الدار البيضاء ـ نهاد عفان
يستعد المغاربة لاستقبال شهر رمضان الكريم بطقوس خاصة، أبرزها تزيين المحلات التجارية والمدن بالأضواء اللافتة بهجةً بحلوله، وتبادل الأدعية والتهاني والمباركات في ما بينهم بعبارة "عواشر مبروكة" وتعني "أيام مباركة". ويشهد الشارع المغربي حركة غير عادية قبل حلول رمضان، فعندما تتوجه إلى محلات الملابس التقليدية تجدها مكتظة بالناس، حيث يكثر الطلب على الخياطة التقليدية، فالمغاربة رجالاً ونساءً، يفضلون ارتداء الجلباب المغربي الأصيل خلال شهر رمضان، ولا يستثنون من ذلك أبناءهم الذين يرافقونهم بهذه الأزياء لأداء صلاة التراويح, كما يكثر الطلب على الأطعمة خاصة الفواكه الجافة, منها التمور ومواد صنع الأكلات المغربية. وتقول حليمة، ربة بيت، "شهر رمضان من أعظم أشهر العام على قلوبنا، ونحن بدورنا نستعد له باقتناء الألبسة الجديدة والأكلات الرمضانية, ولا يمكن أن تدخل أي بيت مغربي ولا تجد مائدة الإفطار مزينة بمختلف الأطعمة المغربية". ويوضح محمد، بائع الفواكه الجافة، "رمضان هو الشهر الوحيد في السنة الذي نحقق فيه أرباحًا مالية، نظرًا إلى الإقبال المكثف على منتجاتنا التي تُستهلك بكثرة في رمضان مقارنة مع باقي أشهر السنة". وتتميز مائدة الإفطار المغربية بالتنوع في المأكولات، حيث تُعِدّ المرأة أطباقًا رائعة, ومن أشهر الأكلات المغربية "الحريرة"، وهو الطبق الرئيس على مائدة الإفطار في شهر رمضان عند غالب المغاربة، حيث يصاحب بالبغرير والمسمن والبطبوط والشباكية والسفوف والمخرقة والمشروبات وأكلات أخرى على مائدة يحيط بها أفراد العائلة، وما أن يؤذّن المؤذّن ويطلق المدفع طلقاته إيذانًا ببدء وقت الإفطار حتى يتناول الصائم التمر والحليب. ويخيم الجو الروحاني الجميل على أنحاء المملكة طوال أيام شهر رمضان، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، لا سيما صلاة التراويح وصلاة الجمعة، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين، مما يشعرك بالارتباط الوثيق بين هذا الشعب وبين دينه وتمسّكه بقيمه ومبادئه. وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب على ما يسمى بـ "الدروس الحسنية الرمضانية"، وهي عبارة عن سلسلة من الدروس اليومية تقام خلال أيام الشهر الكريم بحضور العلماء والدعاة، وتلقى اهتمامًا من الأفراد، لما يلمسونه فيها من أهمية بحكم ارتباطها بواقعهم وإجابتها عن أسئلتهم.