صنعاء ـ خالد عبدالواحد
أنشأت سارة الخباط وملاك الحكيمي بجهود ذاتية، وإمكانيات بسيطة،إذاعة محلية، تبث عبر الإنترنت في يونيو/حزيران 2016، في العاصمة صنعاء، في وقت تواجه المرأة اليمنية، تسلطًا ذكوريًا، وتتجرع معاناة اقتصادية واجتماعية ، بسبب الحرب والعادات والتقاليد.
تخرجتا من كلية الاعلام بجامعة صنعاء،و لم تجدا ، سارة وملاك أي عمل في الإذاعات المحلية والقنوات التفزيونية، وتعرضتا للاستغلال من قبل، مسؤولي في الإذاعات ، وسرقت أفكارهن البرامجية.
وقالت سارة الخباط، التي تدير اذاعة "هوكة" في لقاء مع "صوت الامارات "، إنه بسبب شغفها الكبير ،بالتسجيل والمونتاج وكتابة البرامج خطرت لها فكرة إنشاء إذاعة، تبث من منزلها، لطالما أن الإنترنت، يكفي عن جهاز البث . وأشارت إلى أنها تمكنت من إنشاء الاذاعة، برفقة زميلتها ملاك الحكيمي، وقامتا بترتيب وتسجيل البرامج الاذاعية.
وأوضحت أن سبب تسمية الإذاعة بـ"هوكة"، جاء من اللهجة الصنعانية المتداولة,.
وتحمل كلمة "هوكة"، معنى الأناقة أو الشيء الراقي والمحبب إلى النفس.
وشرحت الخباط الأسباب التي جعلتها تطلق الإذاعة، قائلة " أنا وملاك خريجات كلية الإعلام جامعة صنعاء ملاك قسم إذاعة وتلفزيون وأنا قسم علاقات عامة وإعلان وحصلت على مرتبة الأولى على الدفعة تخرجنا وبدأنا نقدم في الإذاعات فكان يطلبوا منا نعمل تصور أولي لبرنامج ونعرضه عليهم فيأخذوا التصور منا والفكرة ، ثم يؤكدون لنا عدم استيعاب الإذاعة، او يقولوا لنا أن نعمل معهم من دون مقابل ". وتابعت "كنا نرفض العمل من دون مقابل، لكننا، بعد فترة نتفاجئ بسماع برامجنا تبث في إذاعاتهم، وبأسمائهم. مشيرة إلى أن الاذاعات تستغل كل الشباب ، وتسرق برامجهم وافكارهم".
وكشفت عن البرامج التي تبثها إذاعة "هوكة"، أنهم يعدون برامج ومسلسلات كثيرة، منها برنامج يمن التعايش، مؤكدة أن البرنامج يهدف إلى ترسيخ قيم التعايش والسلام لدى المستمعين من خلال فقراته الهادفة". مضيفة "،معنا برنامج أقدار وهو يحكى قصص في الواقع تدعوا الى عدم اليأس والتفاؤل دائما والتمسك بالأمل بالله وعدم القنوط من رحمته، بالاضافة الى برنامج حقيقة في دقيقة وهو برنامج يعرض حقائق علمية وصحية في دقيقة ".
وأكّدت أنهم يبثون مسلسل عز القبيلي بلاده، وهو مسلسل اجتماعي يربط المغتربين اليمنيين بوطنهم ، وتبث الإذاعة أخبار اجتماعية طريفة بصيغة النشرة الإخبارية ، بعيدًا عن الاخبار التي تنشر في الإذاعات الأخرى.
وأشارت سارة أن الاذاعة تبث "مسلسل مبخوت وزوجاته وهو مسلسل اجتماعي كوميدي يحكي مغامرات رجل يمني متزوج بثلاث زوجات من محافظات مختلفة". وبينت انه بسبب جماهيرية المسلسل تمكنت من تحويل نموذج حلقة أولى منه إلى مسلسل انميشن".
وأوضحت أن الإذاعة تبث مسلسل "زنجبيل بغبارة الذي يعمل على تصحيح مفاهيم وسلوكيات اجتماعية من خلال شخصيات المسلسل، إضافة إلى برنامج "هوكة جوبز"، الذي يمثل حلقة وصل بين الشباب الذي يبحث عن العمل واصحاب العمل ".
وأكّدت أن الإذاعة تقدّم العديد من البرامج الأخرى، التي تعمل على تبديد سلوك المجتمع السيئة، وغرس الأخلاق والقيم الكريمة,مضيفة أنها".
تكتب السيناريوهات برفقة ملاك ويعملن المونتاج وتسجيل الاصوات، اثناء اعداد البرامج".
وأوضحت سارة أن "امتلاكهما ، لمهارة المونتاج والهندسة الصوتية والتسجيل وكتابة السيناريوهات ، أهم الدوافع لإطلاق الإذاعة.
و قالت سارة" لا يوجد أرباح مادية تجنيها الإذاعة أبدًا ،فنحن نجمع مصروفنا من تكاليف شراء اي شيء نحتاجه ".
وأردفت "اكتفينا باستخدام اللاب توبات الخاصة بنا لعدم القدرة على توفير الامكانيات البسيطة كشراء لابتوب حديث لأن اجهزتنا قديمة جدًا ومتعبة في استخدامها للمونتاج أيضًا قمنا شراء مايك للتسجيل حتى يكون الصوت أكثر وضوحًا ".
الحرب اوقفت الحياة
وقالت سارة الخباط إن الحرب أوقفت الحياة ونحن أجبرناها على فتح مسارات جديدة لنا، ولسنا كباقي الناس ممكن توقفنا الحرب ونجلس حاطين يدنا على خدنا ونندب حظنا". وتابعت" نحن إعلاميتين ولازم نكون قدوة لغيرنا من النساء والشباب ونحاول ان نخلق لنا مسار حياة جديدة ونكسر كل القيود.
وأكدت سارة الخباط أن المثل السائر يقول إن المرأة نصف المجتمع "، مؤكدة "أن المرأة اليمنية هي المجتمع كله في الوقت الذي اتجه الرجال للجبهات والبعض منهم جلسوا في المنزل وتوقفت مرتباتهم واعمالهم".
وكشفت تمكّن العديد من النساء من إطلاق مشاريع عديدة مشيرة أن المرأة، هي من تصرف على المنزل وهي من تعيل اسرتها".
وأكدت أن" الحرب جعلت المرأه تخوض في مجالات عمل مختلفة وأغلبها مجالات هي تحبها وليست مجبرة على خوضها وإنما كانت فرصة لها".
و قاتل سارة الخباط "نطمح أنا وملاك في تقديم مشروع إعلامي يهدف للتعايش والسلام ونشر ثقافتهما في ظل الأوضاع التي تعيشها بلادنا، مضيفة "نطمح ان يتم تشجيع مثل هذه المشاريع و أن نجد الدعم المناسب وان نخصص جزء من برامج الإذاعة للجمهور المغترب لربطهم بأجواء بلدهم وفنونها ونمط حياة الناس فيها وهمومهم وامالهم وطموحاتهم".
وتطمح سارة في إطلاق الإذاعة عبر الأثير، لكنها تفتقر إلى الدعم الكافي، وقالت سارة "اذا توفر لدينا الدعم لن تكون فقط الإذاعة عبر الإنترنت سيكون لنا اثير ومقر نبث منه وسنستقطب الشباب المبدعين .
واختتمت كلامها "مشروعنا شبابي لن نخوض في اي مهاترات سياسية وليس لنا اي انتماءات حزبية ومعيارنا الوحيد هو الشغف والإبداع"