القاهرة - وكالات
أكد الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن القمح المقوي (الرغيف الحديدي) يعتبر مصدر للحديد اللازم لتكوين الهيموجلوبين أساس تكوين خلايا الدم الحمراء والتي يبلغ عددها في الإنسان البالغ 20 ألف بليون خليه وتنتج بمعدل 115 مليون في الدقيقه الواحده. فالهيموجلوبين هو الذي يحمل الأكسجين من الرئة إلى الأنسجه وثاني أكسيد الكربون من الأنسجه إلى الرئة ونقص الهيموجلوبين يؤدي للانيميا سواء كان هذا النقص من سوء التغذيه أو النزيف أو تكسير الخلايا الحمراء· لذا فرغيف العيش البلدي نعمه غالية ويجب الاقبال عليه والبعد عن الرغيف الأبيض، لأن ذلك يؤدي إلى السمنه وارتفاع ضغط الدم والسكر. وأوضح بدران أن القمح يحتوي على النشويات التي تعتبر أهم مصدر للطاقة، فيحتوي رغيف العيش البلدي على 45% نشويات وتوفر 245 سعر حراري، بينما رغيف العيش الأبيض يحتوي على 49% نشويات وتوفر 267 سعر حراري. بالإضافة إلى إحتوائه على الألياف الغذائية، حيث يحتاج البالغ من 20 إلى 30 جرام من الألياف يومياً، وتوصي الجمعيه الأمريكية لطب الأطفال بضروره أن يتناول الأطفال من السنه الثالثه ما يعادل وزنهم زائد 5 من الجرامات يومياً حتى الوصول للاحتياج اليومي عند عمر 18 سنه. والألياف ثبت حديثاً أنها تحمي من الإمساك وارتفاع الدهون فى الدم وأمراض القلب وتحمي من ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد الأكل. وفي دراسه حديثه فرنسيه، تبين أن تناول 30 جرام من جنين القمح يومياً لمده 14 أسبوع استطاع أن يخفض الكوليسترول الكلى 7.5 % والكوليسترول الضار 15% والدهون الثلاثيه 11%، ومن المعروف أن خفض الكوليسترول الضار 7 % يؤدى إلى خفض معدلات الإصابه بأمراض القلب 15%. كما تعمل الألياف كمصيده تصطاد المواد المسرطنه من الأمعاء خاصةً القولون وبذلك فهى تحمي من سرطان القولون. كما تقلل من الحساسيات وترفع المناعة لدعمها للبكتيريا النافعة على حساب البكتيريا الضارة. ويعتبر القمح مصدر جيد "للثيامين" وهو موجود في جنين القمح والرده و الثيامين هو فيتامين "ب1" ويحتاجه الإنسان لإنتاج الطاقه للحفاظ على الشهيه الجيده والهضم واتزان الأعصاب وله دور هام فى نمو الأطفال والقدره على التعلم وتذكر المعلومات. ويوصي بدران الطلبه دائماً خلال الامتحانات بتناول البليله لهذا السبب. الخبز دليل الحب والوفاء أكد بدران أن الاحصائيات تشير إلى أن مصر من أعلى الدول إستيراداً وإستهلاكاً للقمح، ويستهلك المصريين 285 مليون رغيف يومياً. فالخبز غذاء المصريين منذ عهد الفراعنة وكان مقدساً تصنعه الزوجة لزوجها دليلاً للحب والوفاء وهى صانعة الخبز صانعة الحياة. ويسمونه بالعيش ولا غرابة فهو الطعام المشترك للمصريين وكأنه سر الحياة فمن يعيش يأكل العيش، والمصريون يتخذونه قسماً بجانب الملح،( وحياة العيش والملح). وتذكر بردية هاريس أن القرابين المقدمة في عهد الملك رمسيس الثالث كانت حوالي 30 نوعاً من الخبز. وفي الأساطير المصرية القديمة كانت إيزيس تصنع الخبز بيديها لزوجها أوزوريس دلالة على الحب والوفاء. وينصح بدران بعدم تسخين الخبز على لهب البوتاجاز، وذلك لأن احتراق الخبز بغاز "البيوتان" المستخدم في أفران الغاز يصاحبه خروج 100 ماده سامه = هيدروكربونات أروماتية عديدة الحلقات ضارة مسرطنة وتخفض المناعة. والوقاية من حساسية القمح بسيطة للغاية، حيث تتمثل في ضرورة التأكيد على حق الأطفال في الرضاعة الطبيعية، وتأخير دخول القمح ومشتقاته في غذاء الأطفال.