المنامة - البحرين اليوم
أكّدت مجموعة من طالبات المدارس الحكومية اللاتي شاركن في النشاط المخصص للاحتفاء بـ«متفوقات البحرين»؛ والذي نفذه المجلس الأعلى للمرأة مؤخراً في إطار برنامج الإرشاد الوطني للمرأة البحرينية «e إرشاد»؛ أن هذا النشاط أسهم في رفع وعيهن وفهمهن لعمق المساهمات التي تقدمها المرأة البحرينية ضمن مسيرتها الوطنية، وأعربن عن طموحهن إلى أن يكن سفيرات لوطنهن في مجال الترويج لإنجازات المرأة البحرينية وما تحظى به من دعم ورعاية، خاصة أن عدداً منهن حصلن على بعثات دراسية وهن على وشك السفر والبدء بدراستهن الجامعية خارج البحرين في دول مختلفة.
وقالت الطالبات المتفوقات إن مادة النشاط قدمت لهن شرحا وافيا لجهود وأثر تقدم المرأة البحرينية في مجالات مختلفة مثل الصحة والتعليم والاقتصاد والعمل التطوعي، إضافة إلى أنهن تعرفن للمرة الأولى على مفاهيم ومصطلحات علمية مثل التوازن بين الجنسين وادماج احتياجات المرأة في التنمية. وأضفن أن النشاط كان مفيداً أيضا على صعيد مسيرتهن العلمية والمهنية، حيث أتاح لهن الالتقاء بنماذج قيادية تعليمية وتربوية، كالدكتورة مي بنت سليمان العتيبي، التي قدمت لهن العديد من النصائح ذات الصلة بالدراسة والحياة الجامعية وبرؤية متفائلة ومهنية لكيفية تحويل التحديات إلى فرص وكيفية اتخاذ القرارات المناسبة خلال رحلة تعليمهن الجامعي، إضافة إلى الاستماع لعدد من المختصين في مجال المرأة واحتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.
ولفتن إلى أن النشاط؛ الذي استمر أربعة أيام متتالية وحضره نحو أربعين طالبة؛ كان فرصة أيضاً لتعريف الطالبات المتفوقات ببعضهن البعض، وتبادل التجارب والأفكار حول المرحلة القادمة في مسيرتهن الدراسية الجامعية، والتي تختلف كثيراً عما سبقها باختلاف بيئة الجامعة عن بيئة المدرسة.
الطالبة المتفوقة صفاء صادق قالت إن الفتيات في مثل عمرها «ربما لا يدركن مدى أهمية وجود مؤسسة مثل المجلس الأعلى للمرأة في مملكة البحرين تعمل على دعم المرأة البحرينية أينما كانت وفي مختلف مراحلها العمرية»، وأضافت ان هذا النشاط أسهم في تعريفها بالمجلس كمؤسسة وطنية معنية بشؤون وقضايا المرأة، وبطبيعة المشروعات والمبادرات والبرامج التي يعمل عليها في إطار الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية، إضافة إلى عدد من المؤشرات والأرقام التي توضح حجم وتأثير مشاركة المرأة البحرينية في مجالات التنمية الوطنية، وتابعت «هذا كله وغيره تعرفنا عليه من خلال مشاركتنا في النشاط المخصص للاحتفاء بنا كطالبات متفوقات».
صفاء التي ستذهب في بعثة دراسية لدارسة تخصص التغذية في جامعة الإمارات بمدينة العين، قالت أيضا «إن وجود المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله مصدر فخر لنا جميعاً كفتيات ونساء بحرينيات، وأصبحنا بعد هذه النشاط نعرف أكثر كيف يعمل المجلس وكيف يسهم في دعمنا، وكيف نصل إليه في حال احتجنا كفتيات الى أي مشورة أو دعم».
وقالت الطالبة فاطمة عبدالجليل عبدالنبي؛ التي ستدرس الطب البشري في جامعة السلطان قابوس بعد أن حصلت على بعثة دراسية هناك؛ إن النشاط كان مفيداً جداً في تعريف الفتيات البحرينات بمسيرة تقدم وارتقاء المرأة البحرينية وحضورها النوعي والكبير في قطاعات كثيرة، وكيف تسلمت أعلى المناصب، وأصبحت عضوة في مجلس النواب عبر الانتخاب المباشر وليس عبر التعيين أو الكوتا، كما كانت البحرين أول دولة خليجية تسند إلى المرأة منصب قاض، وهناك العديد من السفيرات والدبلوماسيات البحرينيات اللواتي يمثلن وطنهن خير تمثيل، وأضافت أن النشاط حفَّزها على البحث أكثر عبر الكتب وعبر الانترنت عن مسيرة وانجازات المرأة البحرينية خلال العقود الماضية وصولاً الى الوقت الراهن.
وقالت فاطمة: «لا شك أننا سنفخر أمام الوسط الجامعي الذي يأتي إليه الطلاب من دول مختلفة للدارسة بمملكتنا العزيزة وما تحققه من إنجازات ومكانة رغم صغر مساحتها الجغرافية، ولا شك أن التجربة البحرينية المتقدمة في مجال دعم المرأة، وما تحققه المرأة من إنجازات مثبتة بالمؤشرات والأرقام يمثل إحدى نقاط الارتكاز الأساسية في تلك الإنجازات».
وأوضحت الطالبة آلاء أشرف إنها أصبحت بعد حضورها هذا النشاط أكثر وعياً بحقوقها وواجبتها كفتاة بحرينية تأمل أسرتها منها مواصلة التفوق في دراستها الجامعية لتكون أكثر قدرة على خدمة نفسها وعائلتها ومجتمعها ووطنها، وأضافت: «أسهم هذا النشاط في إزالة الكثير من المخاوف أمامي كفتاة، وأصبحت أكثر إيماناً بأن لا عوائق أمام تحقيق طموحاتي بعد أن تعلمت عن تكافؤ الفرص في ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين، واعتقد أن معرفتنا بهذه الأمور تعطينا حافزاً إضافيا للنجاح، كما تزيد من شعورنا بالفخر بالانتماء والولاء لمملكة البحرين».
وأكدت آلاء أن النشاط كان مفيداً جداً في تزويد الفتيات البحرينيات بالمعلومات اللازمة حول مسيرة تقدم وارتقاء المرأة البحرينية، وقالت «شعرنا بالفخر عندما سمعنا عما قامت به المرأة البحرينية سابقاً من أدوار بارزة في تلك المسيرة، وهو شعور ممزوج بالمسؤولية؛ لأننا أدركنا أيضاً واجباتنا الكبيرة تجاه مواصلة هذه المسيرة وتسجيل علامات مضيئة فيها أيضا».
أشارت الطالبة مريم علي إلى أهمية النشاط الصيفي في تعريف الفتيات المتفوقات على كثير من الأمور، من بينها تجهيزهن معرفياً ونفسياً للمرحلة الدراسية القادمة أمامهن، وكيف يمكن لمرحلة الحياة الجامعية أن تستثمر دراسياً ومعرفياً بأفضل طريقة ممكنة، وأضافت مريم، التي ستدرس هندسة عمارة في جامعة البحرين، أنها استفادت أيضاً من النشاط في التعرف أكثر على احتياجات سوق العمل والتغيرات السريعة في هذا السوق نتيجة لتطور أداء الأعمال التي تتجه أكثر نحو استخدام الرقمنة في كل شيء تقريباً، بما في ذلك تقنيات الواقع الافتراضي المعزز والذكاء الصناعي وغيره.
قد يهمك ايضاً
«العهد الزاهر» شاهداً على ريادة المرأة البحرينية في مجال التعليم