تقبع قرى عديدة في  محافظة السويس في دهاليز النسيان يلفها الصمت وتظللها العتمة ويعشش الظلام في أركانها وتنهك جسدها الأمراض ويقتلها الظمأ في ظل انعدام الخدمات الأساسية، حيث إن هذه القرى تفتقر إلى ابسط متطلبات الحياة من ماء وصحة وتعليم وتنقصها العصرية من كهرباء وطرق واتصالات، ويضطر أهالي هذه القرى إلى الأعمال الشاقة للبحث عن مصدر رزق، فيما يلجأ البعض إلى البلطجة أو تهريب الممنوعات.  " غبة البوص " تقع غبة البوص على جانبي طريق العين السخنة التابعة لحى عتاقة ويقطن بها الآلاف الذين لا يحملون الجنسية المصرية أو أي جنسيه أخرى حيث إنهم غير مقيدين في السجلات ولا تعترف الدولة بوجودهم أساسا، وذلك على الرغم من أنهم يقطنون هذه المنطقة منذ سنوات طويلة، كما يجد كل من يقطن في اى منطقه بعد مدينه السماد باتجاه الزعفرانة صعوبة في استخراج شهادة ميلاد أو تحقيق شخصيه، حيث خصصها المسؤولون للقرى السياحية والشركات الاستثمارية، ولا يسمح بوجود أي مواطنين هناك، كما يجد أهلها صعوبة في الحصول على مصدر رزق، فيضطر أهلها العمل في تجاره المخدرات وأعمال السطو المسلح على الشركات. " عزبة الصفيح " تعتبر عزبة الصفيح من أكثر المناطق العشوائية التي تقع في حي الأربعين حيث طاردهم الكثير من المسؤولين في السنوات السابقة، وألقوا القبض على الكثير منهم للضغط عليهم وإزالة مساكنهم، إلا أن أهلها لا يجدون مكانًا آخر، فاضطروا إلى البقاء فيها، فعاقبهم المسؤولون بحرمانهم من كل الخدمات والمرافق وتهميش المنطقة، على الرغم من موقعها فى قلب مدينه السويس . "  46 " أطلق عليها 46 نسبه لقربها من الوحدة 46 أثناء حربي "67" و "73"  والتي كانت تقتصر مهمتها على توصيل الإمدادات لقوات الجيش، وتزايد سكان المنطقة بشكل كبير جدًا في السنوات الماضية حتى وصلوا إلى آلاف الأسر التي تعاني من تجاهل المسؤولين، وظلت المنطقة تعاني م نقص في كافة أشكال  الخدمات. "الدريسة " تقع الدريسة خلف السكة الحديد في قلب حي الأربعين، وتعد من المناطق التي تم بنائها لعمال السكة الحديد حيث قاموا ببناء عشش صغيرة تأويهم، إلا أن الأعداد تزايدت في السنوات الأخيرة حتى أصبحت تمثل قنبلة موقوتة، إضافة إلى أن أهلها محرومون من كافة الخدمات الرئيسية ويعيشون بطرق بدائية حتى الآن.  " الهيشة " لازالت الهيشة خارج اعتبارات المسؤولين في السويس، على الرغم من أنها من أكثر المناطق التي تأوي المجرمين نظرًا لعدم توافر أي نوع من أنواع الأمن أو الحماية ويقطن بها الآلاف من أهالي السويس، وتعاني هي الأخرى من نقص شديد في الخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء وقمامة ومواصلات.  " اللاجون " يطلق عليها الأهالي "باطنية السويس"، وذلك لأنها تعتبر وكرًا لتجار المخدرات والسلاح، إضافة إلى أنها تأوي الكثير من العصابات المسلحة التي تُرهب أهالي المنطقة بشكل يومي، كما أنها تقع في حي الجناين الذي يعاني ساكنوه من انعدم الخدمات الأساسية، مايضطرهم إلى توصيل المياه والكهرباء بطرق عشوائية. " البطراوي" تقع البطراوي في حي الجناين في القطاع الريفي ويعيش أهلها بالقرب من المدافن، ويتعامل المسؤولون مع سكانها باعتبارهم أموات حيث إنهم يعانون من نقص في المياه بشكل مستمر، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، فضلًا عن تهالك مواسير الصرف في غرق المنطقة، وعلى الرغم من ذلك لايتحرك المسؤولون لنجدة الأهالي. " عرب المعمل " يقطن في عرب المعمل آلاف المواطنين، حيث إنها تقع في منطقة تابعة لحى عتاقة تحيطها شركات البترول من كل الاتجاهات ويتنفس أهلها عوادم الشركات بشكل يومي على مدار الساعة، كما أنهم يعانون من نقص الموارد الأساسية من كهرباء ومياه ومرافق، ولايتذكرها المسؤولون إلا كل 5 سنوات في موعد الانتخابات البرلمانية.  " ابو سيال " تحتل أبو سيال مساحه شاسعة في القطاع الريفي الذي يقع في حى الجناين، حيث إنها تعاني من صراعات داخلية حيث يقطن بها "أعراب وصعايدة وفلاحون"، ودائمًا تكون هذه الصراعات مسلحه مستغلين تجاهل المسؤولين والتجاهل الأمني لهذه المنطقة التي تعتبر من المناطق التي يعانى أهلها من انعدام الصرف الصحي، ويقومون بتوصيل المياه والكهرباء بطرق عشوائية ما تسبب في حوادث عديدة خلال السنوات الماضية. " عرب الدبور " تقع عرب الدبور خلف مدينه المعمل السكنية والتابعة لإحدى شركات البترول في حي عتاقه، ويعيش أهلها على مهنة رعى الأغنام في الجبال والحدائق المحيطة لمدن البترول القريبة لهم ويعيش الكثير من أهالي عرب الدبور بدون جنسيه أو هوية تحدد انتمائهم حيث يتجاهل الكثير منهم تسجيل وقيد المواليد في السجلات ولهذا فإن أكثرهم غير معترف به من قبل الدولة ولا يوجد أي نوع من الثقة بين الأهالي وأي حكومة على مر سنوات طويلة، إضافة إلى أن أبنائها محرومون من العمل في أي من الشركات أو الهيئات في السويس. " جنيفه والشلوفه " قري منسيه في القطاع الريفي بمحافظه السويس والتابعة لحى الجناين، والتي تقع بالقرب من محافظة الإسماعيلية ويتجاهلها المسئولون، مثلها مثل باقي القرى الصغيرة المحيطة بها في القطاع الريفي في محافظة السويس ويعانى أهالي هذه القرى من انقطاع المياه والكهرباء بصفة شبه مستمرة وحرمان من خدمات الصرف الصحي وعدم توافر وسائل المواصلات سوى لعدد محدود من الساعات في اليوم، وعلى الرغم من ذلك فكل مايحلم به البسطاء هو توفير هذه الخدمات، حيث إن هذه القرى بمثابة واجهة السويس الزراعية وسلة غذائها نظرا لما تقدمه من محاصيل ولحوم وألبان.  " قرى شباب الخريجين"  تتمثل قرى شباب الخريجين في  قرية الألبان الجديدة ومحمد عبده والرائد، وهي قريبة من مدخل نفق الشهيد أحمد حمدي، وتنتنشر حول الطريق المؤدى إلى النفق الشهيد، وتعاني من نقص الخدمات التي يأتي على رأسها مياه الشرب التي لازالت تأتي على الدواب، وأبدى سكانها استياءهم الشديد من تهميش الجهات المعنية لهذه المناطق التي تسكنها آلاف الأسر التي تعيش على وعود مرشحي البرلمان في كل دورة انتخابية. وعلى الرغم من أن أهالي هذه القرى يعيشون على الزراعة ورعى الأبقار والأغنام، إلا أنهم يعانون من نقص شديد في مياه الري، إضافة إلى انقطاع الكهرباء لأيام ايضا وغياب الأمن بشكل كامل هناك، مايضطر السكان إلى حماية أنفسهم وتأمين ممتلكاته، فضلًا عن معاناة السكان من عدم توافر المواصلات، ويأمل أهالي هذه القرى في أن يجدوا حلا لأزمة القمامة التي تملأ أرجاء القرى وأصبحت تهدد صحة الأطفال الذين أصيبوا بكافة أشكال الأمراض.