأدنى، واتخاذ الخيارات الحقيقية التي تحمي مصالح بلادنا". وأشار إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجري التفاوض بشأنه مع جهد مماثل مع الحلفاء في المحيط الهادئ. وأشار أيضا إلى البلدان النامية التي توفر فرصا، حيث تضخ الصين استثمارات ضخمة في الدول الأفريقية. وقال كيري "إنها مفتوحة للأعمال التجارية، ويجب على الولايات المتحدة أن تكون حاضرة على الطاولة". ودعا كيري المشرعين إلى اتخاذ خطوات لتفادي تخفيضات الإنفاق في جميع المجالات، والتي من المقرر أن تدخل حيز التطبيق في الأول من آذار/ مارس المقبل، إذا أخفق الكونغرس في التصرف.وأكد كيري أن التخفيضات ليست مبررا لعدم العمل بشأن قضايا ملحة مثل تقليص التهديد النووي ومعالجة التغير المناخي التي يمكن أن يتم حلها بواسطة دولة بمفردها. وقال وزير الخارجية الأميركية الجديد : "نحن كدولة، يجب أن نمتلك الحكمة والشجاعة أن ندبر الاستثمارات الضرورية، لضمان الثقة المقدسة التي نحتفظ بها لصالح أولادنا وأحفادنا، وألا يتم تدمير البيئة بواسطة ارتفاع مياه البحار والعواصف العاتية وموجات الجفاف المدمرة والعلامات المميزة الأخرى للمناخ الذي يتغير بشكل دراماتيكي". وذكر كيري أن البعض سيقول إن مثل هذه الأمور ستكون مكلفة للغاية في ضوء الوضع المالي الحالي، لكن ذلك ليس مبررا. وقال: "لا يمكن وقف المستقبل.لا يمكن أن نختار عندما نريد أن نوقف ونتحمل مجددا مسؤوليتنا العالمية أو ننتظر ببساطة حتى تكون الظروف أكثر ملائمة. ليس سهلا، لكن مواجهة أمر أمريكي معتاد". وأشار إلى الدور الذي قامت به الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، في دعم إعادة بناء أوروبا الغربية وفق خطة مارشال، مشيرا إلى سنوات طفولته التي قضاها في برلين والتناقض الشديد بين شرق وغرب برلين، باعتباره دليلا للعمل عندما يكون ضروريا.