عمان ـ إيمان أبو قاعود
أكدت الأكاديمية الأردنية الدكتورة أمل الخاروف أن الثقافة المجتمعية في الأردن أصبحت مقتنعة بمشاركة المرأة بفضل الإرادة السياسية، معلنة أن أهم التحديات الأكاديمية التي تواجه الجيل الجديد من الطلبة تتمثل في ارتفاع أسعار الساعات المعتمدة في الجامعات، وارتفاع عدد الطلبة في القاعة الجامعية، مشيرة إلى أن ارتفاع معدل البطالة بين خريجي الجامعات الاردنية يمثل تحديًا أكاديميًا لا يقل أهمية، وكذلك عدم توافر الوسائل التعليمية المتجددة لجميع التخصصات، داعية إلى ضرورة تفعيل وحدات النوع الاجتماعي في الوزارات المختلفة. وأضافت الخاروف المتخصصة في دراسات المرأة والمدرسة في الجامعة الأردنية أن مبادرة الجامعة الأردنية وبدعم من الأميرة بسمة بنت طلال لإنشاء مركز لدراسات المرأة قبل سنوات عدة كأول جامعة عربية تمنح درجة الماجستير في دراسات المرأة مبادرة متميزة، موضحة أن المركز أصبح متكاملاً، وخصوصًا بعد أن توسع البرنامج ليضم ثلاثة أقسام (الأكاديمي، والبحث والاستشارات، والتدريب)، ويرفد سوق العمل بالخريجين المؤهلين القادرين على العمل في هذا المجال، ويعمل جنبًا إلى جنب مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والدولية في مجال الأبحاث والاستشارات، مشيرة إلى أن ما يميز خريجي دراسات المرأة أنهم يعملون في مواقع مختلفة في المجتمع، مما يساعد على إيصال الرسالة التي يؤمنون بها، كما أن كثيرًا منهم يعملون في مواقع قيادية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.ونوهت الخاروف لـ "مصر اليوم" إلى أنها لا تعتقد بأهمية وجود وزارة متخصصة للمرأة في الأردن، وإنما يجب أن تفعل وحدة النوع الاجتماعي في جميع الوزارات في المملكة، حيث تصبح مديرية عامة في كل وزارة تشارك في صنع القرار ووضع السياسات والإستراتيجيات في كل وزارة من وزارات المملكة. وشددت الخاروف على أن الأردن خطا خطوات سريعة في مجال تمكين المرأة، حيث كانت المرأة وزيرة، عضو برلمان، وعضوًا في مجلس الأعيان، وفي السلك الدبلوماسي، وفي المراكز الإدارية العليا, إلا أن هذه المناصب ما زالت مشاركتها دون مستوى الطموح. ونوهت الخاروف إلى أن الثقافة المجتمعية أصبحت مقبولة من حيث مشاركة المرأة في التنمية في الأردن بشكل أفضل، مقارنة بباقي الدول العربية، وذلك بفضل الإرادة السياسية.وتعرف الخاروف مصطلح النوع الاجتماعي (الجندر) بأنه يطلق على العلاقات والأدوار الاجتماعية والقيم التي يحددها المجتمع لكل من الجنسين (النساء والرجال). وتتغير هذه الأدوار والعلاقات والقيم وفقًا لتغير المكان والزمان وذلك لتداخلها وتشابكها مع العلاقات الاجتماعية الأخرى، مثل الدين، الطبقة الاجتماعية، العرق, وغيرها، وعلى الرغم من أن هذه العلاقات متغيرة في مؤسسات المجتمع المختلفة إلا أن جميع هذه المؤسسات تقاوم التغيير. وأشارت الخاروف إلى أن الذكور في الأردن لا يقبلون على دراسة "النوع الاجتماعي" ودراسات المرأة في الجامعات، موضحة أنه لا يمكن الفصل بين مفهوم النوع الاجتماعي مع الحياة العملية، فالحياة المعاصرة تتطلب شراكة حقيقية بين كلا الجنسين، وإعطاءهم فرصًا متكافئة في مناحي الحياة كافة. ومن الجدير بالذكر أن الخاروف أجرت دراسة حديثة بهدف التعرف إلى التطور الذي شهدته المرأة العاملة في الجامعات الأردنية (الحكومية والخاصة) منذ العام 2000 ولغاية 2009. وكان أهم ما توصلت إليه الدراسة أن نسبة العاملات في تزايد مستمر في الجامعات الحكومية والخاصة مقارنة بالعاملين الذكور، وفي الدرجات العلمية المختلفة، لكنها ما زالت دون الطموح، وكذلك الحال بالنسبة إلى نسبة الأكاديميات في جميع الحقول والرتب الأكاديمية، فهي في تزايد مستمر. وتبين نتائج الدراسة أن وصول المرأة إلى المنصب القيادي يتطلب كفاءة علمية وعملية وشخصية متميزة، كما أن للدور المؤسسي والتنشئة الاجتماعية دورًا كبيرًا في ذلك، إلا أن هناك صعوبات داخل العمل من شأنها أن تؤثر في سير تقدمها الوظيفي، وتتلخص في ضغط حجم العمل، وطول ساعات العمل، وقلة الوقت للتطلع إلى الزيادة من الانتاج العلمي، ونقص التدريب، ونفسية الزملاء والزميلات والثقافة السائدة، إضافة إلى الصعوبات خارج العمل والمتمثلة في بعد مكان السكن عن مكان العمل، والالتزامات الأسرية، إلا أنهن استطعن التغلب عليها في غالب الأحيان.